نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
احتراق 2.4 مليون فدان.. أوروبا تواجه أسوأ موسم حرائق الغابات في تاريخها, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 05:48 مساءً
سجلت القارة الأوروبية خلال صيف 2025 مستوى غير مسبوق من الكوارث الطبيعية بعدما تصاعدت حرائق الغابات بشكل خطير، لتشهد القارة ما وُصف بأنه أسوأ موسم حرائق الغابات في تاريخ أوروبا. فقد تجاوزت المساحات المحترقة حاجز 2.4 مليون فدان، وهو رقم قياسي منذ بدء تسجيل بيانات حرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي عام 2006، ليؤكد حجم الأزمة البيئية والمناخية التي تهدد المنطقة. ويأتي هذا التدهور في ظل استمرار الجفاف وارتفاع درجات الحرارة مما زاد من خطورة انتشار النيران، لتصبح حرائق الغابات في أوروبا أزمة عالمية بكل المقاييس.
تصاعد تاريخي للأرقام
2a01:4f9:c012:24e1::1
أظهرت إحصاءات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، والتي نقلتها مجلة "بوليتيكو"، أن إجمالي المساحات المتضررة وصل إلى أكثر من 1.016.000 هكتار، وهو ما يعادل تقريبا ثلث مساحة دولة بلجيكا، أو ما يفوق مساحة جزيرة قبرص بالكامل. ويمثل هذا الرقم المرة الأولى التي يتم فيها تجاوز حاجز المليون هكتار، بعدما كان الرقم القياسي السابق قد سُجل في عام 2017 بحوالي 988 ألف هكتار فقط. هذه الأرقام تكشف أن حرائق الغابات في أوروبا هذا العام تجاوزت كل التوقعات وأصبحت خارج السيطرة.
تفاقم الأزمة في أسبوعين
تشير البيانات إلى أن نحو ثلثي المساحات المتفحمة نتجت خلال فترة قصيرة للغاية، حيث قفزت المساحات المحترقة من 380 ألف هكتار مطلع أغسطس إلى أكثر من مليون هكتار بعد أسبوعين فقط. هذا التسارع المروع في انتشار النيران يعكس مدى خطورة الوضع، ويبرز هشاشة الإجراءات الوقائية أمام شراسة حرائق الغابات في أوروبا.
الدول الأكثر تضرراً
تأتي إسبانيا في صدارة الدول الأوروبية المتأثرة، بعدما فقدت أكثر من 400 ألف هكتار من غاباتها، وهو ما يجعل موسم 2025 الأسوأ منذ عام 1994 وفق الإحصاءات الرسمية. أما البرتغال، فقد خسرت ما يزيد عن 270 ألف هكتار، أي ما يعادل حوالي 3% من مساحتها الإجمالية، وهو رقم ضخم بالنظر إلى حجم البلاد. هذه الأرقام تؤكد أن حرائق الغابات في أوروبا هذا العام لم تترك أي دولة بمنأى عن الخطر.
عوامل طبيعية وبشرية
يرى الخبراء أن موجات الحر الشديدة والجفاف القاسي حوّلت الغابات الأوروبية إلى بيئة قابلة للاشتعال بشكل متواصل. ومع ذلك، لا تقتصر الأسباب على العوامل المناخية، بل يضاف إليها الإهمال البشري وترك الأراضي دون صيانة أو تنظيف، إضافة إلى غياب استراتيجيات وقائية فعالة. وقد دفعت هذه الكوارث النيابة البيئية الإسبانية إلى فتح تحقيق رسمي حول أوجه القصور في مواجهة الأزمة، في محاولة لفهم أسباب تفاقم حرائق الغابات في أوروبا بهذا الشكل غير المسبوق.
تداعيات بيئية ومناخية خطيرة
لم تقتصر آثار هذه الكارثة على الخسائر المادية والبيئية، بل امتدت إلى تهديدات مناخية عالمية، إذ تطلق النيران كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وحذرت جهات بيئية من أن موسم 2025 قد يسجل كأكثر الأعوام تلويثًا في تاريخ الاتحاد الأوروبي بسبب الانبعاثات الناتجة عن حرائق الغابات في أوروبا. الأمر الذي يفاقم أزمة التغير المناخي ويضع العالم أمام تحديات مضاعفة.
أخبار متعلقة :