عشرة نيوز

دبي «بيت الجميع».. تزرع الهدوء في قلب المدينة لأجل ذوي التوحّد

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دبي «بيت الجميع».. تزرع الهدوء في قلب المدينة لأجل ذوي التوحّد, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 12:22 صباحاً

في كل مرة يُظَنّ أن دبي بلغت أقصى حدود الابتكار والحداثة، تفاجئ المدينة سكانها وضيوفها بخطوة جديدة نحو مجتمع متكامل لا يقصي أحداً، إذ نجحت - من خلال رؤية ثاقبة وبرامج واضحة - في توسيع نطاق الدمج المجتمعي، وإيجاد حلول مستدامة تسهّل تصميم بيئات أكثر أماناً وشمولاً لأصحاب الهمم من ذوي طيف التوحد الذين يواجهون تحديات «صامتة» في الحياة اليومية.

فمن المطارات، مروراً بمراكز التسوق والمكتبات العامة، ووصولاً إلى الشرطة، تتوسع خريطة الدمج بخطى عملية ومبادرات فاعلة وملموسة من مؤسسات القطاعين العام والخاص، بدءاً من الغرف الحسية والمرافق المهيأة، إلى تدريب الموظفين وتمكين الأسر، ضمن برنامج «البيئة الصديقة لذوي التوحد» الذي أطلقه مركز دبي للتوحد منذ عام 2022 كمبادرة هي الأولى من نوعها في المنطقة، ليستقطب اليوم 23 جهة رسمية صديقة لذوي التوحد، في مشهد يكرّس أسمى قيم الرعاية الإنسانية، ويدمج الاختلاف داخل نسيج المدينة.

مبادرات فارقة

وأكد مدير عام مركز دبي للتوحد وعضو مجلس إدارته، محمد العمادي، سعي المركز منذ إنشائه إلى تعزيز وعي المجتمع باضطراب طيف التوحد باستخدام وسائل توعوية مبتكرة، مشيراً إلى أن برنامج البيئة الصديقة لذوي التوحد الذي أطلق في سبتمبر 2022 من قبل المركز أسهم في توفير الترتيبات التيسيرية لدعم إمكانية الوصول لأصحاب الهمم من ذوي التوحد، وتعزيز مدى استفادتهم من الخدمات التي توفرها المؤسسات العامة والخاصة بشكل كامل، من خلال الورش التدريبية والخدمات الاستشارية حول عوامل تحقيق البيئة الآمنة والصديقة لذوي التوحد.

وأوضح العمادي أن البرنامج نجح حتى اليوم في اعتماد 23 جهة في دبي كمؤسسات صديقة للتوحد، بعد خضوعها لعمليات تقييم شاملة، تضم استبيانات رضا المتعاملين ودراسات ميدانية باستخدام منهجية «المتسوق السري» بمشاركة أولياء الأمور وأفراد من ذوي التوحد أنفسهم.

وتابع: «يواصل مركز دبي للتوحد سعيه لتحقيق رؤية القيادة بتوفير البيئة الآمنة والصديقة لأصحاب الهمم، وفق خطط واستراتيجيات مدروسة متوافقة مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية والمحلية، ونؤكد هنا التزامنا بخدمة الأهداف التنموية للإمارة، ومساعدة جميع مكونات المجتمع على فهم واستيعاب فئة ذوي التوحد من خلال توفير البيئة الآمنة والصديقة لهم، ودعم إمكانية وصولهم واستفادتهم من الخدمات التي توفرها المؤسسات العامة والخاصة بشكل كامل».

الحماية تبدأ من التوعية

من ناحيته، قال رئيس مجلس تمكين أصحاب الهمم في شرطة دبي، الرائد عبدالله حمد الشامسي: «يعتمد مجلس تمكين أصحاب الهمم في شرطة دبي على مرتكزات استراتيجية واضحة، تشمل السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، ومبادرة دبي (مجتمعي.. مكان للجميع)، إلى جانب استراتيجية أصحاب الهمم بشرطة دبي، ومن خلال رؤيته الاستراتيجية، يعمل المجلس على تحقيق أهدافه عبر خمس مبادرات محورية، تشمل الوصول الدامج والتمكين والإدماج الشامل والحماية والريادة، وتهدف جميعها إلى ضمان تقديم خدمات فعالة ومتكاملة لكل فئات أصحاب الهمم، بمن فيهم الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد».

وأضاف الشامسي: «انطلاقاً من هذا الالتزام، وبتوجيهات من القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، تحرص القيادة على تعزيز مكانتها كجهة صديقة لأصحاب الهمم، من خلال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، بما يسهم في دعم تلك الفئة، وإسعادهم وتعزيز جودة حياتهم، ومن هذا المنطلق تم تطوير مرافق شرطة دبي لتواكب احتياجات ومتطلبات ذوي التوحد، إذ تم إنشاء غرفتين حسيتين متكاملتين في كل من مركز شرطة المرقبات ومركز شرطة البرشاء، مجهزتين بكل الوسائل والتقنيات والمستلزمات التي تراعي الخصوصيات الحسية لهذه الفئة، وتوفر بيئة آمنة ومساندة تسهم في تحسين قدرتهم على التفاعل ضمن محيط أكثر تفهماً واحتواءً».

وحصلت شرطة دبي على شهادة «البيئة الآمنة والصديقة لذوي التوحد» من مركز دبي للتوحّد، تقديراً لجهودها في تهيئة الموظفين، وتطوير المرافق، وتقديم الخدمات بما يتوافق مع المعايير المعتمدة لهذه الشهادة.

وأشار الشامسي إلى أن جهود شرطة دبي لا تقتصر على الجانب الخدمي، بل تشمل كذلك تنظيم فعاليات توعوية ومجتمعية وورش تدريبية لموظفي القيادة العامة، إلى جانب تنفيذ مبادرات موجهة لذوي التوحد وأسرهم على مدار العام، بالتعاون مع مركز دبي للتوحد.

تجارب سفر سلسة

من جانبها، قالت رئيسة قسم المشاريع الاستراتيجية والأجندة الحكومية في مطارات دبي، فاطمة طاهر: «ندرك في مطارات دبي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لتوفير تجربة سفر تعكس رؤية الإمارة في بناء مجتمع أكثر شمولاً ودمجاً للجميع، خصوصاً لأصحاب الهمم، وانطلاقاً من هذا الدور حرصنا على تهيئة مرافقنا وخدماتنا لتلبية احتياجات أصحاب التحديات غير المرئية، بمن فيهم ذوو التوحد».

وأضافت: «تشمل جهودنا مجموعة من المبادرات والبرامج المتخصصة لدعم ذوي التوحد وأسرهم، من خلال توفير مسارات سفر ميسّرة، وغرف انتظار هادئة مصمّمة لتلبية احتياجاتهم الحسية، كما اعتمدنا مبادرة (شريط عباد الشمس)، لمساعدة موظفينا على التعرّف بسهولة إلى المسافرين من ذوي التحديات الخفية، مثل اضطراب طيف التوحد، وتقديم الدعم اللازم لهم بشكل استباقي دون الحاجة إلى طلب المساعدة بشكل مباشر».

وأكملت فاطمة طاهر: «كما تشمل جهودنا أيضاً إطلاق برامج تدريب وتوعية شملت نحو 45 ألف موظف من موظفي الخطوط الأمامية في مطارات دبي وشركائها الاستراتيجيين، بما في ذلك شرطة دبي، والإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب، وجمارك دبي، وطيران الإمارات، وفلاي دبي، ودناتا، وسوق دبي الحرة، وإسعاف دبي، وتاكسي دبي، حول أساليب التعامل المهني والواعي مع ذوي التوحد، إلى جانب تدريب مستمر لسفراء تجربة الضيوف على التفاعل مع حاملي الشريط بطريقة تحترم خصوصيتهم، وتلبّي احتياجاتهم بكفاءة وفاعلية».

تسوق أقل قلقاً

وفي دبي كذلك تحولت تجربة التسوق بالنسبة لفئات طيف التوحد إلى تجربة أقل قلقاً وأكثر مراعاة لاحتياجات أطفال طيف التوحد وأهاليهم، وذلك بعد انضمام «ميركاتو» إلى المؤسسات الأخرى، وحصوله على لقب أول مركز تسوق صديق للتوحّد في الإمارة.

من جهتها، قالت المدير العام لـ«ميركاتو» و«تاون سنتر جميرا»، ديبي روسو: «نهتم في (ميركاتو) بكل فرد من أفراد المجتمع، ومن هذا المنطلق، كان لابد من أن نتعاون مع مركز دبي للتوحد لجعل (ميركاتو) أول مركز تسوق صديق للتوحد في دبي».

وأضافت: «لطالما دعم (ميركاتو) على مدار السنوات الماضية حملات التوعية بالتوحّد، وكانت هذه التجربة مُلهمة لفريقنا، لأنها ساعدتهم على تعزيز فهمهم للتوحد، وأهمية الدمج في بيئة العمل، وتعزيز الخدمة المجتمعية والعمل التطوعي بما يسهم في تقوية الروابط الاجتماعية ودفع عجلة التقدم الجماعي، وهي القيم التي يفتخر (ميركاتو) بدعمها وتطبيقها».

حقائب حسية

ضمن مبادرات برنامج البيئة الصديقة لذوي التوحد، أطلق مركز دبي للتوحد حقائب حسية مصممة خصيصاً لدعم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، توزع على الأهالي وعلى الأماكن التي تم اعتمادها كجهات صديقة لذوي التوحد، بهدف تمكين أطفال التوحد من المشاركة الفعالة في المناسبات الاجتماعية والعامة.

وتحتوي كل حقيبة حسية على مجموعة من الأدوات المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأطفال ذوي التوحّد، وتشمل سماعات تخفيف الضوضاء، ونظارات واقية من الضوء الساطع، وكرات ضغط حسية، وألعاباً تفاعلية لمساعدتهم على التهدئة، وصولاً إلى دليل إرشادي للتعامل مع ذوي التوحد.

مؤسسات معتمدة

نجح مركز دبي للتوحد، من خلال برنامج البيئة الصديقة لذوي التوحد، في اعتماد جهات ومؤسسات صديقة لذوي التوحد، ففي فئة المرافق الترفيهية، تم اعتماد بلدية دبي في كل من برواز دبي، ومدينة الطفل، والحديقة القرآنية، وفي فئة السفر والسياحة تم اعتماد مطار دبي الدولي (DXB)، أما في فئة الثقافة والتراث فقد تم اعتماد مكتبة محمد بن راشد، وهيئة الثقافة والفنون في دبي التي تضم متحف الاتحاد، ومتحف الشندغة، ومركز الجليلة لثقافة الطفل، ومكتبة المنخول، ومكتبة الراشدية، ومكتبة الطوار، ومكتبة هور العنز، ومكتبة أم سقيم، ومكتبة حتا، وقرية حتا التراثية، كما تم اعتماد مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر بدبي، ومؤسسة محمد بن راشد للإسكان، ومؤسسة الجليلة في فئة الخدمات المجتمعية.

كما حصلت شرطة دبي على شهادة الاعتماد في فئة الخدمات الأمنية، وذلك في كل من مركز شرطة البرشاء، ومركز شرطة المرقبات، إضافة إلى اعتماد مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف التي تضم مركبات الإسعاف الحسي في فئة الخدمات الصحية، وصولاً إلى فئة مراكز التسوق ومتاجر التجزئة التي تم في إطارها اعتماد تعاونية الاتحاد - فرع الورقاء، ومركز «ميركاتو».

• 45 ألف موظف، من موظفي الخطوط الأمامية من مطارات دبي، يتدربون على التعامل مع هذه الفئة.

• 2022 العام الذي أطلقت فيه مبادرة «البيئة الصديقة لذوي التوحّد».

محمد العمادي: ملتزمون بخدمة الأهداف التنموية لدبي، ومساعدة جميع مكونات المجتمع على فهم واستيعاب ذوي التوحد، من خلال توفير البيئة الآمنة والصديقة لهم.

الرائد عبدالله الشامسي: مبادرات شرطة دبي تهدف إلى ضمان تقديم خدمات فعالة ومتكاملة لكل فئات أصحاب الهمم، بمن فيهم الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد.

فاطمة طاهر: ندرك في مطارات دبي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا لتوفير تجربة سفر تعكس رؤية الإمارة في بناء مجتمع أكثر شمولاً ودمجاً للجميع.

ديبي روسو: نهتم بكل فرد من أفراد المجتمع، ومن هذا المنطلق، كان لابد من أن نتعاون مع مركز دبي للتوحد، لجعل «ميركاتو» أول مركز تسوق صديق للتوحد.

أخبار متعلقة :