نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”عندما يُختطف الحزب كاملاً... هل بقي شيء من اليمن السياسي؟”, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 12:45 صباحاً
في تصعيد خطير يُعد من أبشع مظاهر القمع في مناطق سيطرتها، أقدمت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، الأربعاء، على اختطاف الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ غازي أحمد علي الأحول، إلى جانب 12 من قيادات الحزب البارزة، في حملة اعتقالات واسعة تُعيد رسم خريطة الحياة السياسية في العاصمة صنعاء.
2a01:4f9:c012:24e1::1
العملية، التي جرت بدم بارد وتمت دون أي مبرر قانوني أو إجراءات رسمية، تمثل أحدث فصول مسلسل القمع الذي تنتهجه الجماعة المسلحة ضد كل من يرفض الخضوع لسطرتها الأيديولوجية، وسط مخاوف متزايدة من تحوّل العاصمة إلى "مدينة صامتة" بلا أصوات معارضة.
"إذا شلوه إلى غزة فخبر خير"... تغريدة تهزّ الضمير العربي
في موقف لاذع، استنكر الدبلوماسي اليمني البارز فيصل أمين أبو راس الحادثة عبر منصة "إكس"، مُعلناً:
"طقومٌ تقطعت لغازي الأحول، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، في ذكرى التأسيس... إذا شلوه إلى غزة فخبر خير، وإذا إلى مكان مجهول فالله المستعان يا أحفاد الرسول كما تدّعون".
العبارة، التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت عن السخرية المركبة من خطاب الحوثيين الذي يدّعي النصرة للقضية الفلسطينية، بينما يختطف قادة يمنيين في الخفاء، في تناقض صارخ يُظهر تناقضات خطاب الجماعة بين "الدفاع عن الأقصى" و"إسكات المؤتمر".
حملة تصفية سياسية ممنهجة: 13 قيادياً في قبضة الحوثيين
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن غازي الأحول لم يكن الهدف الوحيد، بل إن المليشيا نفذت حملة مُنسّقة استهدفت 13 من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، بينهم شخصيات أكاديمية ونواب سابقون وقيادات تنظيمية.
وبحسب الصحافي اليمني سياف الغرباني، الذي كشف التفاصيل عبر منشور على فيسبوك، فإن "الحوثيين لم يكتفوا باختطاف الأمين العام، بل قاموا بسلسلة من الاعتقالات المتزامنة ضد القيادات، وعزلهم عن بعضهم البعض، بحيث لا يعلم قيادي ما يحدث للآخر".
وأضاف:
"الحزب، الذي كان يوماً من أبرز الأعمدة السياسية في اليمن، يُستهدف اليوم بمنهجه وقياداته. لا تواصل، لا محاكم، لا معلومات. هم في معتقلات سرية، وذووهم لا يعلمون مصيرهم".
الدوافع: رفض "التدجين" وسعي لفرض السيطرة المطلقة
تؤكد المصادر أن عملية الاختطاف تأتي كرد فعل مباشر على رفض الشيخ غازي الأحول الانصياع لضغوط الحوثيين، الذين سعوا خلال الأشهر الماضية إلى "تدجين" حزب المؤتمر الشعبي العام، وإفراغه من محتواه السياسي، وتحويله إلى كيان تابع يُستخدم كغطاء شرعي لسلطة الميليشيا.
وأشارت إلى أن الأحول رفض بشكل قاطع تسليم الحزب أو السماح بتحويله إلى أداة دعائية للجماعة، ما دفع المليشيا إلى التخلص منه جسدياً وسياسياً في آنٍ واحد.
تصعيد استباقي قبل 26 سبتمبر: هل تُجهّز الحوثي لمنع أي تحرك شعبي؟
تأتي هذه الحملة في توقيت حساس، مع اقتراب الذكرى الـ61 لثورة 26 سبتمبر، التي تمثل رمزاً للجمهورية والحرية في اليمن. وتشير تقارير إلى أن الحوثيين يُكثفون من حملات المراقبة والاعتقالات استباقاً لأي تحركات شعبية محتملة.
وقد شملت الحملة مؤخراً اعتقالات بحق أكاديميين، وناشطين، بل وحتى أطفال ينتمون إلى عائلات معارضة، في مؤشر على أن الجماعة لا تتوانى عن استخدام أقسى وسائل القمع لضمان بقاء صنعاء تحت قبضتها المطلقة.
ما الذي يخبئه الحوثيون في معتقلاتهم السرية؟
رغم مرور ساعات على الاختطاف، لا توجد أي معلومات رسمية عن مكان احتجاز القيادات، ولا عن مصيرهم. وتخشى جهات حقوقية من تعرضهم للتعذيب أو الإخفاء القسري، كما حدث مع العشرات من المعارضين في السابق.
وبحسب تقرير صادر عن "المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر"، فإن نحو 8,400 مدني يمني لا يزالون رهن الاحتجاز غير القانوني في سجون الحوثيين، بينهم نساء وأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني.
أخبار متعلقة :