نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”هل ما زال هناك صادقون في اليمن؟ قصة سائق باص أعاد هاتفًا فُقد في باص تُعيد الأمل”, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 01:27 صباحاً
ي مشهد نادر يُذكر في زمن تُقاس فيه القيم بالمال، يبرز اسم السائق فؤاد قاسم كنجم صاعد في سماء الأخلاق، ليس بفعل بطولة مسلحة أو منصب رسمي، بل بمجرد قرار بسيط: أعاد ما ليس له.
2a01:4f9:c012:24e1::1
في مدينة تعز التي لا تزال تلتقط أنفاسها بين آثار الحرب والمعاناة، كتب هذا الرجل البسيط فصلاً من نبلٍ أعاد الهوية الإنسانية إلى المقدمة، وجعل من هاتف "جلاكسي S20" رمزاً للصدق في زمن فقد فيه الكثيرون بوصلة الضمير.
ففي يوم عادي من أيام شهر أبريل، صعدت فتاة إلى باص من نوع "دايو" في أحد خطوط النقل الداخلي بتعز. وبعد انتهائها من رحلتها، اكتشفت أنها نسيت هاتفها الذكي – من طراز سامسونج جالكسي S20.
في لحظة هلع، اتصلت والدتها بالرقم، مُدركة أن فرصة استرداد الهاتف ضئيلة، خصوصًا في ظل تكرار حالات السرقة أو بيع الأجهزة المفقودة عبر السوق السوداء. لكن المفاجأة كانت حضورًا: أجاب السائق فؤاد قاسم بكل هدوء، وقال ببساطة:"الهاتف معي، وأنا حافظه. لا داعي للقلق، سأعيده إليكِ بأمان".
وأضاف فؤاد، في حديث لوسائل محلية:"حين وجدت الهاتف، فكرت في صاحبه. تخيلت لو كنت مكانه، كيف سأشعر؟ هذا ليس ملكي، ولا يحل لي أن آخذه، مهما كانت حاجتي للمال".
ولم يكتفِ فؤاد بإعادة الهاتف، بل عرض على الفتاة توصيلها إلى أي مكان تريده، كنوع من الاعتذار عن "الإزعاج"، رغم أنه يعمل 12 ساعة يوميًا ويمر بأوضاع معيشية صعبة، ويعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد من راتب لا يتجاوز 50 ألف ريال شهريًا.
وأكد ناشطون وحقوقيون أن هذه الواقعة تُظهر أن القيم الإنسانية لا تموت، بل تُختبر في الظروف الصعبة، مشيدين بفؤاد كرمز للنزاهة في مجتمع يُحارب من كل جانب.
أخبار متعلقة :