يلجأ بعض الآباء إلى العقاب البدني كوسيلة لتقويم سلوك أبنائهم، اعتقادًا منهم أن الضرب هو الطريق الأسرع لضبط التصرفات. غير أن الدراسات الحديثة وتقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد أن هذه الوسيلة قد تؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة، إذ تترك آثارًا نفسية عميقة مثل الخوف والذنب والتمرد، إضافة إلى زيادة السلوك العدواني والتأثير السلبي على الصحة الجسدية والأداء الدراسي.

ويشير الخبراء إلى أن البدائل التربوية أكثر فاعلية على المدى الطويل، ومنها التركيز على دوافع السلوك بدلًا من العقاب؛ فعندما يرتكب الطفل خطأً، يمكن للوالدين شرح سبب رفض السلوك بهدوء وتأجيل النقاش لوقت مناسب، ليُدرك أن المشكلة تكمن في الفعل نفسه لا في شخصه.

كما يُعد غرس التوقعات الإيجابية وسيلة فعالة، إذ يساعد الحديث مع الأبناء بوضوح عن السلوكيات المرجوة مثل احترام المواعيد أو آداب الحوار على تعزيز رغبتهم في تكرار السلوكيات الجيدة بدافع داخلي، لا خوفًا من العقاب.

ومن الأساليب المفيدة أيضًا منح الأبناء حرية الاختيار في قرارات بسيطة، مثل تحديد وقت المذاكرة أو اختيار نوع اللعبة، مما يعزز استقلاليتهم وشعورهم بالمسؤولية.

وأخيرًا، يُنصح الوالدان بالتركيز على فوائد السلوك الإيجابي عبر شرح ما يعود على الطفل من مكاسب عملية مثل احترام الآخرين أو الالتزام بالنظام. فعندما يرى الطفل أن هذه السلوكيات تفيده بشكل مباشر، سيكون أكثر استعدادًا للالتزام بها طوعًا وباستمرارية.