الشيخ نواف بن جاسم آل ثاني.. مسار في قطاع الضيافة والاستثمار

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشيخ نواف بن جاسم آل ثاني.. مسار في قطاع الضيافة والاستثمار, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 10:45 مساءً

يُعتبر الشيخ نواف بن جاسم بن جبر آل ثاني من أبرز الشخصيات القطرية التي تركت بصمة واضحة في قطاع الضيافة والاستثمار خلال العقدين الماضيين. فقد جمع في مسيرته المهنية بين قيادة مؤسسة اقتصادية وطنية مهمة، هي الشركة الوطنية القطرية للفنادق (التي أصبحت لاحقاً "كتارا للضيافة")، وبين نشاط واسع كرجل أعمال له حضور دولي، إلى جانب انخراطه في المجال الخيري من خلال مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية. هذه الأدوار الثلاثة جعلت مسيرته متعددة الأبعاد، حيث عمل على تعزيز مكانة قطر في صناعة الضيافة العالمية، والمساهمة في دعم رؤية بلاده الاقتصادية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه الانفتاح على القضايا الإنسانية خارج حدود قطر. ويكشف مساره المهني كيف يمكن للقيادة الفردية أن تكون أداة للتغيير الاقتصادي والاجتماعي، مع الحفاظ على توازن بين الربح والمسؤولية الاجتماعية.

 قيادة الشركة الوطنية القطرية للفنادق وتحولها إلى "كتارا للضيافة"

بدأ الشيخ نواف مسيرته البارزة في قطاع الضيافة من خلال توليه رئاسة مجلس إدارة الشركة الوطنية القطرية للفنادق، وهو المنصب الذي شغله لسنوات طويلة حتى عام 2021. في هذه المرحلة، عمل على إعادة صياغة هوية الشركة وتوسيع نطاقها الاستثماري. من أبرز إنجازاته إعادة تسمية الشركة عام 2012 لتصبح "كتارا للضيافة"، في خطوة هدفت إلى تعزيز علامتها التجارية وإعطائها بعداً دولياً. هذا التحول لم يكن رمزياً فقط، بل جاء ضمن رؤية استراتيجية متكاملة لتوسيع نشاط الشركة خارج حدود قطر. وقد ساهم هذا التغيير في جعل الشركة واحدة من أبرز مؤسسات الضيافة في المنطقة، حيث ارتبط اسمها لاحقاً بمشاريع كبرى داخل قطر وخارجها. ويمثل هذا النجاح مثالاً على قدرة القيادة الرشيدة على تحويل مؤسسة وطنية إلى لاعب إقليمي ودولي فاعل.

 التوسع المحلي والدولي في قطاع الضيافة

شهدت فترة رئاسته توسعاً ملحوظاً على المستويين المحلي والدولي. فعلى الصعيد المحلي، ساهمت كتارا للضيافة في تطوير وإدارة فنادق ومنتجعات أصبحت علامات بارزة في السياحة القطرية، مثل فندق شيراتون جراند الدوحة، قرية الشرق، ومنتجع سيلين بيتش. هذه المشاريع عززت من مكانة قطر كوجهة سياحية في المنطقة، وربطت بين الهوية العربية التقليدية ومتطلبات الضيافة الحديثة. أما على المستوى الدولي، فقد امتد نشاط الشركة إلى أسواق مختلفة في أوروبا وآسيا وأفريقيا. ومن أبرز الاستثمارات الدولية فندق "إنتركونتيننتال مدريد" في إسبانيا، فندق "ذا بيننسولا باريس" بالشراكة مع فنادق هونغ كونغ وشنغهاي، وفندق كارلتون كان التاريخي في فرنسا. كما شملت الاستثمارات منتجعات في مصر وتايلاند وسويسرا. هذه التوسعات لم تكن عشوائية، بل جاءت نتيجة دراسة دقيقة للأسواق المستهدفة، واختيار مواقع ذات قيمة استراتيجية، وهو ما جعل من كتارا للضيافة منصة عالمية حقيقية في قطاع الضيافة الفاخرة.

1d22b50e34.jpg

 التوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030

اتسمت استراتيجية الشيخ نواف بتوافق واضح مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على قطاع الطاقة. فقد نظر إلى الاستثمارات الفندقية ليس فقط كمشاريع تجارية تهدف لتحقيق الأرباح، بل كأدوات لدعم مكانة قطر على الساحة الدولية. كانت الفنادق والمشاريع التي أطلقتها كتارا للضيافة تمثل واجهة حضارية للدولة، حيث تجمع بين الطابع المحلي المستمد من ثقافة الضيافة العربية وبين المعايير الدولية للرفاهية والجودة. وبذلك أصبحت هذه المشاريع جسوراً للتبادل الثقافي مع دول مختلفة، وأداة لتعزيز القوة الناعمة لقطر. كما ساهمت في توفير فرص عمل وتنشيط قطاعات اقتصادية مرتبطة بالسياحة، مثل النقل والبناء والخدمات. هذه السياسة جعلت من قطاع الضيافة عنصراً أساسياً في الاستراتيجية الاقتصادية لقطر.

 عضوية مجلس إدارة "أكور" ودورها في تعزيز العلاقات الدولية

في 21 مارس 2017، تم تعيين الشيخ نواف بن جاسم بن جبر آل ثاني عضواً في مجلس إدارة مجموعة "أكور" الفندقية العالمية، بترشيح من جهاز قطر للاستثمار. مثل هذا التعيين اعترافاً بخبرته المتراكمة في إدارة الضيافة، ومنحه فرصة للتأثير في السياسات الاستراتيجية لإحدى أكبر الشركات الفندقية في العالم. وقد استمر في هذا المنصب حتى عام 2022، حيث شارك في متابعة اتجاهات السوق العالمية، واطلع عن قرب على تجارب متعددة في إدارة الفنادق وتطويرها. كما ساهم وجوده في هذا الموقع في تعزيز العلاقات بين قطر والمجموعة الفرنسية، وفتح المجال أمام مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الطرفين. وقد عكست هذه التجربة قدرته على الجمع بين إدارة مؤسسة وطنية وبين العمل ضمن شبكة دولية أوسع، ما أتاح لقطر موقعاً أقوى على خارطة الاستثمارات الفندقية العالمية.

 المشاريع التنموية والسياحية الكبرى

ارتبط اسم الشيخ نواف أيضاً بمشاريع تنموية طموحة، أبرزها مشروع جزيرة قطيفان الشمالية، الذي يمثل نموذجاً لتطوير سياحة متكاملة تشمل منتجعات فندقية، مرافق ترفيهية، ومناطق للأنشطة العائلية. هذا المشروع الذي تقدمت أشغاله بين عامي 2018 و2021 جاء بالشراكة مع جهات محلية ودولية مثل الخطوط الجوية القطرية وفنادق ريكسوس، ما يعكس نهج الشيخ نواف القائم على التعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية. لم يقتصر المشروع على الجانب السياحي فقط، بل ساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتنشيط قطاعات اقتصادية مرتبطة، بما يعزز من دور قطاع الضيافة كأداة للتنويع الاقتصادي. ويعتبر مشروع جزيرة قطيفان مثالاً على كيفية الجمع بين الاستثمار الاقتصادي والتطوير السياحي طويل الأمد الذي يخدم أهداف الدولة الاستراتيجية.

a193609c96.jpg

 العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية

لم تقتصر أنشطة الشيخ نواف على الجانب الاستثماري، بل امتدت إلى المجال الإنساني والاجتماعي من خلال رئاسته لمؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية. تحت قيادته، أطلقت المؤسسة مبادرات تعليمية وصحية وإغاثية على المستويين المحلي والدولي. من أبرز هذه المبادرات إشرافه على جهود إغاثة متضرري فيضانات باكستان عام 2022، حيث تم توزيع آلاف السلال الغذائية والخيام للمحتاجين. يعكس هذا الدور التزاماً واضحاً بالمسؤولية الاجتماعية ورؤية شمولية تقوم على الجمع بين التنمية الاقتصادية والعمل الخيري. وقد منح هذا التوازن بين العمل المؤسسي والإنساني الشيخ نواف صورة قيادية تجمع بين البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي، ما رسخ مكانته كشخصية مؤثرة داخل قطر وخارجها

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق