ياسر حمدي يكتب: أحمد عبدالقادر ميدو.. «المحروسة» لا تتخلى عن أبنائها

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ياسر حمدي يكتب: أحمد عبدالقادر ميدو.. «المحروسة» لا تتخلى عن أبنائها, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 10:54 مساءً

أمام الحملات الإخوانية لتشويه الدور المصري لصالح الكيان الصهيوني، وتبييض وجه مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، جاء تحرك رئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج أحمد عبدالقادر ميدو، في مواجهة الاعتداءات المتكررة على مقار البعثات الدبلوماسية المصرية، كرد فعل طبيعي ضد محاولات فرض تصورات مزيفة.

وفي مساء الإثنين الماضي قامت الشرطة البريطانية بإلقاء القبض على الشاب المصري «أحمد ميدو»، أثناء وجوده أمام مقر السفارة المصرية بالعاصمة لندن، الخارجية المصرية بدورها قامت على الفور بتوكيل هيئة محامين للدفاع عن رئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج، وإصدار أمر بالإفراج عنه.

وبعد تحركات مكثفة وجهود حثيثة وكبيرة بذلتها الدولة المصرية عبر مؤسساتها المعنية، تم الإفراج عن البطل المصري أحمد عبد القادر ميدو مساء الثلاثاء، وما جرى من السلطات المصرية يعد موقفًا تاريخيًا مشرفًا يثبت أن كرامة المصري في الداخل والخارج ستظل دائمًا خطًا أحمر.

لقد كانت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، واضحة منذ البداية، حين أكد أن أبناء مصر لا يُمسّون، وهو ما جسدته التحركات الرسمية بقيادة وزير الخارجية بدر عبدالعاطي والسفارة المصرية في لندن حتى لحظة الإفراج عن «ميدو»، وهذه الجهود تعكس مكانة المواطن المصري في وجدان قيادته السياسية، وتؤكد أن الدولة لن تتخلى عن أبنائها.
بعيداً عن التفاصيل القانونية والإجرائية التي تمت حتى الإفراج عن «عبدالقادر»، في ظل ما توفره الدولة المصرية من حماية قانونية وسياسية لأبنائها في الخارج، هناك بعض الحقائق ذات البعد السياسي والتاريخي، التي ينبغي التوقف عندها.

أولى هذه الحقائق أن السلطات البريطانية لم تراعِ الالتزام باتفاقية «فيينا»الخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية، ذلك أنها لم تمنع عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي، رغم إعلان القيادات المحركة لتلك العناصر عزم محاصرة السفارة، ومقار البعثة الدبلوماسية، ومحاولة اقتحامها، وهو ما كان يعني اتخاذ سلطات المملكة المتحدة إجراءات احترازية.

ثاني هذه الحقائق، إذا أخذنا بوجهة نظر الشرطة البريطانية، لأن حرية التظاهر السلمي مكفولة، فإن ما أعلنته عناصر التنظيم الإرهابي «الإخوان» على صفحاتها، وبعض مشاهد تحركاتها في عواصم أوروبية مجاورة، يؤكد أن تظاهرات الجماعة ليست سلمية، ولو وجدت الفرصة لقامت بمحاصرة السفارة، وربما الاعتداء على أفرادها بحثًا عن صورة يستخدمونها في حملاتهم المعادية.

في المقابل جاءت تحركات أحمد عبدالقادر ميدو وزملائه سلمية خالية من أي ممارسات عنيفة، التزامًا بقواعد التظاهر السلمي، وحرية التعبير عن الرأي، وإذا كان من حق عناصر الإخوان الوقوف أمام مقر السفارة لإطلاق أكاذيبهم، فإنه من حق المصريين الرافضين لتلك الأكاذيب أيضًا التظاهر أمام سفارتهم، لدعم موقف بلادهم، طالما التزموا بالسلمية.

لم تتخذ الشرطة البريطانية أي إجراء ضد عناصر التنظيم الإرهابي، التي تهدد سلامة مقار البعثة الدبلوماسية وأعضائها، فيما قامت بإلقاء القبض على رئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج، لتقدم نموذجًا واضحًا لازدواجية المعايير.

في هذا السياق يأتي البعد التاريخي لفهم ملابسات ما تعرض له أحمد عبدالقادر ميدو من انتهاك لحقوقه السياسية والمدنية؛ فمن المعلوم بالضرورة من حقائق التاريخ أن نشأة تنظيم الإخوان الإرهابي على يد مؤسسه حسن البنا كانت بدعم المخابرات البريطانية، وما زالت عاصمة الضباب لندن تحتضن المقر الرئيسي للتنظيم الإرهابي، وبعض المحطات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية والصحف التابعة له، علاوة على ذلك تقود المخابرات البريطانية عمليات صناعة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وما تشنه من هجمات، وحملات دعائية معادية ضد دول المنطقة.

القبض على أحمد عبد القادر ميدو تجسيد لأحد أشكال العلاقة المشبوهة بين الغرب الصهيوني والتنظيمات الإرهابية، وفي القلب منها تنظيم الإخوان الإرهابي، وهي العلاقة التي تبلورت في تظاهرات جماعة الإخوان أمام السفارة المصرية في الكيان الصهيوني الإسرائيلي، ناهيك عن باقي تحركاتها المعادية أمام العديد من السفارات المصرية مرددة أكاذيب الإعلام الصهيوني، التي لم يصدقها الملايين من شعوب العالم، الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة لإدانة جرائم المحتل الإسرائيلي.

أحمد عبدالقادر ميدو بطل مصري انتفض انتصاراً للحقيقة شأنه في ذلك شأن عشرات الملايين، الذين خرجوا يفضحون أكاذيب نتنياهو حول العالم.. ميدو ورفقاؤه في اتحاد شباب المصريين بالخارج كشفوا للجميع حقيقة تعاون تنظيم الإخوان الإرهابي، مع مجرم الحرب نتنياهو ضد القضية الفلسطينية، والعمل على تزييف وطمس حقيقة الدور المصري الرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة، وموقفه التاريخي الداعم لحل القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين، وفي نفس الوقت ظهرت أذرع إخوانية تهدد بعودة العنف والإرهاب، وإسقاط الدولة المصرية لصالح جيش الإحتلال الصهيوني!!.

في النهاية يتأكد لنا أن مصر قادرة على حماية أبنائها وصون حقوقهم وكرامتهم أينما كانوا، فما حدث مع البطل «أحمد ميدو» أعاد الاعتزاز والفخر في قلوب جميع المصريين، ورسخ صورة الدولة المصرية القوية القادرة على مواجهة التحديات وصون كرامة مواطنيها في الداخل والخارج، ووجه رسالة قوية لشباب المحروسة في كل دول العالم مفادها أن دولتهم لن تتخلى عنهم أبدًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق