الأمثال الشعبية.. حِكم محفورة في ذاكرة المجتمع الإماراتي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأمثال الشعبية.. حِكم محفورة في ذاكرة المجتمع الإماراتي, اليوم السبت 23 أغسطس 2025 11:07 مساءً

تُعدُّ الحكم والأمثال الشعبية مكوناً مهماً من الموروث الثقافي والذاكرة الجمعية لأهل الإمارات، فهي عبارة عن كلمات معدودة، تلخص حكماً وتجارب وخبرات مهمة، بأسلوب مركّز وبسيط، يمكن للكبار والصغار فهمه والاستفادة منه، وتتناقله الأجيال لسنوات طويلة.

ولا تقتصر أهمية الأمثال الشعبية على نقل التجارب الحياتية لأهل البلاد، بل هي وسيلة كذلك للحفاظ على التراث الثقافي والعادات والتقاليد والمفردات اللغوية التي سادت في المجتمع في فترات زمنية مختلفة، فتتضمن إشارات للمهن التراثية، سواء في البحر أو في البادية، وكذلك التمور، والنخلة التي تحظى بمكانة كبيرة في ثقافة المجتمع الإماراتي وحياة أفراده، والصقور بأنواعها، والقهوة والأدوات المستخدمة في صناعتها، وغير ذلك من الرموز المتجذرة في الموروث الإماراتي والعربي.

ولأن الأمثال الشعبية ذاكرة المجتمع، تناولت مختلف الموضوعات التي ارتبطت بالناس في حياتهم اليومية، ومفردات التراث والمهن التقليدية والعادات والتقاليد، والحث على التمسك بالأخلاق الأصيلة والعمل والاجتهاد.

ومن أشهر هذه الأمثال: «اللي ما يعرف الصقر يشويه»، ويُقال لمن لا يعرف قيمة الشيء أو يقوم بعمل يجهله، و«من كبّر اللقمة.. غص» لمن يحاول أخذ أكثر من حقه، بينما «من جاء بدون عزيمة قعد بدون فراش»، يُقال عن أهمية التخطيط والتحضير قبل أي عمل.

ويشير مثل «اللي ما يزرع الدبّاس ما ياخذ بنات الناس» إلى أهمية العمل وكسب الرزق، كما يبرز أهمية التمور في دولة الإمارات، أيضاً «اللي ما عنده عمل يكاري له جمل واللي ما عنده حيلة يلعب التيلة»، وهو من الأمثال التي تدعو للعمل والابتعاد عن الفراغ والبطالة.

«المتوصف»

ولأهمية الأمثال في الثقافة المحلية، كانت موضوعاً لعدد من الكتابات والأبحاث التي اهتمت بتوثيق التراث، مثل كتاب «المتوصف» لعبدالله حمدان بن دلموك، ضمن إصدارات مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وضم الكتاب في طبعتيه الأولى والثانية مجموعة كبيرة من الأمثال الخاصة بدولة الإمارات، يصل عددها إلى 534 مثلاً شعبياً وحكمة.

ويتميز هذا العمل بحذف أمثلة وجدت بعد التقصي والتحري والبحث أنها لم تنبع من المجتمع أو الذاكرة الشعبية، إلى جانب ما يقدمه من تفسير مبسط للأمثال التي تشكل حِكم أهل الإمارات، ولغتهم ولكنتهم، على اختلاف خريطة الدولة الجغرافية.

«وين الطروش»

ووثّقت الشيخة صبحة الخييلي، في كتابها «وين الطروش»، مجموعة كبيرة من الأمثال التي تداولها سكان الإمارات قديماً، مع توضيح المغزى من كل مثل، والمواقف التي يُستخدم فيها، ومن هذه الأمثال: «الباب ييك منه الريح سده واستريح»، ويقصد به أن يبتعد المرء عن الناس الذين يؤذونه بالكلام، وأن يتركهم. و«شهر ما لك فيه صدقة لا تعد أيامه»، ويقال للشخص غير المتوقع منه خير. و«الحر من البيضة يفر»، ويقصد به أن الرجل الشهم يعرف من صغره، أو يقال عندما يشبه الابن من صغره بشجاعة أبيه، والحر هو الصقر.

كذلك مثل «لا تحاتي ولد الشاهين إن بات جائع يمه يالي ياه الصباح وطار»، ويقال في مديح شاب وتشبهه بسمات الشاهين (الصقر)، ويقصد به ألا خوف على الشاب الذي فيه خير.

وهناك مثل: «الطول طول نخلة، والعقل عقل صخلة»، ويقال عندما نظن أن في أحد خيراً ونكتشف عكس ذلك، ويقال أيضاً للشخص الكبيرعندما يصدر منه فعل غير لائق. ومن الأمثال التي تدعو للقناعة: «مد يديك على عرض ثوبك»، و«مد رجلك على قد لحافك»، وينصح بهذا المثل ليدبر الشخص احتياجاته في ضـوء وحجم إمكاناته. وهناك مثل آخر: «لو تركض ركض الوحوش غير رزقك ما تحوش»، وهو يحث على الإيمان بالنصيب والقدر، والتحلي بالقناعة والرضا.

مختارات

وتناول الشاعر والباحث فهد المعمري في كتابه «مختارات من الحكم والأمثال في الشعر الشعبي الإماراتي»، الصادر عن ندوة الثقافة والعلوم في دبي، العديد من الأمثال والحكم التي صاغها أهل الإمارات، ومنها ما يعلي من شأن الكرم والكرام الذين يجودون بما لديهم، بصرف النظر عن قيمته، مثل: «إذا بغيت الجود دق أهله»، و«الزبيبة ما تشبع لكنها تطيب الخاطر»، ويدعو إلى مساعدة المحتاجين وتطييب خاطرهم، ولو بشيء بسيط. إلى جانب أمثلة تحث على الابتعاد عن السفهاء، ومصاحبة من يتحلى بالأخلاق الكريمة، مثل: «السمكة الخايسة تخيس السمك كله»، و«الصديج قبل الطريج»، و«إذا ياتك العويه من السفيه خلها»، أي إذا أصابك مكروه من السفيه فلا تعره أي اهتمام، وتقال عندما نرغب في منع الشخص من الرد على من آذاه، و«العنز ما تشوف ذيلها»، يشير إلى الإنسان الذي لا يرى عيوبه ولا يصدق بها، ولكنه يرى عيوب الناس ولا يكتمها بل يعظّمها.


البعد عن من لا همة لهم

من بين أبرز الأمثال الشعبية: «حلاة الثوب رقعته منه وفيه»، أي على الإنسان أن يجتمع مع من هو من أصله وفصله، سواء في زواج أو عمل أو غيره، و«اللي ما يعرفك ما يثمنك»، ويعني أن الشخص الذي لم يعاشرك ولم يجرب طباعك لا يعطيك حقك ولا يقدر مكانتك، و«الحي يحييك، والميت يزيدك غبن»، والمقصود بالحي الشخص الذكي، والميت الشخص الخامل، والغبن هو التعب والهم، ويدعو المثل إلى عدم مخالطة من لا همة ولا عزيمة لديهم.

. 534 مثلاً شعبياً وحكمة في «المتوصف».

. «اللي ما يعرف الصقر يشويه» يُقال لمن لا يعرف قيمة الشيء أو يقوم بعمل يجهله.

. الأمثال تناولت مختلف الموضوعات التي ارتبطت بالناس في حياتهم اليومية، ومفردات التراث والمهن التقليدية، والأخلاق.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق