جوجل تعيد المقابلات الشخصية بعد تفشي الغش بالذكاء الاصطناعي في التوظيف الافتراضي

اتخذت جوجل قرارًا حاسمًا بإعادة المقابلات الشخصية بعد أن تصاعدت حالات الغش بالذكاء الاصطناعي في التوظيف الافتراضي، حيث لاحظت الشركة أن الكثير من المتقدمين لوظائفها يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الأسئلة التقنية أو المواقف العملية أثناء مقابلات العمل الإلكترونية. وأوضحت الشركة أن هذه الخطوة تأتي لضمان تقييم عادل لمهارات المرشحين الحقيقية بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.

نقاش داخلي يكشف التحديات

2a01:4f9:c012:24e1::1

خلال اجتماع داخلي في فبراير الماضي، كشف موظفون في جوجل عن تزايد المخاوف من اعتماد المرشحين على برامج الذكاء الاصطناعي خلال المقابلات الافتراضية. وبحسب تقرير لشبكة CNBC، طالب موظفون بضرورة إعادة إجراء مقابلات مباشرة في بيئات يمكن التحكم بها، للتأكد من صدق وكفاءة المتقدمين. وقد أقر برايان أونج، نائب رئيس التوظيف في الشركة، بأن المقابلات عبر الإنترنت ساعدت على تسريع عملية التوظيف بنحو أسبوعين، لكنها افتقدت لمصداقية التقييم المباشر.

دعم من الإدارة العليا

حصلت الخطوة على دعم مباشر من الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي، الذي أوضح أن جوجل ستتبنى نموذجًا هجينًا في التوظيف، يجمع بين المقابلات الافتراضية والمقابلات الشخصية. وأكد بيتشاي أن وجود مقابلة وجهًا لوجه يساعد المرشحين على التعرف إلى ثقافة الشركة ويمنحها فرصة لقياس مهاراتهم الحقيقية. كما شدد على أن جولة واحدة على الأقل من المقابلات المباشرة ستكون إلزامية للأدوار التي تتطلب اختبارات عملية مثل البرمجة.

شركات أخرى تواجه نفس الأزمة

لم تكن جوجل وحدها أمام تحدي الغش بالذكاء الاصطناعي، فقد أشارت تقارير إلى أن أكثر من نصف المتقدمين في بعض الشركات يستخدمون أدوات غير مسموح بها أثناء المقابلات الافتراضية. أمازون مثلًا بدأت تفرض على المتقدمين تعهدًا بعدم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي خلال المقابلات. أما شركة أنثروبيك فقد منعت صراحةً استخدام هذه الأدوات في عمليات التوظيف، فيما اتجهت شركات استشارية كبرى مثل ديلويت وماكينزي لإعادة المقابلات الشخصية لبعض الوظائف الحساسة.

مستقبل التوظيف في عصر الذكاء الاصطناعي

يرى محللون أن قرار جوجل بإعادة المقابلات الشخصية قد يشكل نقطة تحول في سياسات التوظيف لدى شركات التكنولوجيا العملاقة. فمع ازدياد حالات الغش بالذكاء الاصطناعي، تسعى الشركات لحماية سمعتها وضمان اختيار الكفاءات الحقيقية. ويبدو أن مزيجًا بين المقابلات الافتراضية والوجاهية سيكون الصيغة الأكثر اعتمادًا خلال الفترة المقبلة، لتفادي التكاليف المرتفعة مع الحفاظ على معايير المصداقية.

يمثل قرار جوجل إعادة المقابلات الشخصية استجابة مباشرة لتزايد ظاهرة الغش بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس قلق الشركات الكبرى من فقدان الثقة في عمليات التوظيف الرقمية. ومع انضمام شركات أخرى لاعتماد سياسات مماثلة، قد نشهد إعادة رسم ملامح سوق العمل في وادي السيليكون والعالم خلال السنوات المقبلة.