إحياء لرمز الصناعة الوطنية..الحكومة المصرية تدرس إعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب بحلوان

في خطوة تعكس حرص الدولة على دعم الصناعة الوطنية واستعادة دورها الريادي، أعلنت الحكومة المصرية عن دراسة جادة لإعادة تشغيل مصنع الحديد والصلب بحلوان، أحد أقدم وأهم الصروح الصناعية في البلاد هذا التوجه يعكس التزام الدولة بإحياء الصناعات الثقيلة وتوفير فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد، وتعزيز الاقتصاد المحلي.

ترحيب واسع من العاملين ورسالة دعم للقطاع الصناعي

أكد عمارة إبراهيم، الأمين العام لنقابة العاملين بالمصنع ونائب رئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية السابق، أن هذه الخطوة لاقت ترحيبًا كبيرًا من العاملين بالمصنع وكذلك من الجمهور العام وأوضح أن المصنع، الذي تم إنشاؤه منذ أكثر من سبعة عقود، لا يُعد مجرد منشأة إنتاجية، بل يمثل رمزًا وطنيًا لتاريخ الصناعة في مصر، ومصدرًا للفخر للعمال والصناعيين على حد سواء.

إمكانيات تشغيلية واعدة تحتاج إلى تحديث تقني

وأشار عمارة إبراهيم إلى أن المصنع لا يزال يحتفظ بقدرة تشغيلية تتراوح بين 60% و70%، وهو ما يعني أن بإمكانه العودة بقوة إلى السوق إذا تم تزويده بالتكنولوجيا الحديثة وأضاف أن المصنع يعتمد على خام الحديد المستخرج من الواحات البحرية، ما يمنحه ميزة تنافسية بفضل الجودة العالية للخامات المحلية وتوافقها مع الاحتياجات الصناعية، مقارنة بالاعتماد الكلي على البليت المستورد أو استخدام الأفران الكهربائية التي قد تكون أقل كفاءة وأعلى تكلفة.

خطة تدريجية للتشغيل تضمن الكفاءة والاستدامة

وأوضح عمارة إبراهيم أن إعادة تشغيل المصنع لا تستلزم بدء العمل في جميع الوحدات دفعة واحدة، بل يمكن اتباع نهج تدريجي يبدأ بتشغيل وحدة أو وحدتين من وحدات التلبيد، إلى جانب تشغيل فرن واحد من الأفران الأربعة الموجودة، خاصة أن الفرن الواحد قادر على إنتاج ما يصل إلى مليوني طن سنويًا في حال تم تحديثه وفقًا للمعايير التقنية العالمية.

تاريخ من التطوير يعزز فرص النجاح

ونوه عمارة إبراهيم إلى أن المصنع شهد خلال السنوات الماضية عددًا من أعمال التطوير المهمة، أبرزها تجديد الفرن الرابع خلال الفترة من 2013 إلى 2014، وهو ما يشير إلى أن البنية الأساسية للمصنع قابلة للتحديث والتطوير، ما يعزز فرص نجاح عملية إعادة التشغيل.

دعوة لتبني رؤية شاملة تضمن الاستدامة والجدوى الاقتصادية

وفي نهاية تصريحاته، شدد عمارة إبراهيم على أهمية وجود رؤية فنية متكاملة لإعادة تشغيل المصنع، تشمل تحديث التكنولوجيا وتطوير خطوط الإنتاج، لضمان استمرارية التشغيل وتحقيق الجدوى الاقتصادية المرجوة وأكد أن هذه الخطوة ستمهد الطريق لعودة المصنع إلى مكانته الطبيعية كأحد أعمدة الصناعة في مصر، وتدعم الجهود الحكومية نحو نهضة صناعية شاملة تسهم في التنمية الاقتصادية المستدامة.