نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بالأناشيد والمديح والحلوى.. المولد النبوي يوحد الدول العربية على حب الرسول, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 07:55 مساءً
زينة وأضواء تملأ الشوارع، ومواكب خيل وشموع، وضرب على الدفوف والطبول، وأناشيد دينية تصدح بها الحناجر، وجلسات ذكر ومدح، كلها مشاهد تعبر عن فرحة المسلمين بذكرى المولد النبوي في العديد من الدول العربية والإسلامية، ورغم اختلاف هذه الدول في طرق الاحتفال وطقوسه، إلا أنها تجتمع على إظهار الحب والتعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان.
مصر.. عرائس من السكر ومواكب الصوفيين
تعتبر مصر من أكثر الدول احتفاءً بالمولد النبوي، حيث يعود تأصل هذه المناسبة في الثقافة المصرية إلى العهد الفاطمي. مع حلول شهر ربيع الأول، تضاء الشوارع والمساجد بالأنوار والفوانيس الملونة، وتقام الموالد الشعبية التي يجتمع فيها الناس لسماع السيرة النبوية والخطب الدينية والأناشيد.
ويبرز في مصر تقليد فريد يتمثل في "عروسة وحصان المولد" المصنوعين من السكر والمزينين بألوان زاهية، حيث يحرص الآباء على تقديمهما كهدايا للأطفال. وترجع هذه العادة إلى العهد الفاطمي، حيث تروي القصص أن الحاكم كان يمتطي حصانه ترافقه إحدى زوجاته بثوبها الأبيض يوم المولد، فبدأ المصريون في صناعة حلوى العروس والحصان تشبهاً بهما.
ولا تكتمل الاحتفالات في مصر بدون مواكب الصوفيين الضخمة التي تطوف شوارع القاهرة القديمة حاملة الأعلام، مع دقات الدفوف والطبول، وصولاً إلى جامع الحسين. وفي صعيد مصر، ينظم "موكب الحصان" حيث يُزين حصان بأغطية ملونة ويتجول المحتفلون حاملين الشموع في الأزقة.
المغرب.. مواكب الشموع والأمداح النبوية
في المغرب، يعد المولد النبوي مناسبة دينية مهمة يسمونها "الميلودية" أو "سيد الميلود"، وتمتد جذور احتفالاتهم إلى عهد المرينيين في القرن الثالث عشر.
ومنذ بداية شهر ربيع الأول، تقام يومياً في المساجد بعد صلاة المغرب دروس في السيرة النبوية وفضائل النبي، تتخللها أمداح نبوية وتواشيح دينية.
ويشهد يوم المولد النبوي انطلاق الاحتفالات الكبرى في المسجد الأعظم بكل مدينة، حيث يتلى القرآن وتلقى الخطبة، وعندما يصل الإمام إلى ذكر ولادة النبي، يقف الجميع مرددين أبياتاً شعرية خاصة بالمناسبة. وتختتم الاحتفالات بتوزيع التمر والحليب على الحضور، بينما تصعد النساء إلى السطوح ويزغردن ابتهاجاً.
العراق.. حلويات وزيارات وأعراس
في العراق، يتحول الاحتفال بالمولد النبوي إلى مناسبة أسرية واجتماعية كبيرة، حيث يتبادل الناس الزيارات والتهاني ويوزعون الحلويات الخاصة بالمناسبة. وتشتهر مناطق كثيرة بطقوس خاصة، ففي السليمانية بإقليم كردستان، يحتفل الأكراد بطرق صوفية ويوزعون حلوى "مَن الِسما" (المن والسلوى).
ويحرص العراقيون على خضب الأيدي بالحناء، وختان الأطفال، وإقامة حفلات الزفاف في هذه الأيام المباركة. وإذا أنجبت امرأة طفلاً في هذه الأيام، فإن العادة جرت على تسميته محمداً أو أحمداً أو مصطفى. ويحتفل الشيعة يوم 17 ربيع الأول بالمولد النبوي بزيارة مرقد الإمام علي في النجف ومرقد الإمام الحسين في كربلاء.
بلاد الشام.. حلويات المشبك وتبييض اليوم
في بلاد الشام، تحتفل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين بالمولد النبوي بإقامة مجالس الذكر وتبادل التهاني والأطعمة. وفي دمشق، تقام احتفالية دينية كبرى في المسجد الأموي يشارك فيها النساء والرجال والأطفال.
ويشتهر الشاميون بعادة "تبييض اليوم" التي تعني طهي طبق من الطعام باللبن، كما يحرصون على شراء الملابس الجديدة وإعداد طبق "المحلاية" من الحلويات. وفي فلسطين، تشتهر نابلس بحلوى المشبك والكنافة والنمورة التي توزع في المناسبة، بينما تتزين المباني وتجوب المواكب بالأعلام الملونة أزقة المدينة القديمة.
جذور الاحتفال بالمولد النبوي
تعود جذور الاحتفال بالمولد النبوي إلى حاكم أربيل الملك أبو سعيد كوكبري، ثم الفاطميين الذين ينسب إليهم بداية الاحتفالات في مصر بعد دخولهم إليها عام 969 ميلادية.
وكانت الاحتفالات وسيلة للتقرب من الشعب، حيث اختلفت طقوسها بين توزيع الأموال على الفقراء وإلقاء الشعر في العهد الأيوبي، إلى الاحتفالات الفخمة في العهد العثماني، وهكذا تظل احتفالات المولد النبوي تجسيداً حياً للروحانية الإسلامية والتراث الثقافي الغني، حيث المشاعر الدينية الأصيلة مع التقاليد الشعبية المتوارثة، لتخلق نسيجاً إنسانياً فريداً يعبر عن حب المسلمين لنبيهم الكريم.
0 تعليق