في مشهد يجسد الالتزام والمسؤولية الوطنية، خاطر محافظ حضرموت، الشيخ مبخوث مبارك بن ماضي، بحياته وهو يجوب أودية وسيولًا جارفة، في جولة ميدانية استثنائية شملت أربع مديريات متضررة من المنخفض الجوي الأخير. لم تكن الزيارة مجرد تفقد روتيني، بل كانت رسالة وفاء وقرب من المواطنين في أحلك الظروف، حيث عبر المحافظ سيولًا عارمة، وقف أمام الدمار، واستمع إلى صرخات المتأثرين، معلنًا أن "الدولة ما زالت هنا".

2a01:4f9:c012:24e1::1

التفاصيل الكاملة:

وصل محافظ حضرموت، الأستاذ مبخوث مبارك بن ماضي، صباح اليوم الخميس، إلى مدينة سيئون في إطار زيارة تفقدية موسعة تهدف إلى تقييم الأضرار الناتجة عن المنخفض الجوي الذي ضرب محافظات وادي حضرموت خلال الأيام الماضية، وأسفر عن هطول أمطار غزيرة وسيول جارفة تسببت في تضرر الطرقات، والمنشآت، والمنازل.

وبدأ المحافظ جولته منذ الفجر، حيث توجه إلى مديريات دوعن، ووادي العين، وحورة، والقطن، وشبام، وسيئون، مصطحبًا معه الوكيل المساعد لشؤون الوادي والصحراء، الأستاذ عامر سعيد العامري، للاطلاع الميداني على حجم الكوارث الطبيعية، وتقديم الدعم الفوري للمتضررين.

وأكد مصدر محلي أن "السيول الجارفة في وادي غبر كادت تجرف موكب المحافظ، لولا سرعة سائق المركبة في المناورة"، في لحظات توتر حادة كشفت عن حجم الخطر الذي واجهه الفريق أثناء التنقل بين المناطق النائية.

وخلال تفقده لمناطق شبام، ووادي بن علي، والعقّاد، تجاوز المحافظ السيول التي قطعت الطرق، مستخدمًا ممرات بديلة، وسط إشادة واسعة من المواطنين والمسؤولين المحليين بـ"شجاعته وقربه من الناس".

توجيهات فورية وتحركات عاجلة:

أصدر المحافظ بن ماضي سلسلة من التوجيهات العاجلة، شملت:

• فتح جميع الطرق المتضررة فورًا بالتنسيق مع مكاتب الأشغال والكهرباء والسلطات المحلية.
• تشكيل لجان تقييم فورية لحصر الأضرار في المنازل والبنى التحتية.
• صرف معونات إغاثية عاجلة للعائلات المتضررة، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والجهات المانحة.
• الاستجابة السريعة لطلبات المواطنين، مع تأكيد أن "لا تأخير في تقديم الخدمة".

كما التقى المحافظ بقيادات المجالس المحلية في المديريات، وشدد على ضرورة التنسيق الفعّال بين الجهات التنفيذية، وقال:

"أمام الكارثة، لا مكان للبيروقراطية. مهمتنا اليوم هي حماية المواطن وضمان سلامته وتعويض خسائره".