نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اجتماع ترامب بشأن غزة.. هل ينجح في تحديد ملامح اليوم التالي؟, اليوم الأربعاء 27 أغسطس 2025 04:47 مساءً
وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم اجتماعا في البيت الأبيض لمناقشة خطة شاملة لما يُعرف بـ"اليوم التالي" للحرب. وتشير تصريحات مسؤولين أميركيين إلى أن الإدارة تتوقع إمكانية التوصل إلى تسوية قبل نهاية العام.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تترابط فيه ملفات الحرب، الأسرى، وإعادة الإعمار مع حسابات الأمن الإقليمي والدولي، في ظل غياب رؤية واضحة حول آلية وقف الحرب وإدارة المرحلة الإنسانية لما بعد النزاع.
ملامح خطة ترامب.. السيطرة الأمنية أولا
تصريحات المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف تشير إلى أن الإدارة تضع خطة شاملة لليوم التالي للحرب في غزة، تركز على ثلاثة محاور رئيسية:
- إبعاد حماس وإزالة التهديد العسكري: تؤكد واشنطن أن أي دور لحركة حماس في غزة بعد الحرب غير مقبول، وأنه سيتم نزع سلاحها لضمان عدم عودتها إلى السلطة.
وفي هذا السياق، أشار موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية في "سكاي نيوز عربية" خلال حديثه إلى برنامج "الظهيرة"، إلى أن اجتماع البيت الأبيض يأتي بعد فهم ترامب لرغبة نتنياهو في إنهاء الصراع العسكري مع حماس بشكل نهائي.
"ترامب حصل على فهم من نتنياهو بأن الأخير يريد إنهاء الصراع، وبالتالي المرحلة المقبلة هي مرحلة ما بعد الحرب، التي تركز على وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى دون أي دور لحماس"، أضاف حرب.
- إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية: تركز الخطة على إعادة بناء البنى التحتية وتقديم الدعم للمتضررين من الحرب، مع الحرص على الحد من الكارثة الإنسانية بعد الدمار الهائل الذي شهدته المدينة.
- إدارة القطاع بعد الحرب: يبدو أن ترامب يتجه إلى نموذج إدارة أميركي-إسرائيلي مشترك للقطاع، بعيدًا عن السلطة الفلسطينية والجامعة العربية. ويرى محللون أن هذا التصور يُمثل تجاوزًا لمؤسسات تمثل الفلسطينيين على الأرض ويثير مخاوف من فرض نموذج احتلالي جديد على القطاع.
الضغوط الإسرائيلية.. نتنياهو بين السيطرة والإفراج عن الأسرى
يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على تحقيق "انتصار كامل" على حماس، وضمان الإفراج عن الأسرى المحتجزين. وفي الوقت ذاته، يشهد الشارع الإسرائيلي ضغوطًا متزايدة، إذ خرج آلاف المحتجين في عدة مدن للمطالبة بالإفراج عن المخطوفين وتسريع إنهاء الحرب.
وفي هذا السياق، يرى يوحنان تسوريف، كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، أن قدرة ترامب على التأثير على الحكومة الإسرائيلية لا تزال قوية، وأن اجتماع اليوم قد يسهم في دفع الصفقة الإنسانية إلى الأمام، خصوصًا فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى.
ويضيف: "الرئيس الأميركي يستطيع الضغط لإقناع الحكومة الإسرائيلية بالتحرك نحو صفقة الإفراج عن المخطوفين، وهذا سيحدد ملامح المرحلة المقبلة داخل غزة".
لكن تسوريف أشار إلى أن السيطرة على كامل القطاع، بما في ذلك مدينة غزة الكبرى، ما زالت تشكل تحديًا لنتنياهو بسبب التعقيدات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية والخلافات بين وزرائها وقادة الجيش.
التباين الفلسطيني والعربي
من جهته، يرى المستشار الدبلوماسي منير الجاغوب أن الخطة الأميركية تتجاهل القيادة الفلسطينية ومؤسسات الجامعة العربية، في خطوة قد تُفسر على أنها محاولة لفرض إدارة أميركية-إسرائيلية جديدة على القطاع.
"ترامب يتصرف وكأن قطاع غزة ليس جزءًا من الدولة الفلسطينية المنشودة، ولا يشرك أي طرف عربي أو فلسطيني في صياغة الخطة، وهذا أمر مرفوض سياسيًا وإنسانيًا"، قال الجاغوب.
وأضاف الجاغوب أن أي خطة يجب أن تشمل السلطة الفلسطينية لضمان الشرعية السياسية وتجنب تحويل غزة إلى منطقة خاضعة لاحتلال جديد، بعيدًا عن أي تفاهم عربي أو دولي.
وتتفق الآراء الفلسطينية على ضرورة ضمان حقوق الفلسطينيين بعد الحرب، بما فيها العودة إلى مؤسسات السلطة وإحياء الاتفاقيات السابقة، مثل اتفاقيات أوسلو، لضمان استمرار إدارة القطاع بطريقة شرعية وديمقراطية، بعيدًا عن السيطرة العسكرية البحتة.
هذا ويشير المحللون إلى أن أي اتفاق لإنهاء الحرب يحتاج إلى إتمام عدة مراحل متكاملة، بدءًا من وقف إطلاق النار، مرورًا بالإفراج عن المخطوفين، وصولاً إلى إعادة الإعمار. ويلاحظ الجاغوب أن نتنياهو يضع العراقيل في كل هذه الخطوات، ويركز على السيطرة الكاملة على القطاع قبل أي صفقة، ما يجعل المفاوضات صعبة ومعقدة.
كما يلفت تسوريف إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تواجه صعوبات في اتخاذ قرارات موحدة بسبب تركيبتها الداخلية، ما يبطئ من تنفيذ أي خطة، رغم الضغوط الأميركية المباشرة.
أخبار متعلقة :