تغير المناخ.. أزمة عالمية تتطلب تحركًا عاجلًا قبل فوات الأوان|تفاصيل

يشكل تغير المناخ أحد أخطر التهديدات التي تواجه البشرية في العصر الحديث، ليس فقط على المستوى البيئي، بل أيضًا الاقتصادي والاجتماعي والصحي وبينما تتسارع وتيرة التغيرات المناخية حول العالم، تتزايد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جادة وعاجلة للحد من تداعياتها والتكيف مع آثارها المتزايدة.

ما هو تغير المناخ؟

تغير المناخ يشير إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس على كوكب الأرض وقد يحدث ذلك بصورة طبيعية، لكن منذ الثورة الصناعية، تسارعت هذه التغيرات بسبب النشاط البشري، خاصة حرق الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، الغاز)، مما أدى إلى تراكم الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

الأسباب الرئيسية لتغير المناخ

1- انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الصناعة والطاقة والنقل.

2- إزالة الغابات، التي تقلل من قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

3- الزراعة المكثفة واستخدام الأسمدة الصناعية.

4- أنماط الاستهلاك غير المستدامة.

الآثار المترتبة على تغير المناخ

ارتفاع درجات الحرارة: السنوات الأخيرة شهدت تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة، ما أدى إلى موجات حر قاتلة، وجفاف شديد في بعض المناطق.

ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر: مما يهدد المدن الساحلية والجزر المنخفضة.

اختلال النظم البيئية: يؤدي إلى انقراض أنواع من الكائنات الحية وظهور أمراض جديدة.

الظواهر الجوية المتطرفة: مثل الأعاصير، الفيضانات، والسيول، التي أصبحت أكثر تكرارًا وشدة.

تهديد الأمن الغذائي والمائي: نتيجة تراجع الإنتاج الزراعي وتغير أنماط الأمطار.

الوضع في مصر والدول العربية

تعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ، رغم مساهمتها المحدودة في الانبعاثات العالمية وتشهد دول مثل مصر تحديات كبيرة في ما يتعلق بندرة المياه وتهديد الأراضي الزراعية، خاصة في دلتا النيل، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة ومخاطر التصحر.

الاستجابة العالمية

اتفاق باريس للمناخ (2015): تعهدت الدول المشاركة بالعمل للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، ويفضل ألا تتجاوز 1.5 درجة.

قمم المناخ (COP): تعقد سنويًا لمتابعة تنفيذ الالتزامات، آخرها كان COP28 في الإمارات، وتستعد مصر ودول أخرى لاستضافة أو المشاركة الفعالة في دورات قادمة.

تمويل المناخ: الالتزام بتوفير تمويل للدول النامية لمساعدتها في التكيف مع آثار التغير المناخي.

ما يجب القيام به

على مستوى الحكومات: سن تشريعات للحد من الانبعاثات، وتشجيع الطاقة المتجددة، وحماية الموارد الطبيعية.

على مستوى الأفراد: تقليل استهلاك الطاقة، إعادة التدوير، استخدام وسائل النقل المستدامة، وزراعة الأشجار.

على مستوى المؤسسات: التحول إلى ممارسات إنتاج واستهلاك مستدامة، وتقليل البصمة الكربونية.

تغير المناخ ليس أزمة مستقبلية، بل واقع نعيشه اليوم، وتداعياته تزداد عامًا بعد عام ورغم التحديات، لا يزال هناك أمل في تجنب أسوأ السيناريوهات، بشرط أن تتكاتف جهود الحكومات والمجتمعات والأفراد، لاتباع سياسات أكثر عدالة واستدامة، تحمي كوكب الأرض للأجيال القادمة.