حصان طروادة الفني.. كيف يتحول الإبداع إلى أداة للدمار؟

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حصان طروادة الفني.. كيف يتحول الإبداع إلى أداة للدمار؟, اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025 05:01 مساءً

يُعتبر الفن منذ القدم مرآة تعكس الواقع، ووسيلة للتعبير عن القضايا الإنسانية العميقة، لكن في عالمنا المعاصر، ومع تطور أساليب الصراع، أصبح الفن أكثر من مجرد وسيلة ترفيه أو تعبير، لقد تحول إلى أداة قوية وخطيرة في الحرب الهجينة، فكيف يمكن لعمل إبداعي أن يحمل رسالتين متناقضتين في آن واحد؟.

بين الرسالة الظاهرة والرسالة الخفية

الأعمال الفنية التي نتحدث عنها اليوم، تعتمد على استراتيجية ذكية، إنها تقدم رسالة إنسانية نبيلة وواضحة «الرسالة الظاهرة»، تلامس القلوب وتثير التعاطف، قد تكون القصة عن معاناة إنسان، أو كفاح بطل، أو مأساة شعب، هذه الرسالة الإنسانية هي «حصان طروادة» الذي يسمح للعمل بالمرور والانتشار.

لكن في داخل هذا الحصان، تختبئ رسائل أخرى أكثر خطورة: رسائل سياسية موجهة، اتهامات مبطنة، أو محاولات لزعزعة الاستقرار الداخلي، هذه الرسائل الخفية لا تُقدم بشكل مباشر، بل تُزرع بذكاء من خلال الرمزية، والمقارنات العاطفية، وتصوير شخصيات معينة بطريقة تخدم أجندة خفية.

الفن كأداة للدمار

الحرب الهجينة لا تشن بالدبابات أو الصواريخ فقط، بل تستهدف الوعي والوجدان مباشرة، هنا يبرز دور الفن كأداة حاسمة، فمن خلال فيلم مؤثر أو أغنية حماسية، يمكن زرع الشكوك، وتأجيج مشاعر الغضب، وتعميق الفجوات بين أفراد المجتمع ودولتهم، العمل الفني في هذه الحالة لا يهاجم مباشرة، بل يخلق حالة عاطفية تدفع المشاهد إلى استنتاجات معينة تخدم أهداف صانعي العمل.

وفي هذا السياق، جاءت تحذيرات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن الدراما الهابطة التي لا تعبر عن الواقع المصري، حيث أكد على أن الدراما تحولت من صناعة ذات أهداف ثقافية إلى تجارة تبحث عن الربح، مما يهدد الذوق العام للمصريين، ولهذا السبب، وجه الرئيس رئيس الوزراء بتشكيل لجنة متخصصة لرفع مستوى الأعمال الفنية لتعكس القيم الإيجابية للمجتمع وتخدم قضية الوعي.

على سبيل المثال، قد يصور العمل الفني جانباً واحداً من القصة ليجعلك تشعر بالغضب تجاه طرف معين، متجاهلاً السياق الكامل والتحديات المعقدة. هذا التشويه العاطفي للواقع هو أخطر ما في الأمر، لأنه يرسخ في اللاوعي قناعات خاطئة يصعب التخلص منها لاحقاً.

سلاحنا الأقوى: الوعي النقدي

كيف يمكننا مواجهة هذا النوع من الأعمال الفنية؟ الإجابة تكمن في الوعي النقدي. يجب أن نتعلم قراءة ما وراء المشاهد، وأن نسأل أنفسنا دائماً: لماذا يركز العمل على هذا الجانب بالذات؟ وما هي الرسائل التي يحاول إيصالها دون أن يصرح بها؟

الوعي هو أول خط دفاع ضد أي محاولة لاستغلال مشاعرنا لأغراض أخرى، علينا أن نكون قادرين على تمييز الفن الذي يخدم الإنسانية حقاً عن الفن الذي يستغلها. لأن النقد الحقيقي لا يتوقف عند جماليات العمل الفني، بل يمتد ليشمل فهم دوافعه وتأثيراته.

اقرأ أيضاًمقال رأي بالجارديان: إسرائيل تستهدف صحفيي غزة لأنهم موهوبون ومحترفون وذوو كرامة

«منها المقالي المخدوشة».. 3 أشياء في المنزل تدمر صحتك

مقال «الأسبوع» يزلزل الاحتلال.. مرصد إسرائيلي يتهم الدكتور محمد عمارة بالتحريض ضد إسرائيل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق