نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي والصحة النفسية.. هل يمكن أن تؤدي روبوتات الدردشة إلى تفاقم مشكلة الذهان؟, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 06:35 مساءً
في الآونة الأخيرة، ازدادت التقارير الإعلامية التي تتحدث عن ظاهرة أُطلق عليها اسم (الذهان المرتبط بالذكاء الاصطناعي) AI-induced psychosis؛ إذ يعتقد بعض الخبراء أن روبوتات الدردشة قد تساهم في توليد أوهام أو تفاقم حالات نفسية موجودة سابقًا.
ويعود ذلك إلى عدة عوامل مثل: المبالغة في مجاملة المستخدمين، وقابلية تقبّل الخطاب الغامض أو غير المنطقي. كما أن الثقة المطلقة في روبوتات الذكاء الاصطناعي قد تجعل الأشخاص يتعاملون معها كمرشد، ويصدقون كل ما تقوله.
روبوتات الدردشة والذهان
الذهان (Psychosis) هو مصطلح يُطلق على مجموعة من الأعراض التي تظهر عندما يجد الشخص صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال. وفي عام 2023، توقّع الطبيب النفسي (Soren Dinesen Ostergaard) أن روبوتات الدردشة قد تولّد أوهامًا لدى الأشخاص المعرضين للذهان، إذ إن محادثاتها تبدو واقعية لدرجة تجعل بعض الأشخاص يعتقدون أن هناك شخصًا حقيقيًا يتحدث معهم.
وبعد عامين فقط، أثبتت الأحداث صحة هذه المخاوف. ففي مايو 2025، نشرت مجلة Rolling Stone تقريرًا يوثق قصصًا لأشخاص انجرفوا بفعل روبوتات الدردشة إلى أوهام دينية وروحية ونبوءات غامضة. بعض الروبوتات قدمت مخططات لآلات خيالية مثل “جهاز النقل عبر الزمن” أو أشارت إلى “أرشيف قديم” يحتوي على أسرار الخلق.
كما نُشرت مقالات أخرى في Futurism و The New York Times عرضت تفاعلات لأشخاص مع روبوتات الدردشة بدأت بمحادثات عادية، لكنها تطورت إلى محادثات غنية بنظريات المؤامرة والتصوف. وبعض المستخدمين وقعوا في حب روبوتات الدردشة، وآخرون صدّقوا أنهم قادرون على الطيران إذا آمنوا بقدرتهم على القيام بذلك.
هذه الحالات لم تتوقف عند الأوهام الفكرية، بل انعكست على الحياة الواقعية؛ إذ فقد بعض الأفراد وظائفهم، ودُمّرت علاقاتهم الأسرية، وانتهى الأمر بالبعض إلى التشرد، أو دخول السجون والمصحات النفسية.
كيف يمكن أن تتسبب روبوتات الدردشة بالإصابة بالذهان؟
للإجابة عن هذا السؤال تجب معرفة كون الحالات التي تعرضت لهذه المشكلة هي لمرضى نفسيين دمجوا روبوتات الذكاء الاصطناعي في حياتهم مما أدى إلى تدهور حالتهم النفسية أم أن الروبوتات نفسها هي التي ولّدت الذهان؟
تشير التقارير إلى أن الأمر مزيج من الحالتين، فبعض المستخدمين لديهم سجل مرضي سابق. وآخرون لم يكن لديهم أي مشكلات نفسية سابقة، لكنهم انغمسوا في محادثات طويلة ومعزولة مع الروبوتات بعيدًا عن التفاعل الاجتماعي الطبيعي.
وهناك عدة تفسيرات لكيفية نشوء الأوهام بسبب روبوتات الذكاء الاصطناعي، وهي:
1. إضفاء الطابع البشري: ميل الناس إلى التعامل مع الروبوت كأنه كائن عاقل.
2. الثقة المُطلقة: النظر إلى الذكاء الاصطناعي كأنه مرشد.
3. التملق: إذ تؤكد الروبوتات أفكار المستخدم وتدعمه، حتى وإن كانت غير عقلانية.
4. العزلة الاجتماعية: قد يصبح الروبوت بديلًا عن العلاقات الحقيقية، مما يعزز الانغماس في الخيال والعزلة.
5. إنتاج نصوص لا معنى لها: بعض مخرجات الروبوتات قد تبدو عميقة لكنها في الحقيقة لا معنى لها أو غير منطقية.
من هم الأكثر عرضة لهذه المشكلة؟
إن خطر الإصابة بالذهان بسبب روبوتات الدردشة يكون أكبر عند الأشخاص المهيئين للإصابة بالذهان، أو الذين أصيبوا به سابقًا. لكن ما زالت هناك حاجة إلى فهم أعمق للعوامل التي قد تزيد خطر الإصابة، مثل: مدة التفاعل مع الروبوتات، ونوعية الأسئلة المطروحة، ومستوى تصديق المعلومات غير المنطقية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
أخبار متعلقة :