«قش الأرز» من مشكلة بيئية إلى ثروة صناعية حيوية في مصر

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«قش الأرز» من مشكلة بيئية إلى ثروة صناعية حيوية في مصر, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 04:15 صباحاً

يُعتبر قش الأرز من مخلفات المحاصيل الزراعية التي كانت تمثل مشكلة بيئية كبيرة لسنوات طويلة، بسبب عمليات الحرق المكشوف التي تؤدي إلى تلوث الهواء وتدهور جودة البيئة. 

لكن خلال السنوات الأخيرة، قامت الدولة المصرية بوضع خطط استراتيجية للاستفادة من قش الأرز وتحويله إلى مواد خام تدخل في صناعات متعددة، مما جعله ثروة مهمة تدعم الاقتصاد الوطني.

تزايد أهمية قش الأرز مع زيادة زراعة الأرز

مع زيادة المساحات المزروعة بمحصول الأرز لتتجاوز المليون فدان هذا العام، تزداد الكميات المتاحة من قش الأرز بعد موسم الحصاد المرتقب. هذا يعني توافر مخزون ضخم من قش الأرز يمكن توظيفه في الصناعات المختلفة بدلاً من حرقه والتسبب في أضرار بيئية جسيمة.

موسم مواجهة حرق قش الأرز

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن بدء فعاليات الاجتماع الافتتاحي الموسع بمحافظة الشرقية، ضمن الاستعدادات لموسم مواجهة حرق قش الأرز. ويشارك في هذه الاجتماعات ممثلون من الوزارات المعنية، والمحافظة، والجهات التنفيذية، وعدد من القيادات المحلية، بهدف وضع خطط تنفيذية على الأرض لمكافحة ظاهرة الحرق وحماية البيئة.

وأكد الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، أن هذه الخطوات تأتي بتوجيه من وزير الزراعة، وتستهدف منع التلوث الناتج عن الحرق المكشوف، حيث يمثل هذا العمل تحركًا استباقيًا لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة.

قصة نجاح منظومة جمع وتدوير قش الأرز

أوضح رئيس قطاع الإرشاد الزراعي أن منظومة جمع وتدوير قش الأرز أصبحت نموذجًا وطنيًا ناجحًا يجمع بين جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. خلال السنوات الماضية، أسهمت هذه المنظومة في تقليل معدلات الحرق وتحويل القش إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية، مما يحقق فوائد بيئية واقتصادية ملموسة.

وأشار إلى أن خطة موسم 2025 تستهدف تعزيز كفاءة هذه المنظومة وتوسيع قدراتها، مع دعم مباشر من الوزراء والمحافظين لضمان تحقيق أثر بيئي واضح ورفع مساهمة القش في الناتج المحلي.

الصناعات المستفيدة من قش الأرز

تتعدد مجالات الاستفادة من قش الأرز في الصناعات، مما يفتح آفاقًا واسعة للاستثمار والتشغيل:

إنتاج الأسمدة العضوية "الكمبوست": لتحسين خصوبة التربة وتعزيز الإنتاج الزراعي.

تصنيع الأعلاف غير التقليدية: لتقليل الفجوة العلفية في الثروة الحيوانية.

إنتاج الطاقة الحيوية "البيوجاز": كمصدر طاقة نظيف وصديق للبيئة.

صناعة الأخشاب المسطحة والمنتجات البديلة: لدعم الصناعة الوطنية وتقليل فاتورة الاستيراد.

تشجيع الصناعات القائمة على قش الأرز: مثل الورق، الفحم، والمواد المركبة.

الدور التنظيمي والتوعوي لضمان نجاح المنظومة

أكدت الجهات المختصة أهمية الالتزام بضوابط إصدار الموافقات لفتح مواقع ومراكز تجميع وتدوير قش الأرز، مع تكثيف الحملات التوعوية بالتعاون مع مديريات الزراعة والأجهزة البيئية. تهدف هذه الحملات إلى توعية المزارعين بأهمية الاستخدام الرشيد للمخلفات الزراعية وتطبيق الإجراءات القانونية بحق المخالفين لردع السلوكيات الضارة بالبيئة.

محافظة الشرقية

تُعد محافظة الشرقية أكبر المحافظات إنتاجًا لمحصول الأرز، ما يجعلها مركزًا رئيسيًا لإدارة كميات كبيرة من قش الأرز. تتطلب هذه الحقيقة إنشاء منظومة متكاملة تشمل الجمع، النقل، التدوير، وفتح مواقع تجميع معتمدة، بالإضافة إلى توفير المعدات بأسعار مناسبة ودعم مشروعات الشباب في مجال تدوير القش لخلق فرص عمل جديدة وتنشيط الاقتصاد المحلي.

التكامل الحكومي

تهدف خطة هذا العام إلى مواجهة نوبات التلوث الحادة عبر تضافر جهود الوزارات والجهات المختلفة، والتوعية بأهمية قش الأرز كمورد اقتصادي بديل عن الحرق. كما تشمل تحديد أدوار ومسؤوليات كل جهة لضمان فاعلية المنظومة وتحقيق النتائج المرجوة.

تُسهم هذه الجهود في رفع وعي المزارعين بأهمية قش الأرز كمصدر دخل إضافي، وخفض الانبعاثات الضارة، وحماية الصحة العامة، وخلق بيئة نظيفة وآمنة للمواطنين، فضلًا عن توفير فرص عمل جديدة وتحفيز التنمية المستدامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق