نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تربية الأغنام.. مشروع واعد لحل أزمة اللحوم وتقليل الاستيراد, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 03:33 مساءً
تسعى الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى تحقيق الاكتفاء النسبي من اللحوم الحمراء وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وذلك عبر خطط تنمية الثروة الحيوانية.
ويأتي التوسع في مشروعات تربية الأغنام والماعز ضمن أبرز المحاور الاستراتيجية التي تحظى بدعم واهتمام كبير من الدولة، لما لها من مميزات اقتصادية وغذائية.
لغة الأرقام تكشف فجوة إنتاج اللحوم
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن مصر تستهلك نحو مليون طن سنويًا من اللحوم الحمراء، بينما لا يتجاوز حجم الإنتاج المحلي 600 ألف طن، ما يضطر الدولة إلى استيراد حوالي 400 ألف طن سنويًا لتلبية احتياجات السوق المحلي.
هذا العجز الكبير يجعل التوسع في مشروعات تربية الماشية والأغنام أمرًا لا مفر منه، لتحقيق التوازن بين الإنتاج والاستهلاك.
أسباب الاهتمام بالمشروع
أكد تقرير صادر عن قطاع الإنتاج الحيواني والداجني بوزارة الزراعة أن مشروعات تربية الأغنام تحظى بدعم كبير من الدولة، وذلك لعدة أسباب:
ارتفاع الطلب المحلي على اللحوم الحمراء، خاصة في المناسبات الدينية مثل عيد الأضحى.
قدرة الأغنام على التكيف مع البيئة الصحراوية والريفية، ما يجعلها مناسبة لمناطق مختلفة من مصر.
انخفاض تكاليف التربية مقارنةً بالأبقار والجاموس، إذ يمكن تربيتها في أماكن بسيطة دون الحاجة إلى مزارع ضخمة.
سرعة دورة الإنتاج، فالأغنام قد تلد مرتين في السنة، مما يسرع العائد الاقتصادي.
الاستفادة الكاملة من منتجاتها: اللحوم، الحليب، الجلود، الصوف.
الاعتماد على مخلفات المحاصيل الزراعية كعلف يقلل من تكاليف التغذية.
إمكانية البدء بعدد قليل والتوسع تدريجيًا وفقًا للعائد والأرباح.
شروط نجاح مشروعات تربية الأغنام
بحسب تقرير الوزارة، هناك مجموعة من الشروط الأساسية التي يجب مراعاتها قبل البدء في أي مشروع لتربية الأغنام:
اختيار السلالة المناسبة: مثل الرحماني، الأوسيمي، والبربري، وفقًا للغرض من التربية (لحوم – ألبان – أو الاثنين).
البدء بعدد محدود: من 10 إلى 20 رأسًا فقط كبداية، لضمان سهولة الإدارة وتقليل المخاطر.
تجهيز أماكن التربية: أن تكون جيدة التهوية، محمية من الشمس والأمطار، وسهلة التنظيف.
التغذية الجيدة: عامل رئيسي للحصول على إنتاج لحوم أو ألبان بجودة مرتفعة.
الرعاية البيطرية: توفير التحصينات اللازمة والمتابعة الصحية المستمرة للقطيع.
حل عملي لأزمة نقص البروتين الحيواني
أوضح تقرير صادر عن معهد بحوث الإنتاج الحيواني بمركز البحوث الزراعية أن التوسع في تربية الأغنام والماعز يساهم بشكل مباشر في مواجهة أزمة نقص البروتين الحيواني، والتي تُعد من أبرز تحديات الأمن الغذائي في مصر.
وأشار التقرير إلى أن الأغنام والماعز تحتلان المرتبة الثالثة في إنتاج اللحوم الحمراء بعد الأبقار والجاموس، ما يجعلهما عنصرًا مهمًا في سد فجوة الإنتاج المحلي.
المزايا الاقتصادية لتربية الأغنام والماعز
أكد التقرير أن تربية الأغنام والماعز تحقق فوائد اقتصادية متعددة، أبرزها:
قلة التكلفة: فهي حيوانات رعي يمكنها الاعتماد على الأعلاف البسيطة ومخلفات المحاصيل.
سرعة رأس المال: بفضل ارتفاع معدلات الخصوبة وسرعة التكاثر.
القدرة على التكيف مع الظروف الصعبة: حيث تتحمل الجفاف ونقص المياه، ما يجعلها مناسبة للتربية في الصحراء.
إنتاج متعدد الاستخدامات: الأغنام توفر الصوف المستخدم في صناعة السجاد، بينما الماعز تنتج جلودًا مرتفعة القيمة.
تؤكد خطط وزارة الزراعة أن التوسع في مشروعات تربية الأغنام يمثل ركيزة أساسية في تحقيق التوازن الغذائي لمصر، وتوفير مصدر مستدام للبروتين الحيواني بأسعار مناسبة، إلى جانب دعمه للاقتصاد الوطني عبر تقليل فاتورة الاستيراد.
0 تعليق