نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العيش البلدي المصري يغزو أمريكا.. من تراث المائدة إلى تريند عالمي يحقق أرباحًا قياسية, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 01:53 مساءً
لطالما كان "العيش البلدي" أحد أبرز رموز المائدة المصرية، لا يغيب عن أي بيت، ويُعد رفيقًا دائمًا للوجبات الشعبية، من الفول والطعمية إلى المشاوي والخضروات ورغم بساطة مكوناته، فإنّه يحمل بين طياته قصة حضارة عمرها آلاف السنين. واليوم، يتجاوز "العيش البلدي" حدوده المحلية ليصبح حديث الشارع الأميركي، بعد أن طرحته سلسلة المتاجر الأميركية الشهيرة Trader Joe’s باسم Baladi Egyptian Sourdough Pocket Bread، ليبدأ بذلك فصلًا جديدًا في رحلة هذا الرغيف التراثي على الساحة العالمية.
نجاح مبهر في الأسواق الأميركية
طرحت Trader Joe’s المنتج المصري في عبوة تحتوي على خمسة أرغفة بوزن إجمالي يبلغ 400 جرام، وسعر بيع 2.5 دولار أميركي، أي ما يعادل 25 جنيهًا مصريًا تقريبًا وفق سعر الصرف الحالي.
حقق المنتج رواجًا واسعًا فور طرحه، حيث نفدت كميات كبيرة خلال ساعات من ظهوره على أرفف المتاجر، مدفوعًا بحملة ترويجية تلقائية قادها الجمهور الأميركي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد نشر عشرات الفيديوهات لتحضير وجبات مصرية باستخدام العيش البلدي مع الطعمية والخضروات.
ما وراء الشعبية: تراث غذائي بنكهة الحداثة
أشاد متجر Trader Joe’s في بيانه بمذاق "العيش البلدي"، واصفًا إياه بـ"الخبز المصري الأصيل ذو التاريخ الممتد لأكثر من 4000 عام"، وهو ما جذب عشاق التجارب الجديدة ومحبي الطعام التقليدي من مختلف الجنسيات.
سهولة تحضيره سواء في الفرن أو الميكروويف جعلته منتجًا مفضلًا للأسر الأميركية الباحثة عن وجبات صحية وسريعة، وخاصة تلك المهتمة بالمخبوزات الطبيعية الخالية من المواد الحافظة.
أرباح اقتصادية ضخمة من سلعة تراثية
نقلت وسائل الإعلام عن مصدر مسؤول في الشركة المصرية الموردة، وهو مدير مبيعات من فلوريدا، أن الشركة تشتري طن القمح المصري بحوالي 14 ألف جنيه، وتصدر طنًا من الخبز إلى الولايات المتحدة، محققة ربحًا صافيًا يصل إلى 311 ألف جنيه مصري للطن الواحد.
هذا الفارق الضخم في العائد يعكس قوة الميزة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق الدولية، لا سيما إذا تم تقديمها في شكل جذاب ومعاصر يلائم الذوق العالمي.
العالم يكتشف الطعم المصري
لا يقف نجاح "العيش البلدي" عند الجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد إلى القيمة الثقافية التي يحملها فالخبز لم يعد مجرد منتج غذائي، بل أصبح أداة للتعريف بالحضارة المصرية ومطبخها المتنوع إنه ببساطة "رغيف يحكي"، كما وصفه البعض، حكاية قرى مصر وناسها، وتقاليدها التي عبرت البحار.
تحول "العيش البلدي المصري" من مجرد عنصر أساسي في وجبة إفطار ريفية إلى رمز غذائي عالمي يجذب اهتمام المستهلكين في كبرى الأسواق، ويعيد تقديم مصر للعالم عبر المطبخ الشعبي وبينما يحقق أرباحًا اقتصادية قياسية، فإنه أيضًا يرسخ حضور الثقافة المصرية على المائدة العالمية، في مشهد يجمع بين التراث والحداثة، والذوق والهوية، والطعام والحكاية.
أخبار متعلقة :