نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
60 عاما من التبديلات.. قصة فكرة غيرت تاريخ كرة القدم, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 10:59 مساءً
شهدت ملاعب كرة القدم على مر تاريخها العديد من التحديثات والتطورات التي غيرت شكل اللعبة تماما وجعلتها أكثر إثارة ومتعة وندية.
من ضمن تلك التطورات ما حدث قبل 60 عاما من الآن، وبالتحديد يوم 21 أغسطس/ آب 1965، عندما شهدت ملاعب الدوري الإنجليزي حدوث أول تبديل في تاريخ كرة القدم، في مباراة جمعت بين تشارلتون أثلتيك وبولتون.
مثلت تلك الواقعة تغييرا كبيرا في شكل اللعبة، رغم التردد الذي ظل ملازما للمسؤولين وقتها بشأن تطبيق ذلك الأمر، بسبب العديد من المخاوف التي كانت سائدة وقتها بأن يصبح الأمر وسيلة للتحايل.
كيف حدث أول تبديل في تاريخ كرة القدم؟
أذهل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الجميع بموافقته في صيف عام 1965 على السماح بلاعب بديل واحد في مباريات الدوري ليحل محل زميل مصاب، حيث كانت اللوائح وقتها تقضي بأن الفريق الذي يصاب أحد لاعبيه خلال المباراة يكملها بـ10 لاعبين.
كان يُنظر إلى هذه التجربة على نطاق واسع على أنها تجربة مثيرة للجدل، حيث كان خوف العديد من الشخصيات البارزة ينبع من إمكانية أن يدّعي المدربون المخادعون الإصابات لإجراء تغييرات تكتيكية.
وحذر دينيس فولوز، سكرتير الاتحاد الإنجليزي وقتها، من الأمر قائلاً: “نريد جميعاً أن نرى 11 لاعباً لائقاً في الملعب طوال الوقت، لكن هذه القاعدة سيساء استغلالها حتما”.. كما بدا جو ميرز، رئيس نادي تشيلسي، متشائماً بشأن الفكرة، وقال: “لا أرغب في التكهن بنجاح التجربة”.
ومع ذلك، تم قوبل الاقتراح الجذري بشكل مفاجئ.. فمع انخفاض الحضور الجماهيري في ملاعب البلاد، وجدت السلطات نفسها تحت ضغط كبير لتقديم عرض أفضل للجماهير، وساد شعور بأن انتهاء مباراة بفريق يضم 11 لاعبا ضد آخر به 10 لاعبين فقد بسبب إصابة مؤسفة أمر غير مستساغ.
لذلك، تمكّنت كل فرق الدرجات الأربع في 21 أغسطس، في ذلك الوقت، من اختيار لاعب رقم 12، بالإضافة إلى تشكيلتها الأساسية المعتادة.
قصة أول بديل في تاريخ كرة القدم
كان من المقرر ان تكون مباراة بلاكبيرن وتوتنهام هي المباراة الافتتاحية في موسم الدوري الإنجليزي 1965-1966، لكن تم تأجيلها وقتها بسبب تفشي شلل الأطفال.. بينما في جميع أنحاء البلاد، كانت المناقشات جارية حول توزيع تذاكر كأس العالم المقررة في العام التالي على الأراضي الإنجليزية.
وافتتح الموسم في 21 أغسطس 1965، بمباراة تشارلتون أثلتيك وبولتون في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، ودخل لاعب تشارلتون الشاب كيث بيكوك التاريخ دون قصد، عندما حل بديلا لمايك روز المصاب، ليصبح أول بديل في تاريخ كرة القدم.
شارك بيكوك في 532 مباراة مع النادي، وسُمّيت صالة باسمه في “ذا فالي”.. لكنه الآن، وهو في الثمانين من عمره، يعترف بشيء من الأسف: “أكثر ما يتم ذكري به هو تلك المباراة التي لم يتم اختياري أساسيا فيها”.
وكان الحظ حليف بيكوك، البالغ من العمر 20 عاماً، الذي دخل سجلات الأرقام القياسية كأول لاعب بديل، وذلك عندما سقط حارس المرمى روز مصابا إثر اصطدام بعد 11 دقيقة، ليعود الظهير الأيسر جون هيوي ويقف بين العارضتين، ويدخل بيكوك من على مقاعد البدلاء للعب في مركزه.
لاعب خط الوسط لم يكن يجهل أنه البديل الأول في التاريخ فحسب، بل لم يكن سعيدا جدا أيضا، ولا يزال غاضبًا من المدرب بوب ستوكو لعدم إدراجه في التشكيلة الأساسية، حيث يتذكر الأمر قائلًا: “كنت غاضبًا جدًا من اختياري بديلا.. لقد لعبت في جميع مباريات ما قبل الموسم وقدمت أداءً جيدًا”.
وأضاف: “لذلك كنت بالكاد أتحدث إلى المدرب بوب ستوكو، وبالكاد أبديت له أي اهتمام حتى عندما أشار لي بالدخول.. لم تكن هناك هواتف محمولة أو هوس بالإحصائيات.. لم أعرف أنني كنت أول لاعب يدخل أرض الملعب كبديل إلا في القطار بعد عودتي إلى لندن.. قرأت ذلك في صحيفة مانشستر المسائية التي نشرت جميع نتائج وتقارير مباريات السبت.
