نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«فتى الجبل».. حكاية «سهيل» تتجدد في مكتبة محمد بن راشد, اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 11:20 مساءً
بعد مرور عامين على تصوير فيلم «فتى الجبل»، أقيمت أول من أمس جلسة حوارية تستكشف كواليس الفيلم، والتحديات الجمالية والفكرية التي صاحبت العمل، في مكتبة محمد بن راشد، جمعت مخرجة العمل زينب شاهين، وبطل العمل ناصر المصعبي، وتبع الجلسة عرض للفيلم المستوحى من رواية «الفتى الذي عرف الجبل»، للمؤلفة ميشيل زيولكوفسكي، التي تطرح أسئلة الهوية والعزلة والاختلاف بعين شاعرية وواقعية، لاسيما أنها نقلت قصة ابنها «سهيل» الذي شُخّص بطيف التوحد.
وتحدثت مخرجة العمل، زينب شاهين، لـ«الإمارات اليوم» عن نظرتها للفيلم بعد مرور ما يقارب العامين على عرضه، وقالت: «يختلف مجال الأفلام عن كثير من المجالات الأخرى، فالمشاريع التي نعمل عليها، والتي قد يستغرق تصويرها ما يزيد على العام، نقطف ثمارها بعد مرور سنوات عدة، خصوصاً أن مجال الأفلام في الإمارات قد يواجه التحديات المرتبطة في العرض للجمهور، أو إيجاد منصات للعرض، ولكنني أشعر بالفخر بأن الفيلم مازال يعرض، مع الإشارة إلى أن العرض الأول كان في الولايات المتحدة الأميركية»، وأضافت شاهين: «تمكّنا من إيصال الرسالة التي يحملها الفيلم، كما أن تجربة العمل مع طفل يعاني طيف التوحد، حملت الكثير من المخاوف في البدء، ولكن عندما قابلت ناصر والطفل (سهيل) المستلهمة الرواية من قصته، وجدت أنه يجب ألا نعاملهم بطريقة مختلفة، بل التعامل معهم على نحو طبيعي، لأن استجابتهم ستكون طبيعية»، ولفتت إلى أنها كمخرجة، وجدت أن التعامل مع ناصر جعلها تتعلم الكثير عن نفسها وعن العالم المحيط، فضلاً عن استشعار النعم في حياتها، وحول التحدي الأبرز في تصوير الفيلم، نوهت شاهين، بأنها تمثلت في أنه الفيلم الطويل الأول لها، فضلاً عن تحدي التصوير في بيئات متنوعة، كالجبال والصحراء وقاع البحار، إضافة إلى أنها عملت كثيراً على إبراز الرسالة التي يقدمها الفيلم، لأنه لا يمكن الوقوع في خطأ تمرير الرسالة.
تجربة طبيعية
وحول كيفية التعاطي مع ناصر خلال التصوير، أكدت المخرجة الإماراتية أنها كانت تطلب من ناصر التعاطي معها بشكل مباشر، لأنه يصعب عليه التعامل مع فريق عمل كبير، لاسيما أن الفيلم شكل تجربته الأولى في التمثيل، وذلك بهدف تحويل تجربة التمثيل إلى تجربة طبيعية، وأكدت أن العلاقة مع ناصر علمتها أن تكون على طبيعتها في كل الأوقات، موضحة أنه كان لديها بعض المخاوف في الحياة، وتعلمت من ناصر الحديث عنها دون تردد، ولفتت شاهين إلى أن الفيلم يحمل الكثير من الذكريات، ولكن المشهد الذي لا يمكنها نسيانه، هو مشهد ناصر في وداع الجد، حيث كان ناصر على القارب، والجد على اليابسة، ولم ينتبه ناصر للجد، ما دفع فريق العمل للوقوف والتلويح لناصر كي يتمكن من رؤية الجد، وهذه العفوية هي التي أدت إلى نجاح الفيلم، وأوضحت أن ناصر تعلق كثيراً بشخصية (سهيل)، مشيرة إلى أنه تم تدريب ناصر ومساندته من قبل فريق مختص طوال مدة التصوير.
مشهد القارب
وتحدث ناصر المصعبي عن دوره الأول في التمثيل، قائلاً: «مثلت دور الشخصية التي كانت تعاني مشكلات مع العائلة، فوالدة (سهيل) ماتت وهي تلده، ووالده لم يكن يحبه بسبب ذلك، ولهذا خرج بين الجبال والتقى الفتاة موزة التي كانت ضائعة وساعدها على الوصول إلى عائلتها»، ولفت ناصر الذي يبلغ من العمر 14 عاماً، إلى أنه أحب تجربة التمثيل، وقد شاهد الفيلم للمرة الأولى في مهرجان العين، وقد شعر بالدهشة وهو يشاهده، ونوه بأن الصعوبات الأبرز خلال التصوير، تمثلت في مشهد القارب وسط البحر، خصوصاً أن الأمواج كانت عالية، موضحاً أنه تعلم التمثيل، والكثير من الأمور الأخرى المرتبطة بالحياة من خلال الفيلم.
وعبر المصعبي عن رغبته في إعادة تجربة التمثيل، موضحاً أنه خضع لكثير من التدريبات قبل البدء بالتمثيل، مشيراً إلى أن الدعم الأبرز تلقاه من العائلة، وخصوصاً والده الذي كان يرافقه دائماً في مواقع التصوير.
عروض وجوائز
عرض فيلم «فتى الجبل» للمرة الأولى، في أبريل 2025، بأبوظبي، وسلط الضوء على مواهب إماراتية استثنائية تجلت أمام الكاميرا ووراءها، حيث تم تصوير الفيلم بالكامل داخل دولة الإمارات، ما عكس غنى الثقافة الإماراتية والطاقات الإبداعية فيها، وشارك في إنتاج الفيلم أكثر من 32 ممثلاً وفنياً إماراتياً. ويعد الفيلم إنجازاً سينمائياً بارزاً، وحصد حتى الآن 22 جائزة من مهرجانات سينمائية دولية مرموقة، إذ عرض في 38 مهرجاناً سينمائياً، أبرزها مهرجان تشيلي السينمائي في فايف، ومهرجان سياتل للأطفال، ومهرجان سان لويس أوبيسبو السينمائي الدولي في أميركا، وغيرها كثير.
طفل وتحديات الحياة
يروي فيلم «فتى الجبل» قصة «سهيل»، الطفل الذي يواجه تحديات الحياة في جبال الفجيرة، وسط إهمال والده، لتبرز الأحداث صلابته وعزيمته، في تجسيد لقيم المجتمع الإماراتي في الدعم والدمج والتمكين، وينسجم الفيلم مع أهداف «عام المجتمع 2025» في دولة الإمارات، من خلال تسليط الضوء على قيم التضامن والشمول، وطرح تساؤلات عميقة حول الهوية والعزلة والاختلاف.
وقد شكّل الفيلم نقلة نوعية في السينما الإماراتية، وترك أثراً كبيراً في قلوب المشاهدين، حيث عالج جوانب إنسانية واجتماعية نادراً ما تُطرح، وشكّل جسراً يربط بين الرواية البصرية والصورة السينمائية بلمسات إماراتية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
أخبار متعلقة :