تواصل وزارة الأوقاف جهودها في نشر القيم الدينية الأصيلة وتعزيز ثقافة الوعي المجتمعي، حيث نظمت  27 ندوة علمية موسعة تحت عنوان: "حق الطفل في التربية والرعاية وذلك في إطار برنامج "لقاء الجمعة للأطفال"، الذي يُعقد أسبوعيًّا بالمساجد الكبرى على مستوى الجمهورية.

وقد أجمع العلماء المشاركون في هذه الندوات على أن التربية السليمة حق أصيل للطفل، وأن الإسلام وضع هذا الحق في مقدمة مسؤوليات الأسرة والمجتمع، مؤكدين أن غرس القيم الإيمانية والإنسانية منذ الصغر هو السبيل لتنشئة جيل يملك العلم والأخلاق معًا.

خطبة الجمعة المقبلة… عنوانها "سماحة الإسلام"

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الأوقاف أن خطبة الجمعة المقبلة، الموافق 29 أغسطس 2025، ستكون تحت عنوان: "سماحة الإسلام".
ويأتي اختيار هذا الموضوع – بحسب بيان الوزارة – في إطار إبراز القيم الجوهرية في تعاليم الدين الإسلامي، القائمة على الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين البشر، وإعادة التأكيد على أن الإسلام دين يسر ورحمة بدءا من التعاملات الشخصية اليومية وصولا للعلاقات المجتمعية الدولية، فالدين الإسلامي لا غلو فيه ولا تشدد

الخبراء: الإسلام جوهره الرحمة لا الصراع

يرى الدكتور محمد أبو النور، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن تسليط الضوء على هذا العنوان في خطبة الجمعة المقبلة خطوة شديدة الأهمية في زمن كثر فيه اللغط والتشويه حول صورة الإسلام، مؤكدًا أن: "الإسلام في حقيقته دين رحمة، يبدأ بسلوك الفرد مع أسرته وجيرانه، ويمتد إلى العلاقات الدولية بين الشعوب والدول".

واكد الشيخ إبراهيم القاضي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن السماحة ليست مجرد كلمات تُقال على المنابر، بل هي أسلوب حياة يُترجم في مواقف المسلم اليومية: في البيع والشراء، في التسامح مع أخطاء الآخرين، وفي احترام الاختلافات الإنسانية.

وأضاف: "حين نتحدث عن سماحة الإسلام فنحن نتحدث عن دعوة نبوية خالدة: يسّروا ولا تعسّروا، وبشّروا ولا تنفّروا".

رسالة الأوقاف للمجتمع والعالم

من خلال هذه الخطوات المتوازية – ندوات عن حقوق الطفل وخطبة عن سماحة الإسلام – تسعى وزارة الأوقاف إلى بناء وعي مجتمعي متكامل: وعي يحترم حقوق النشء منذ طفولتهم، ويُرسّخ فيهم قيم التسامح والتعايش، ليكونوا جيلًا يحمل مشعل الرحمة والعدل، بعيدًا عن التطرف أو العنف.

ويؤكد مراقبون أن هذه الرسائل لا تقتصر على الداخل المصري فقط، بل هي أيضًا رسائل موجهة للعالم، لتوضيح أن الإسلام – في جوهره – دين إنساني عالمي يسعى إلى إطفاء نيران الصراعات وبناء جسور التفاهم بين الأمم والشعوب.

دعوة للتأمل

إن ما يجري اليوم من مبادرات الأوقاف يعكس حقيقة كبرى: أن القيم الإسلامية لا تزال قادرة على أن تكون بوصلة المجتمع إذا أُحسن فهمها وتطبيقها. وعلى كل مسلم أن يسأل نفسه: هل تعكس أفعالي في حياتي اليومية سماحة الإسلام ورحمته؟
فالخطبة والندوات ليست مجرد مناسبات عابرة، بل هي دعوة متجددة لإحياء جوهر الدين في حياتنا… جوهر قائم على الرحمة، التسامح، والعدل، وهي الركائز التي لا يمكن أن يقوم عليها أي مجتمع إلا إذا آمن بها وسعى لتحقيقها