التبديلات من اضطرارية إلى تكتيكية
بمجرد أن خرج المارد من القمقم، أصبح البدلاء جزءًا من كرة القدم اليومية. وبعد عامين، في عام 1967، سمح الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بأن تكون التبديلات تكتيكية، منهياً بذلك الحاجة إلى اللجوء للتحايل، بأن يغادر اللاعب الملعب وهو يتظاهر بالعرج من أجل إتمام التبديل.
وعلق كيث بيكوك على الأمر بالقول: “لاحقًا، كمدرب، كنتُ أحاول اختيار لاعب متعدد المهارات قادر على تغطية عدد من المراكز كبديل.. كان يُسمح بلاعب واحد فقط في الدوري المحلي حتى ثمانينيات القرن الماضي”.
ازداد عدد البدلاء بشكل كبير؛ من واحد إلى اثنين إلى ثلاثة، ثم خمسة، والآن تسعة، مسموح بها في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، 5 منها يمكن أن تتم وتدخل أرض الملعب.
وحتى سبعينيات القرن الماضي، كانت المباريات الأوروبية تسمح بخمسة بدلاء، منهم اثنان يمكن استخدامهما.
بدلاء لا ينساهم التاريخ
شهد تاريخ كرة القدم العديد من اللاعبين البدلاء الذين لا ينساهم تاريخ كرة القدم، من بينهم ديفيد فيركلوف نجم ليفربول ذو الشعر الأحمر، والذي لقب بـ”البديل الخارق” بعد دخوله بديلاً أمام سانت إيتيان الفرنسي ليسجل هدفا في الدقيقة 84 قاد به ليفربول إلى نصف نهائي كأس أوروبا 1977.
ثم فاز الفريق الإنجليزي باللقب بعدها بفوزه على بروسيا مونشنغلادباخ الألماني، لكن فيركلوف ظل هذه المرة على مقاعد البدلاء.
وفي نهائي دوري أبطال أوروبا 1999 تبددت آمال مانشستر يونايتد في تحقيق الثلاثية، حيث كان بايرن ميونخ الألماني متقدمًا عليه بهدف حتى الوقت بدل الضائع، عندما سجل البديلان تيدي شيرينغهام وأولي غونار سولشاير هدفين، مما جعل السير أليكس فيرغسون يتمتم: “كرة القدم.. يا لها من جحيم!”.
وفي الجولة الأخيرة للدوري الإنجليزي عام 2012 لجأ المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني إلى مقاعد البدلاء بعد أن تبددت آمال فريقه مانشستر سيتي في الفوز باللقب ضد كوينز بارك رينجرز في ظل حاجته للفوز.
وعادل دزيكو النتيجة برأسية في الوقت بدل الضائع لتصبح 2-2، ثم مرر زميله البديل ماريو بالوتيلي الكرة إلى سيرجيو أغويرو ليسجل الهدف الأكثر دراماتيكية في الدوري الإنجليزي الممتاز ويفوز السماوي 3-2 ويحسم اللقب.
وفي ربع نهائي كأس العالم 2014، فاجأ لويس فان غال مدرب منتخب هولندا الجميع بإشراكه حارس المرمى تيم كرول قبل دقيقة واحدة من نهاية الوقت الإضافي، حيث كان يعتقد أن الحارس قادر على إحداث الفارق في ركلات الترجيح، وكان قرارًا موفقًا، حيث تصدى لاعب نيوكاسل لركلتي جزاء بشكل حاسم.
وفي نهائي دوري أبطال أوروبا 2018، اعترف الويلزي غاريث بيل نجم ريال مدريد الإسباني بأنه كان غاضبًا للغاية من استبعاده من التشكيل الأساسي.. لكنه بعد دخوله كبديل سجّل هدفا بطريقة مذهلة بتسديدة خلفية مذهلة ليمنح ريال مدريد التقدم 2-1، ثم حسم المباراة بتسديدة أخطأ فيها حارس مرمى الريدز لوريس كاريوس.
بدلاء كرة القدم.. طوق نجاة اللعبة في السنوات المقبلة
وفق صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإنه في السنوات المقبلة من المتوقع أن يزداد دور البدلاء أهميةً مع اضطرار المدربين إلى تدوير اللاعبين بسبب الإرهاق الناتج عن تزايد المباريات والمنافسات.
وباتت هناك مصطلحات مثل “اللاعبين الأساسيين” و”اللاعبين النهائيين” تستخدم على نطاق واسع لجعل اللاعبين الذين يُستبعدون منذ بداية المباراة يشعرون بتحسن أكبر مما كان عليه بيكوك قبل 6 عقود.
ويرى وكيل الأعمال كيس فوس، الذي تمثل شركته SEG لاعبين مثل كودي جاكبو وراسموس هويلوند، أن أهمية البدلاء تتزايد أكثر فأكثر، حيث صرح لبرنامج “بيزنس ديلي” على شبكة “بي بي سي” بقوله: “تزداد أهمية الفرق لأن كرة القدم التي نرغب في متابعتها تتزايد مساحتها، لكن هناك قيودا على ما يمكن لكل لاعب فعله”.
وواصل: “انظر إلى كرة القدم الأمريكية، كم عدد اللاعبين هناك.. إنهم يغيرون اللاعبين طوال الوقت خلال المباريات.. سيكون مستقبل كرة القدم العادية مشابهًا بعض الشيء”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز
FR
أخبار متعلقة :