أشيندا وشاداي.. مهرجان الفرح الأنثوي الذي يربط إثيوبيا بالعالم

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أشيندا وشاداي.. مهرجان الفرح الأنثوي الذي يربط إثيوبيا بالعالم, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 02:36 مساءً


مع قرب إنقضاء موسم الأمطار الأثيوبي ، تتحول مناطق شمال إثيوبيا إلى فضاء احتفالي مميز، حيث تجتمع الفتيات بأزيائهن التقليدية وأناشيدهن الشعبية في طقس سنوي يعرف بـ”أشيندا” في إقليم تيغراي و”شاداي” في أمهرا.

 هذا المهرجان الذي يمتد بجذوره إلى عمق التاريخ، لم يعد مجرد مناسبة اجتماعية للفتيات، بل أصبح تعبيرا عن تلاقي الدين والتراث والهوية.

طقوس الجمال والبهجة

منذ فجر اليوم الجمعة، تبدأ الفتيات بالتزين بما يُعرف محليا بـ”حبشا لبس” أو “شفون”، وهي ملابس تقليدية مزركشة تعكس روح المكان وألوانه. تُكمل الزينة بالكحل والعطور الشعبية وتصفيفات شعر متوارثة، ثم يجتمعن في مجموعات صغيرة يحملن الطبول والدفوف، يغنين ويرقصن في الشوارع والطرقات، ويوقفن المارة والمركبات بمرح طفولي بريء.

المشهد لا يقتصر على الغناء؛ فالفتيات يجمعن التبرعات التي تتحول إلى هدية للكنيسة أو مائدة كبيرة تضم الأهل والجيران وكبار السن، في إشارة إلى أن الفرح لا يكتمل إلا بالمشاركة.

مشهد من مهرجان الفرح الأنثوي

جذور ضاربة في التاريخ

يعود احتفال أشيندا وشاداي إلى آلاف السنين، وهو مرتبط بنهاية الصيام الكبير لدى الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية المعروف بـ”فلسيتا”. وقد سعت إثيوبيا إلى تسجيله ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، إدراكا لقيمته الثقافية والدينية ودوره في تعزيز السياحة. فالمهرجان لا يقتصر على الجانب الروحي، بل يعكس وحدة التنوع الإثيوبي من خلال طقوس تنتقل من جيل إلى آخر كجسر يربط الماضي بالحاضر.

أشيندا 2025: شعار الوحدة والسلام والأمل

تستضيف مدينة مقلي عاصمة إقليم تيغراي الاحتفالات الكبرى بين 22 و24 أغسطس تحت شعار: “أشيندا: أساس السلام والوحدة والأمل”.

الدكتور أتسبها جبراجزبيهر، رئيس مكتب الثقافة والسياحة في الإقليم، أكد في تصريحات محلية اكتمال التحضيرات لاستقبال آلاف الزوار من داخل البلاد وخارجها، مشيرا إلى مشاركة متوقعة أكبر من العام الماضي الذي شهد حضور أكثر من 40 ألف مشارك، بينهم 26 ألفًا من المغتربين الإثيوبيين.

مشهد من مهرجان الفرح الأنثوي

ولتشجيع حضور الجالية في الخارج، أعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية خصمًا بنسبة 20% على أسعار التذاكر ورحلات إضافية إلى مقلي. فيما أعدت وزارة الثقافة والرياضة برامج خاصة لمجموعات فنية من مختلف الولايات الإثيوبية لعرض تنوع التراث الوطني في قلب تيغراي.

كرنفال حي ينعش السياحة

تشمل الفعاليات لإحتفال أشيندا كرنفالاً نابضا بالحياة في شوارع مقلي، ومعرضا يمتد لعشرة أيام يعرض أزياء وأطعمة وتحفا تقليدية، إضافة إلى سباقات “أشيندا” ومسابقات سفراء المهرجان. وسيحضر الحدث مسؤولون من الحكومة الفيدرالية ودبلوماسيون وممثلون عن منظمات دولية، ما يعزز مكانته منصة للتعريف بالثقافة الإثيوبية عالميا.

وينظر الإثيوبيون إلى “أشيندا” و”شاداي” كرمز للتلاقي بين الهويات المحلية المتنوعة، وفرصة لترسيخ قيم الكرم والشجاعة والوحدة. وتأتي الطقوس لتؤكد أن الثقافة الشعبية يمكن أن تكون أداة للسلام، ولتعزيز السياحة والاقتصاد .

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق