نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”ظنّه وثيقة وطنية... فصار فيلماً دعائياً للحوثي” ..تفاصيل صادمة يكشفها معتقل سابق عن مصير التربوي ميجيب المخلافي, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 12:46 صباحاً
في مشهد يُعيد فتح جراح الانتهاكات الجسيمة بحق المثقفين والتعليم في اليمن، كشف معتقل سابق في سجون مليشيا الحوثي عن تفاصيل مروّعة تُدين الجماعة بتصنيع "اعترافات مُفبركة" ضد التربوي البارز مجيب المخلافي، بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
الشهادة، التي أُطلقت كقنبلة إعلامية على منصات التواصل، تُظهر كيف تُحوّل المليشيا المعتقلين إلى أدوات دعائية، وتُشوّه واقعهم لخدمة روايات كاذبة، بينما يُعاقَب الأبرياء ويُداس على القانون والضمير الإنساني.
2a01:4f9:c012:24e1::1
"لم يكن يعلم أن كلامه سيُبث على الهواء.. ظنّه وثيقة وطنية، فصار ضحية تلفيق مدبر"
— الدكتور سعيد الغليسي، معتقل سابق في سجون الحوثي
تفاصيل الشهادة الصادمة: كيف صُنّع "عميل أمريكي" من تربوي وطني؟
في شهادة موثّقة نُشرت عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، كشف الدكتور سعيد الغليسي، الأكاديمي والمعتقل السابق في سجون جماعة الحوثي، عن لقاءه بالدكتور ميجيب المخلافي – التربوي المعروف والمسؤول السابق في وزارة التربية – داخل زنزانة جماعية في أحد سجون صنعاء.
وأكد الغليسي أنه شاهد الفيديو الذي بثته وسائل إعلام الجماعة، ويُظهر فيه المخلافي وهو يُقدّم "اعترافات" حول تورّطه في "خلية تجسس" تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل، ليكتشف لاحقاً أن هذه الاعترافات كانت مُفبركة، مجتزأة، ومُعدّة سلفاً لتضليل الرأي العام.
وقال الغليسي:
"المخلافي أُجبر على الجلوس أمام الكاميرا لساعات طويلة، وجرى استجوابه بطريقة استفزازية. لكنه ظنّ أن ما يقوله سيُرفع كوثيقة رسمية إلى رئاسة الوزراء، لا كإعلان دعائي. لم يكن يعرف أن كلامه سيُقتطع ويُحوّل إلى فيديو تلفزيوني يُقدّمه كعميل أجنبي".
كيف حوّل الحوثيون دفاعاً تربوياً إلى "جريمة تجسس"؟
من بين أكثر الجوانب إثارةً في الشهادة، أن المخلافي لم يكن يعترف بأي تعاون مع أجهزة أجنبية، بل كان يدافع عن المناهج التعليمية، ويرفض إدخال محتوى "غير أخلاقي أو طائفي" إليها، وفقاً لما نقله الغليسي عنه.
لكن أجهزة الإعلام والتحقيق الحوثية قامت بـتقطيع مقاطع الفيديو، وتحريف السياق، وإضافة تعليقات مزيفة، لجعل تصريحاته تبدو وكأنه يتعاون مع "الأمريكان والصهاينة" لفرض مناهج تخدم أجنداتهم.
"كان يتحدث عن حماية الطفولة من التحريف، فجعلوه يبدو كأنه يُخطط لتجنيد الطلاب لصالح إسرائيل"، يضيف الغليسي.
معاناة المخلافي: سجن لأكثر من عامين واتهامات كيدية
يُذكر أن الدكتور ميجيب المخلافي يقبع في السجن منذ نوفمبر 2021، أي لأكثر من سنتين، دون محاكمة عادلة، وبدون إتاحة أي فرصة لهيئة دفاع حقيقية.
وأكد الغليسي أن المخلافي يعيش "حالة نفسية وصحية متردية"، نتيجة القهر، والانعزال، والاتهامات الباطلة التي لا تستند إلى أي دليل.
المفاجأة الأكبر، بحسب الغليسي، أن بعض العناصر الحوثية داخل السجن أقرّت ببراءته، لكن "الجهاز الأمني" التابع للجماعة يصر على توريطه، كجزء من حملة أوسع لتصفية النخب التعليمية والمثقفين الذين يرفضون التوجيهات الطائفية.
سياسة ممنهجة: تلفيق التهم ضد المعلمين والمثقفين
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها.
تشير تقارير حقوقية إلى أن جماعة الحوثي اعتقلت أكثر من 2,300 معلم وموظف تربوي منذ انقلابها عام 2014، وفقاً لتقديرات منظمة "سام" للحقوق والحريات.
كما كشفت تقارير دولية عن استخدام "الاعترافات القسرية" كأداة دعائية، حيث يُجبر المعتقلون على التصريحات تحت الإكراه، ثم تُبث على شاشات التلفزيون كـ"إدانات".
وقد استُخدم هذا الأسلوب مراراً ضد قضاة، صحفيين، نشطاء، وأكاديميين، في إطار ما تصفه منظمات حقوقية بـ"الإرهاب الفكري" الذي تمارسه الجماعة.
0 تعليق