نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من ملفات المخابرات البريطانية.. حكاية الضباط الثلاثة الذين أسسوا جماعة الإخوان الإرهابية, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 03:30 مساءً
مازالت جماعة الإخوان تحاول تسويق نفسها حتى اليوم باعتبارها «جماعة دعوية إصلاحية»، تتخفى وراء شعارات المظلومية والاضطهاد، وتدّعي أنها ابتعدت عن السياسة وكرست نفسها للدعوة، لكن التاريخ لا يرحم، والوثائق تكشف دائمًا ما تحاول الجماعة إخفاءه: حقيقة نشأتها الدموية كأداة استعمارية وذراع بريطانية في مصر والمنطقة.
التاريخ وثّق نشأة الإخوان، وكشفت وثائق متعددة بعضها أقر به قادة الجماعة أنفسهم أن حسن البنا لم يكن مجرد واعظ عادي، بل كان صناعة مخابراتية بغطاء ديني، زرعته بريطانيا في مصر وتولّت رعايته منذ طفولته.
فبعد أن فشلت في إعداد والده أحمد عبد الرحمن البنا للقيام بـ«المهمة»، وجدت المخابرات البريطانية في الابن حسن ضالتها لتحقيق مخطط التمكين. فما قصة البنا الأب والابن مع ضباط الاستخبارات البريطانية؟
البداية من المحمودية
أحمد عبد الرحمن البنا، والد حسن البنا، جلبته المخابرات البريطانية إلى قرية المحمودية بمحافظة البحيرة مع 12 عائلة يهودية، ليعمل ساعاتي بمحطة السكة الحديد، وحاول البريطانيون استخدامه لتمرير مؤلفات دينية مشبوهة كتبها ضباطهم في لندن، لكن الأزهر كشف اللعبة ورفض تمريرها، فأدركت المخابرات أن الأب أصبح ورقة محروقة.
في هذه اللحظة، تحولت الأنظار إلى الابن حسن. كان الطفل يحضر بين الحين والآخر لمكتب ضابط المخابرات في الإسكندرية، حيث تلقى دعمًا ورعاية خاصة، وتواصل لاحق مع ثلاثة ضباط بريطانيين من مكاتب القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، ليتنافسوا فيما بينهم على رعايته وتوجيهه.
من دار العلوم إلى قناة السويس
بعد أن أنهى دراسته في كلية دار العلوم بجامعة الملك فؤاد الأول (القاهرة الآن)، تلقى حسن البنا التوجيه بالانتقال إلى مدينة الإسماعيلية، وهناك، تحت رعاية مباشرة من ضابط المخابرات البريطانية في المنطقة، أتيح له تأسيس أول نواة للجماعة داخل مسجد على قناة السويس، بعيدًا عن إشراف الأزهر، وبتمويل مباشر من شركة قناة السويس الخاضعة للاحتلال البريطاني.
دروس المخابرات.. استقطاب المهمشين
في أحد لقاءاته مع ضابط المخابرات البريطانية، قدم حسن البنا خطة تقوم على استقطاب الأطباء والمهندسين للنواة الأولى للجماعة، لكن الضابط علّمه «الدرس الأخطر» في مسيرة الإخوان: اللعب على وتر الفئات المهمشة، وقال له: “إذا أردت أن تسود، فلتُضخم دور «الفئات المهمشة». ولهذا كان أول ستة أعضاء في الإخوان عام 1928 من عمال المعسكرات الإنجليز بالإسماعيلية، وهو الأسلوب الذي ظل لصيقًا بالجماعة حتى اليوم.
لندن والإخوان.. علاقة ممتدة
الوثائق والتاريخ يثبتان أن علاقة الإخوان ببريطانيا لم تكن عابرة، بل ممتدة منذ نشأتهم. فمنذ اللحظة الأولى، كانت بريطانيا هي الراعي والمموّل، وهي التي فتحت الطريق للجماعة لتتحول إلى تنظيم عابر للحدود، وهنا يتضح سرّان مهمان: أولهما: لماذا لم تصنّف بريطانيا الإخوان كجماعة إرهابية حتى الآن، رغم تورطها في جرائم قتل وإرهاب وتخريب وتمزيق للأوطان؟، وثانيهما: لماذا كانت لندن الوجهة الأولى لقيادات الإخوان الهاربين بعد ثورة 30 يونيو 2013؟
الإجابة واضحة: لأن بريطانيا هي التي صنعت الجماعة منذ البداية، ولأنها لا تزال ترى فيها ورقة ضغط تخدم مصالحها في المنطقة. لذلك تحولت لندن إلى المقر الرئيسي للجماعة الإرهابية، ووفرت لهم الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والدعم السياسي، لتواصل الجماعة تنفيذ أجندة الفوضى في العالم العربي.
إن قصة الضباط الثلاثة الذين تنازعوا على صناعة حسن البنا ليست مجرد فصل من الماضي، بل هي مفتاح لفهم الحاضر. فالإخوان لم يكونوا يومًا جماعة دعوية أو حركة إصلاح، وإنما مشروعًا استعماريًا بريطانيًا بغطاء ديني، هدفه ضرب استقرار المنطقة وإبقاء شعوبها تحت رحمة الفوضى والانقسام.
أخبار متعلقة :