نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”هل أصبح العسل اليمني ”ممنوعًا” على الباصات؟ مسافرون يروون معاناتهم في منفذ الوديعة”, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 01:26 صباحاً
في مشهد يعكس حالة من الالتباس والازدواجية، يُواجه مسافرون يمنيون عبر منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية مصاعب غير مبررة عند محاولة إدخال كميات صغيرة من العسل اليمني — أحد أبرز المنتجات الزراعية المميزة في اليمن — بينما يُسمح لنفس المنتج بالعبور بسلاسة عبر وسائل نقل أخرى. هذه الممارسات أثارت موجة من الاستياء، ودفعت إلى تساؤلات جوهرية حول معايير الفحص والرقابة، وهل تُطبَّق بشكل عادل ومنسق، أم أن هناك تمييزًا في الإجراءات يُربك المسافرين ويُهدد بسمعة منتج وطني يُعد من أرقى أنواع العسل في العالم.
2a01:4f9:c012:24e1::1
ازدواجية في التعامل تُربك المسافرين
يشهد منفذ الوديعة الحدودي — أحد أهم المعابر بين اليمن والسعودية — حالة من التذمر المتزايد من قبل المسافرين، لا سيما القادمين من مناطق يمنية تشتهر بإنتاج العسل الطبيعي عالي الجودة، مثل حضرموت وشبوة وتعز. وتشير روايات عديدة إلى أن السلطات المختصة ترفض بشكل متكرر دخول العسل اليمني عند نقله عبر الحافلات الجماعية، وتقوم بمصادرة الكميات، حتى وإن كانت تُقدر ببضع كيلوغرامات فقط، وتُحمل مع المسافرين لأغراض شخصية.
في إفادة صادمة، أكد أحد المسافرين من محافظة حضرموت أنه حاول مؤخرًا إدخال 3 كيلوغرامات فقط من العسل اليمني عبر باص جماعي متجه إلى المملكة، إلا أن الكمية صودرت فور وصوله إلى المنفذ "دون أي توضيح قانوني أو وثيقة رسمية تُبرر ذلك"، على حد تعبيره. وأضاف:
"سألت المسؤولين عن السبب، فأخبروني أن 'العسل لا يُسمح بدخوله عبر الباصات'، لكن عندما سافرت لاحقًا بسيارتي الخاصة، سمح لي بإدخال نفس الكمية دون أي مشكلة!"
هذه الحالة لا تُعد استثناءً، بل أصبحت نمطًا متكررًا، بحسب شهادات متعددة جمعتها مصادر صحفية من مسافرين مختلفين. فبينما تُرفض شحنات العسل الصغيرة عبر وسائل النقل الجماعية، يُسمح بإدخالها عند حملها يدويًا أو عبر السيارات الخاصة، ما يوحي بغياب سياسة موحدة، أو على الأقل بتطبيق غير متسق للوائح.
مفارقة جوية: العسل يصل عبر الطيران دون عوائق
الأكثر إثارةً، أن نفس المسافر الذي صودر عسله في الوديعة، قرر لاحقًا شحن ما تبقى من إنتاجه (حوالي 10 كيلوغرامات) عبر الجو من مطار عدن إلى الرياض.
وأكد استلام الشحنة "بنجاح تام، دون أي تفتيش أو مصادرة"، مما يطرح علامة استفهام كبيرة حول منطقية الإجراءات المتبعة في المنافذ البرية.
"إذا كان العسل لا يشكل خطرًا صحيًا أو بيئيًا، فلماذا يُعامل ك contraband في الوديعة، ويمر بسهولة في المطارات؟"، يتساءل المسافر، مضيفًا: "هل المشكلة في طريقة النقل، أم في من يُطبّق القرار؟"
أرقام تُثير التساؤلات: كم يُصدَّر من العسل اليمني؟
وفق تقارير صادرة عن مركز الدراسات والبحوث اليمني (2023)، يُعد العسل اليمني من المنتجات الزراعية الواعدة، حيث تُقدَّر إنتاجية اليمن من العسل بنحو 10,000 طن سنويًا، يُباع جزء كبير منه في الأسواق السعودية والخليجية. ومع ذلك، لا توجد إحصائية رسمية دقيقة حول كميات العسل التي تُدخل عبر منفذ الوديعة، مما يزيد من غموض الإجراءات المتبعة.
كما تشير مصادر في وزارة الزراعة اليمنية إلى أن العسل اليمني يخضع لاختبارات جودة داخلية، وأن كثيرًا من المنتجين يلتزمون بمعايير النظافة، ما يجعل منع دخوله دون تفسير مُقنع أمرًا يُعتبر "تمييزًا غير مبرر".
متى تنتهي الازدواجية؟
المشكلة لا تكمن فقط في المصادرة، بل في غياب الشفافية والاتساق. فالمسافرون لا يتلقون توضيحات رسمية، ولا تُنشر لوائح واضحة حول الكمية المسموح بها، أو الشروط الصحية المطلوبة، أو الفرق بين "النقل الجماعي" و"الشخصي".
هذا الغموض يولّد إحباطًا، ويشكّك في نزاهة الإجراءات، خصوصًا أن منتجات أخرى تُدخل بسهولة، رغم أن بعضها قد يحمل مخاطر بيئية أكبر.
أخبار متعلقة :