في ظل توتر اجتماعي متصاعد ناتج عن انهيار الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء، أكّد محافظ حضرموت، مبخوت مبارك بن ماضي، أن السلطة المحلية تُراقب بدقة أي محاولات لاستغلال الوضع الإنساني والاقتصادي الصعب لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار.

2a01:4f9:c012:24e1::1

وفي مقابلة حصرية مع وكالة "سبوتنيك"، أكد بن ماضي أن الحوثيين وتنظيم القاعدة لا يزالان يسعيان إلى توسيع نفوذهما في حضرموت، مستفيدين من حالة الاستياء الشعبي الناتجة عن تردي الخدمات. وقال:

"نعلم أن هناك من يحاول توظيف الغضب الشعبي لمآرب تخريبية، لكننا لن نسمح بتمرير هذه الأجندة. نقف لهم بالمرصاد، ونعمل على حماية أمن واستقرار المحافظة بأعلى درجات اليقظة".

وأشار المحافظ إلى أن حضرموت، التي تمثل أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة وتحظى بثروات نفطية هائلة، تمر حاليًا بـ"واحدة من أصعب المراحل المعيشية"، موضحًا أن نقص الوقود المخصص لمحطات توليد الكهرباء تسبب في انقطاعات كهربائية تصل إلى أكثر من 18 ساعة يوميًا في بعض المناطق، ما أثار سخطًا شعبيًا واسعًا.

وشهدت مدن كبرى مثل المكلا وشبوة ووادي حضرموت سلسلة احتجاجات شعبية خلال الأسابيع الماضية، طالب فيها المتظاهرون بتحسين الخدمات، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد في قطاع الكهرباء، وضمان توزيع عادل للوقود المخصص للمحطات.

لكن بن ماضي كشف أن السلطة المحلية نجحت في احتواء التظاهرات عبر حوار مباشر مع المحتجين، حيث تم توضيح الأسباب الفنية واللوجستية وراء تردي الخدمة، ما أدى إلى تفهم الشارع للوضع، وفق تعبيره.

وقال بن ماضي : "التهدئة مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، لا لحماية المنشآت فحسب، بل لحماية مكتسبات التنمية التي حققتها حضرموت بصعوبة خلال السنوات الماضية".

الدعم الخارجي: هل يكفي؟

على صعيد الدعم الخارجي، أشاد المحافظ بجهود تحالف دعم الشرعية، وخصوصًا دولة الإمارات العربية المتحدة، التي وصفها بأنها "لا تدخر جهدًا في تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية". ولفت إلى أن الدعم الإماراتي ساهم في تشغيل محطات كهرباء مؤقتة وتوفير وقود طوارئ، لكنه أكد أن هذه الجهود لا تغطي حجم الأزمة المتراكمة، مشيرًا إلى ضرورة "إيجاد حلول مستدامة" بعيدة عن الترقيع.