من قلب «ساروف»؛ المدينة المغلقة التي تحمل رمزية خاصة في التاريخ النووي السوفياتي، اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يطل على العالم برسالة ردع جديدة.

درع نووي

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن علماء الطاقة النووية الروس أنشأوا «درعا نوويا قويا» للبلاد.

ومنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسام «العمل الشجاع» لموظفي المركز النووي الفيدرالي الروسي – معهد أبحاث الفيزياء التجريبية لعموم روسيا التابع لشركة «روساتوم»، وفقا لما لوكالة سبوتنيك الروسية.

وأكد بوتين، أن «روسيا رائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا في مجال الاندماج النووي الحراري».

وأضاف بوتين خلال اجتماع مع موظفي شركات الصناعة النووية الروسية: «بفضل الأسس المهيأة، تستخدم التطورات في هذا المجال بالفعل لابتكار مجموعة واسعة من الحلول التطبيقية، وروسيا رائدة في مجال المعرفة والتكنولوجيا هنا».

تطوير الترسانة النووية

وأكد بوتين خلال جولته في المركز النووي بمدينة ساروف أنّ بلاده «لن تسمح بتقويض توازن القوى»، معلنًا مواصلة تطوير الترسانة النووية بما يتناسب مع «التحديات الجديدة».

وأوضح أن التقدم التقني الروسي يضمن «تفوقًا استراتيجيًا» يحول دون أي محاولة لفرض إرادة الغرب على موسكو.

وتابع بوتين، خلال اجتماع مع موظفي مؤسسات الصناعة النووية الروسية: “بفضلكم (العلماء النوويين الروس) وزملائكم، روساتوم في طليعة إنشاء وتنفيذ تقنيات متقدمة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبرى، بما في ذلك الطريق البحري الشمالي، والذي سيصبح جزءا من ممر النقل عبر القطب الشمالي من سان بطرسبورغ عبر مورمانسك إلى فلاديفوستوك”.

«ليس لدينا دولا معادية»

وأشار بوتين، إلى أن «روسيا ليس لديها دول معادية، بل هنالك نخب معادية في بعض البلدان».

وأضاف: “بالطبع، تُنشر الدعاية هناك (في الدول ذات النخبة المعادية) إنهم يغسلون أدمغة الناس، ويقولون إننا بدأنا الحرب، متناسين أنهم هم من بدأوا الحرب عام 2014، عندما بدأوا باستخدام الدبابات والطائرات ضد السكان المدنيين في دونباس، عندها بدأت الحرب، ونحن نبذل قصارى جهدنا لوقفها».

«ساروف».. القلب السري للبرنامج النووي

اختيار بوتين لمدينة ساروف لم يكن صدفة، فالمدينة التي كانت تعرف سابقًا باسم «أرزاماس-16» تمثل أيقونة في تاريخ السوفيات، حيث صُمم أول سلاح نووي سوفياتي في أربعينيات القرن الماضي.

ويعد المركز النووي الفيدرالي الروسي – المعهد البحثي الروسي للفيزياء التجريبية – جزءًا من مجمع روساتوم للأسلحة النووية، وتأسس المعهد عام 1946 لتنفيذ المشروع النووي السوفياتي. وطُوِّرت فيه أول قنابل ذرية وهيدروجينية محلية الصنع.

ولا تزال مدينة ساروف حتى اليوم مدينة مغلقة لا يدخلها إلا بتصريح خاص، لتظل مركزًا للأبحاث والتطوير في مجال السلاح النووي الروسي.

من هنا، أراد بوتين أن يذكّر خصومه بأن روسيا لا تملك فقط مخزونًا نوويًا هائلًا، بل أيضًا بنية علمية وصناعية متجددة قادرة على تطوير أجيال جديدة من الأسلحة النووية.

ويأتي التأكيد على تحديث الترسانة النووية يأتي في وقت يتصاعد فيه الحديث داخل دوائر القرار الغربي عن «إضعاف روسيا استراتيجيًا»، الأمر الذي تعتبره موسكو تهديدًا وجوديًا.

ومن خلال استعراضه للبرامج المتقدمة، بعث بوتين رسالة مزدوجة، طمأنة للداخل الروسي بقدرة الدولة على حماية أمنها القومي، وتحذير خصومها من أن سباق التسلح لم يفقد زخمه رغم كل ما يقال عن نهايته.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR