نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
متحف آثار مطروح.. بانوراما مصرية تحكي آلاف السنين من الحضارة, اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025 12:59 صباحاً
يمثل متحف آثار مطروح محطة ثقافية وتاريخية مهمة في محافظة تتصدر المشهد السياحي بجمال شواطئها وطبيعتها البكر، أنشئ المتحف على مساحة 1560 مترًا مربعًا من طابقين، ويقع في الجزء الغربي من مكتبة مصر العامة بوسط مدينة مرسى مطروح، ليشكل مع المكتبة مجمعًا ثقافيًا متكاملًا يخدم أهالي المحافظة والزائرين من داخل مصر وخارجها.
ويضم المتحف ما يقرب من 1000 قطعة أثرية تمثل مختلف العصور التاريخية التي مرت بها مصر، بداية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، وصولاً إلى العصر القبطي، ثم الإسلامي، بما فيها آثار تعود لحكم بعض الملوك الليبيين لمصر في العصور القديمة، وهو ما يعكس طبيعة مطروح الحدودية ودورها كمسرح للأحداث التاريخية.
ملوك وتماثيل وآلهة
عند دخول المتحف، يجد الزائر نفسه أمام تمثالين لأبي الهول، يليهما تماثيل لعدد من القادة والملوك الذين مروا بمطروح خلال فترات تاريخية مختلفة، من أبرزهم الملك رمسيس الثاني، وأحمس الثاني، والإسكندر الأكبر، والذين لعبوا أدوارًا مهمة في حماية حدود مصر الغربية أو التصدي للمغيرين عليها.
وفي مدخل قاعة العرض، يلفت النظر تمثال نصفي لرمسيس الثاني، وأمامه تمثال لقبضة حجرية ترمز إلى قوة الدولة المصرية وإحكامها السيطرة على حدودها، وعلى جدران القاعة تصطف لوحات حجرية توثق تاريخ حماية مصر الغربية، إضافة إلى تماثيل لآلهة مصرية قديمة مثل الإلهة سخمت، وبعض التماثيل الرومانية التي تعكس تأثر المنطقة بالحضارة الرومانية.
حياة يومية وأديان وحرف وأسلحة
أما في الطابق الثاني، فينتقل الزائر إلى العصور القبطية والإسلامية، حيث تُعرض تماثيل صغيرة وأدوات صيد ورماح وسيوف، إلى جانب عملات ذهبية ومعدنية تعود إلى فترات مختلفة من التاريخ.
ويبرز أيضًا قسم خاص بالأدوات المستخدمة في علوم الفلك القديمة، ومخطوطات قبطية نادرة منها نسخة قديمة من الإنجيل، بالإضافة إلى أيقونات وصلبان تبرز الطابع الديني والروحي لتلك المرحلة.
وفي القسم الإسلامي، يُعرض سجاد أثري، ومشربيات، وأعمال أرابيسك دقيقة الصنع، إلى جانب أسلحة قديمة ومخطوطات وكتب تاريخية تمثل العصور الإسلامية المتعددة، ما يعكس الثراء الفني والحضاري لتلك الحقبة.
متحف ينبض بتاريخ مطروح
بحسب اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، فإن المتحف لا يقتصر دوره على كونه مخزنًا للآثار، بل يُعد نافذة لنشر الوعي الثقافي بين أبناء المحافظة، ومعلمًا سياحيًا وثقافيًا يثري تجربة زوار مطروح، ويعرّفهم بتاريخها ودورها في الدفاع عن حدود الوطن على مر العصور.
ويقول عزت عثمان الحماحمي، مدير عام آثار مارينا الأسبق، إن المتحف يضم قطعًا فريدة تم العثور عليها في صحراء مطروح ومناطقها الأثرية، ما يربط بين الموقع الجغرافي والقطع المعروضة، ويجعل من المتحف بانوراما حية تُجسِّد عراقة المكان وتنوعه التاريخي.
ثمرة تعاون وجهود محلية
جاء إنشاء المتحف بعد سنوات من التوقف، وجرى تنفيذه من خلال بروتوكول تعاون بين محافظة مطروح ووزارة الآثار، وبتكلفة بلغت 15 مليون جنيه شملت المباني والتجهيزات، وقد حرصت الجهات المعنية على أن تمثل القطع المعروضة صورة متكاملة للحضارات التي تعاقبت على مصر ومطروح، بما يتناسب مع الطبيعة الساحلية والصحراوية للمنطقة.
كما تم اختيار القطع الأثرية بعناية لتكون بانوراما تاريخية متكاملة تربط الزائر بين الماضي والحاضر، وتقدم له وجبة معرفية وثقافية ممتعة في قلب واحدة من أبرز المحافظات السياحية في مصر.
متحف آثار مطروح ليس مجرد صرح أثري، بل هو شهادة حية على عظمة مصر وتنوع حضارتها، إنه مرآة تعكس التاريخ المصري في قلب الصحراء الغربية، وواحة ثقافية تزدهر جنبًا إلى جنب مع التنمية السياحية والعمرانية في المحافظة، في كل زاوية من المتحف حكاية، وفي كل قطعة أثرية رسالة خالدة من أجداد صنعوا التاريخ وتركوه ليحكيه الحاضر للأجيال القادمة.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :