”نعتذر.. ماتت زوجتك بسبب خطأ طبي”.. كيف تحولت لحظة تعافي أم يمنية إلى فاجعة؟

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”نعتذر.. ماتت زوجتك بسبب خطأ طبي”.. كيف تحولت لحظة تعافي أم يمنية إلى فاجعة؟, اليوم الخميس 28 أغسطس 2025 12:05 صباحاً

لم تكن تعلم أن دخولها غرفة العمليات سيكون بداية النهاية. كنانة. م. أ، امرأة يمنية في مقتبل العمر، خضعت لعملية قيصرية في أحد المراكز الطبية بمدينة إب، الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي، لتخرج منها دون مضاعفات، لكن ما حدث بعد ذلك كان كفيلاً بتحويل لحظة التعافي إلى فاجعة.

بحسب مصادر طبية، فإن كنانة توفيت مساء الأربعاء 27 أغسطس/آب 2025، إثر خطأ طبي وقع بعد انتهاء الدوام المسائي في مركز "أطباء البورد"، الواقع جنوب شرق مدينة إب، بجوار مصلحة الجوازات. الخطأ لم يكن في العملية نفسها، بل في لحظة يفترض أن تكون آمنة: أثناء تلقيها العلاج في قسم الرقود، حيث قام موظف بديل - لا يحمل أي مؤهل طبي - بإعطاء أدوية داخل مغذية بطريقة خاطئة، ما أدى إلى وفاتها خلال وقت وجيز.

الدواء الذي قتلها... والغياب الذي لا يُغتفر

2a01:4f9:c012:24e1::1

الموظف الذي تسبب بالخطأ حضر بديلاً عن زميله الغائب، في وقت كانت فيه كنانة بحاجة إلى رعاية دقيقة، لا إلى عبث غير المختصين. غياب المؤهلات الطبية، وانعدام الرقابة، فتحا الباب أمام كارثة جديدة، تضاف إلى سلسلة طويلة من الأخطاء الطبية التي تشهدها محافظة إب، وسط صمت الجهات المعنية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

أسرة الضحية تلقت الخبر كالصدمة عندما تم إبلاغهم بوفاتها نتيجة خطأ طبي، وطالبت بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتسببين، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بوضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة التي تحوّل المستشفيات إلى ساحات موت، لا شفاء.

ليست الأولى... وقد لا تكون الأخيرة!

هذه الحادثة تأتي بعد أقل من أسبوع على وفاة امرأة أخرى بخطأ طبي مماثل في مدينة يريم شمال شرق إب، ما يعكس نمطاً متكرراً من الإهمال الطبي الذي بات يهدد حياة المواطنين بشكل يومي.

وتشير تقارير محلية إلى أن الأخطاء الطبية في إب تزايدت بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، متسببة بوفاة العشرات وإصابة آخرين بإعاقات دائمة، في ظل غياب الرقابة، وتحوّل هذه الحوادث إلى أدوات ابتزاز تمارسها المليشيا ضد إدارات المرافق الصحية، لانتزاع أموال طائلة دون أي مساءلة.

أثارت الحادثة غضباً واسعاً في أوساط اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن صدمتهم بمجرد تخيّلهم لو كانوا مكان الزوج الذي أُبلغ بوفاة زوجته نتيجة "خطأ طبي"، أو مكان العائلة التي تلقت نبأ وفاة ابنتها بينما كانت تترقب لحظة الفرح بقدوم المولود الجديد.

وعلّق أحدهم قائلاً: "هل يُقال لك بكل بساطة: نعتذر، لقد توفيت زوجتك أو أمك أو ابنتك جراء خطأ طبي؟ إلى متى ستظل هذه الأخطاء تحصد أرواح أحبّتنا؟"

كنانة... اسم جديد في سجل الضحايا

رحلت كنانة، لكن قصتها ستبقى شاهدة على واقع صحي مأزوم، وعلى غياب العدالة في وجه أخطاء لا يجب أن تُرتكب. كانت تبحث عن حياة جديدة، فوجدت الموت في مكان يُفترض أن يمنحها الأمان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق