أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لن يستطيع تجاوز أزمة اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية في بلاده، مشدداً على أن هذه القضية تمثل محوراً أساسياً لا يمكن طمسه أو تغييب الرأي العام عنه. وأوضح أن محاولات القيادة الأوكرانية الالتفاف على المشكلة أو حرف مسار النقاش العام ستظل محدودة الأثر، لأن جذورها متصلة بالقوانين التي سنتها كييف في السنوات الأخيرة.

موقف روسيا من التشريعات الأوكرانية

2a01:4f9:c012:24e1::1

أشار لافروف إلى أن حظر استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، ومنع أنشطة الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، يشكلان خرقاً واضحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف أن أول خطوة نحو معالجة الأزمة تكمن في إلغاء تلك القوانين المقيدة، معتبراً أن استمرارها سيزيد من تعقيد العلاقات الداخلية والخارجية لأوكرانيا.

رد لافروف على تصريحات زيلينسكي

جاءت تصريحات لافروف رداً على ما قاله زيلينسكي سابقاً، حين أكد أن أوكرانيا لا تنوي الاعتراف بالروسية كلغة رسمية للدولة في إطار أي تسوية سياسية للصراع مع موسكو. وعلق لافروف على ذلك قائلاً إن هذه المحاولة تهدف فقط إلى إبعاد الأنظار عن جوهر الأزمة، إلا أن الواقع يفرض نفسه، ولن يتمكن زيلينسكي من تجاوز ملف اللغة الروسية مهما حاول.

تأثير الملف على العلاقات الدولية

لفت وزير الخارجية الروسي إلى وجود محاولات خارجية لتعطيل المسار الذي اتفق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو المسار الذي أثمر عن نتائج إيجابية في مراحل سابقة. وأعرب عن أمله في أن يتم إحباط تلك المساعي، موضحاً أن استمرار التوتر حول موضوع اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية قد يضر بالجهود الرامية للوصول إلى تسوية طويلة الأمد.

البعد الديني في الصراع

إلى جانب البعد اللغوي، شدد لافروف على أن استهداف الكنيسة الأرثوذكسية يمثل مساساً بالحقوق الدينية لملايين المواطنين الأوكرانيين. واعتبر أن أي محاولة لحجب هذه الحقيقة أو التقليل من شأنها لن تنجح، لأن الأمر يرتبط مباشرة بهوية ثقافية ودينية متجذرة في المجتمع الأوكراني.

مستقبل الأزمة بين موسكو وكييف

من خلال هذه التصريحات، أوضح لافروف أن موسكو ترى أن ملف اللغة الروسية ليس مجرد خلاف جانبي، بل قضية أساسية في أي عملية تفاوضية مستقبلية. وأكد أن روسيا ستواصل الضغط لإلغاء التشريعات التي اعتبرتها تمييزية بحق المتحدثين بالروسية، مع الإصرار على ضرورة احترام التعددية الثقافية واللغوية داخل أوكرانيا.