المجاعة تجبر نتنياهو على التفاوض: غزة تعيد رسم معادلات الحرب والسياسة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المجاعة تجبر نتنياهو على التفاوض: غزة تعيد رسم معادلات الحرب والسياسة, اليوم السبت 23 أغسطس 2025 01:14 مساءً

أجبر إعلان الأمم المتحدة الرسمي عن مجاعة في غزة إسرائيل على العودة إلى طاولة المفاوضات تحت ضغط دولي غير مسبوق، لتبدأ مشاورات سرية لعقد صفقة تبادل للأسرى وإعلان هدنة، وسط إدانات دولية واسعة، وضغط متصاعد من عائلات الرهائن في إسرائيل، ما دفع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي للتراجع عن موقفه المتصلب. 

رغم تصريحاته المنكرة للمجاعة واتهامه الأمم المتحدة بـ"الكذب"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي وجد نفسه مضطراً لتوجيه فريقه التفاوضي للعودة إلى المحادثات، في اعتراف غير مباشر بأن استمرار الأزمة الإنسانية أصبح يشكل تهديداً لصورته الدولية.
رسمياً أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة، وهي المرة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط التي يتم فيها الإعلان عن مثل هذه الكارثة، في وقت تشهد المنطقة تطورات متسارعة على المستويين الإنساني والسياسي. 

وفقاً للهيئة الدولية المعنية بمراقبة الجوع في العالم (IPC)، فإن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع وسوء التغذية الحاد، مع توقعات بامتداد المجاعة إلى دير البلح وخان يونس بنهاية سبتمبر المقبل.، في حين جاء الإعلان جاء بعد أشهر من التحذيرات المتصاعدة من منظمات الإغاثة والخبراء بشأن التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع المحاصر.

تنديد دولي واسع

وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي المجاعة بأنها "فضيحة أخلاقية" و"كارثة من صنع الإنسان" بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول مساعدات كافية إلى القطا، و من جهتها، اعتبرت السعودية أن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة "وصمة عار في جبين المجتمع الدولي"، كما أدانت دول عربية أخرى بما في ذلك الأردن والكويت ومجلس التعاون الخليجي استمرار الحصار الإسرائيلي وطالبت بفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية دون قيود .

الحكومة الإسرائيلية تسارع بالتكذيب 

في المقابل، سارعت إسرائيل إلى نفي التقارير الأممية بشكل قاطع. وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقرير الأمم المتحدة بأنه "كذبة صريحة"، متهماً الهيئة الدولية بالاستناد إلى "أكاذيب حماس" 

وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه "لا توجد مجاعة في غزة"، مشيرة إلى أن أكثر من 100 ألف شاحنة محملة بالمساعدات دخلت القطاع منذ بداية الحرب، وهي تصريحات تأتي في وقت تواصل فيه إسرائيل خططها العسكرية للسيطرة على مدينة غزة، بما في ذلك تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة، وفقاً لتقارير إعلامية.

تحركات لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس

على الصعيد السياسي، تشهد الساحة تحركات مكثفة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، وسط ضغوط متزايدة من عائلات الرهائن الإسرائيليين للإسراع بإبرام صفقة تبادل. 

وأفادت مصادر إسرائيلية بأن الوسطاء أجروا اتصالات مع كلا الطرفين لتنسيق الجولة المقبلة من المفاوضات، والتي من المتوقع أن تعقد في موقع جديد قريباً، ووفقاً للمقترح المطروح، تشمل الخطة إعادة انتشار القوات الإسرائيلية قرب الحدود لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ووقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتم خلالها الإفراج عن 10 رهائن أحياء وتسليم جثث 18 رهينة مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين.

تدخل أمريكي لإنهاء الكارثة 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن الوضع في قطاع غزة "يجب أن ينتهي" في أقرب وقت، مشدداً على أنه يعمل "كل ما بوسعه" من أجل إطلاق سراح باقي الرهائن، ومع ذلك، يبدو أن التصريحات الإسرائيلية الرسمية لا تزال متحفظة، حيث قال مسؤول ملف الرهائن في حكومة نتنياهو إنه "لا تغيير في بياناتنا وهناك 20 أسيراً حياً واثنان حياتهما في خطر" .

تفاصيل مروعة للمعاناة الإنسانية

. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن 148 شخصاً توفوا جراء سوء التغذية في غزة منذ يناير 2025، بينهم 113 طفلاً، فيما كررت منظمات الإغاثة الدولية مثل ميرسي كور وأوكسفام وأكشن إيد اتهاماتها لإسرائيل بـ"العرقلة المتعمدة" للمساعدات، مؤكدة أن لديها مساعدات كافية لمساعدة عشرات الآلاف من السكان لكنها منعت من الدخول . كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بسرعة في القطاع حتى يونيو 2026 إذا استمر الوضع على حاله .

من الناحية القانونية، يشكل إعلان المجاعة نقطة تحول مهمة، حيث حظر صراحة استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب"، مؤكدة أن "استخدام التجويع يُعد جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية" 2. كما أشار المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إلى أن "تجويع الناس لأغراض عسكرية يعد جريمة حرب" .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق