عشرة نيوز

العلماء يكتشفون حل لغز الإشارات القادمة من الفضاء

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلماء يكتشفون حل لغز الإشارات القادمة من الفضاء, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 06:32 صباحاً


وجاء هذا الكشف الثوري ثمرة تعاون بين باحثين من مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية وجامعة مكغيل الكندية، حيث أكدوا أن أحد ألمع الانفجارات الراديوية السريعة (FRB) التي رصدت على الإطلاق ينبعث من مجرة تعرف باسم NGC 4141، تقع على بعد 130 مليون سنة ضوئية من الأرض.

والانفجارات الراديوية السريعة هي ظواهر كونية شديدة القصر والقوة، لا تتجاوز مدتها بضعة أجزاء من الألف من الثانية، لكنها تطلق طاقة هائلة. وكان يعتقد سابقا أن مصدرها يعود إلى أحداث عنيفة في الفضاء، مثل انفجارات المستعرات العظمى التي تخلف وراءها نجوما نيوترونية مغناطيسية فائقة الكثافة، أو ما يعرف بالنجوم المغناطيسية (magnetars). إلا أن بعض العلماء لم يستبعدوا فرضيات أخرى، منها احتمال أن تكون هذه الإشارات ناتجة عن تقنيات متقدمة لحضارات فضائية، مثل إشارات راديوية قوية صادرة عن كائنات ذكية خارج الأرض.

ويعد الانفجار الذي جرى رصده في مارس الماضي، وأطلق عليه اسم FRB 20250316A أو RBFLOAT، الأول من نوعه الذي يتم تعقبه بدقة إلى موقع محدد داخل مجرة مجاورة.

وباستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، تمكن الفريق من رصد توهج خافت بالأشعة تحت الحمراء سمي NIR-1، قد يكون مفتاحا للكشف عن المصدر الحقيقي للإشارة الغامضة.

وصرح الدكتور ماوسون سامونز، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه بجامعة مكغيل، بأن هذه النتائج تمثل "بداية عصر جديد يمكننا فيه تحديد مواقع الانفجارات غير المتكررة بدقة غير مسبوقة"، معتبرا أن ذلك يشكل "نقلة نوعية في فهمنا لطبيعة هذه الظواهر وأصولها".

وقد جاء الانفجار من اتجاه كوكبة الدب الأكبر، وتم تتبعه إلى منطقة نائية في مجرة NGC 4141، بحجم تجمع نجمي صغير. ورغم أن المسافة التي تفصلنا عن هذه المجرة تبلغ 130 مليون سنة ضوئية، إلا أنها تعد قريبة نسبيا مقارنة بمصادر الانفجارات الراديوية السريعة الأخرى التي رصدت سابقا، والتي تقع على بعد مليارات السنين الضوئية.

ويعود الفضل في هذا الكشف إلى التلسكوب الراديوي الكندي CHIME، الذي خضع مؤخرا لتطوير كبير بشبكة من التلسكوبات المساعدة المنتشرة عبر أمريكا الشمالية، ما سمح برصد دقيق للإشارة يعادل تمييز عملة معدنية من على بعد 130 ميلا.

وبعد تحديد موقع الانفجار، استعان الفريق بتلسكوب جيمس ويب لالتقاط صور تفصيلية بالأشعة تحت الحمراء لنفس الموقع، كشفت عن الجسم الخافت الذي قد يكون نجما محليا أو هيكلا آخر مجهولا.

وعلق البروفيسور إيدو برغر، أستاذ الفلك في جامعة هارفارد، بالقول: "القدرة على تمييز نجوم فردية قرب مصدر الانفجار تمثل قفزة هائلة مقارنة بالبحوث السابقة، وتبدأ في كشف النقاب عن طبيعة الأنظمة النجمية القادرة على إنتاج هذه الانفجارات المهولة".

وتشبه الانفجارات الراديوية السريعة ومضات طاقية خاطفة وغير مرئية، تعادل في قوتها كل الطاقة التي تستهلكها مدينة كاملة في جزء من الثانية. وعلى عكس الإشارات الراديوية التقليدية، فإنها لا تحمل أي محتوى صوتي، بل مجرد "فرقعة" ساكنة تنتهي فورا.


أما عن التفسيرات المحتملة لهذا الانفجار بالذات، فقد طرح الفريق عدة فرضيات: فقد يكون التوهج NIR-1 نجما عملاقا أحمر في مرحلة الاحتضار، يخفي في جواره نجما مغناطيسيا غير مرئي يقوم بجذب المادة منه ما يتسبب في الانفجار. كما قد يكون المصدر نجما مغناطيسيا داخل عنقود نجمي شاب، أو ربما مجرد توهج متبقي من الانفجار نفسه وليس نجما. وسيستمر الرصد لتحديد ما إذا كان هذا التوهج سيخفت مع الوقت، ما قد يحسم الجدل حول مصدر الإشارة.

أما فيما يخص الفرضية القائلة بمصدر خارج الأرض، فأكدت الباحثة أماندا كوك من جامعة مكغيل أن الانفجارات التي جرى دراستها، بما في ذلك RBFLOAT، لم تظهر أي أنماط ذكية أو رموز تشير إلى وجود رسائل مقصودة.

وختمت كوك بالقول: "هذه النتيجة تمثل منعطفا حاسما، فبدلا من مجرد رصد الومضات الغامضة، أصبحنا الآن نرى مصدرها مباشرة، ما يفتح الباب أمام معرفة ما إذا كانت ناجمة عن نجوم محتضرة، أو أجسام مغناطيسية غريبة، أو شيء لم نتصوره بعد".

نقلا عن روسيا اليوم

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :