مشروعات ليبيا والكويت البحرية ترسم ملامح مرحلة جديدة في استكشاف النفط والغاز

0 تعليق ارسل طباعة

الاحد 24 اغسطس 2025 | 03:19 مساءً

ريانة المهنا

شهدت أنشطة التنقيب البحري عن النفط والغاز في النصف الأول من عام 2025 نشاطًا واسعًا، عكس بوضوح اهتمامًا متزايدًا من شركات النفط العالمية والوطنية بتوسيع نطاق عمليات الاستكشاف في المياه العميقة. وتشير التقديرات إلى أن النصف الثاني من العام قد يشهد طفرة غير مسبوقة في أعمال الحفر عبر عدة أحواض بحرية حول العالم، من البحر الأبيض المتوسط إلى خليج المكسيك، مرورًا بغرب أفريقيا والخليج العربي.
الاهتمام العالمي لم يعد يقتصر على المناطق التقليدية لإنتاج النفط والغاز، بل يمتد إلى مناطق جديدة يُنظر إليها على أنها تحمل فرصًا واعدة يمكن أن تعيد رسم ملامح الطاقة العالمية. وفي هذا السياق، تبرز الدول العربية، خاصة ليبيا والكويت، في صدارة المشهد مع مشاريع استكشافية بالغة الأهمية، بينما تواصل أفريقيا الغربية –أنغولا وناميبيا– تقديم نماذج مختلفة من النجاحات والتحديات.

ليبيا تدخل مرحلة جديدة من الاستكشاف البحري

في البحر الأبيض المتوسط، تتجه الأنظار إلى ليبيا التي تستعد لإطلاق مشروع استكشافي بحري يعد الأهم منذ سنوات طويلة. فمن المتوقع أن يبدأ الحفر في حقل 'ماتسولا' البحري ضمن الامتداد البحري لحوض سرت مع نهاية عام 2025 أو مطلع 2026، وهو حقل يقع في مياه عميقة تتسم بتعقيدها الجيولوجي وصعوبة عمليات الحفر فيها.
هذا المشروع يمثل اختبارًا رئيسيًا لليبيا، إذ يفتح الباب أمام استكشاف طبقات الكربونات العميقة، التي يمكن أن تكون حاضنة لمكامن ضخمة من النفط والغاز. ورغم أن ليبيا سبق أن سجلت اكتشافًا محدودًا للغاز والمكثفات في موقع قريب عام 2009، فإن التوجه الحالي أكثر طموحًا، ويعكس رغبة الدولة في تعزيز مكانتها كمورد رئيسي للطاقة في المنطقة.
تواكب هذه الجهود خطة حكومية طموحة تهدف إلى جذب استثمارات أجنبية عبر طرح جولات جديدة من التراخيص البحرية. وقد دخلت المؤسسة الوطنية للنفط في شراكات مع شركات إقليمية ودولية لتعزيز أنشطة الحفر، وهو ما يعكس استراتيجية واضحة لتحويل ليبيا إلى مركز مهم للتنقيب البحري في البحر المتوسط.

مشاريع الكويت البحرية تفتح آفاقًا جديدة

في الخليج العربي، تبرز الكويت كلاعب جديد في مجال التنقيب البحري. فقد انطلقت عمليات الحفر في بئر 'الرقة' خلال يونيو/حزيران 2025، لتكون خطوة مكملة للاكتشاف الذي تحقق في حقل 'النوخذة' البحري عام 2024. ويُعدّ هذا الاكتشاف بمثابة إشارة قوية على أن مياه الكويت يمكن أن تحتوي على مكامن واعدة من النفط والغاز.
التاريخ الكويتي في التنقيب البحري لم يكن مثمرًا بشكل واضح، إذ ظلت معظم الجهود السابقة محدودة النتائج. لكن مشروع 'الرقة' يُعتبر اختبارًا مهمًا لقدرة الكويت على دخول السباق العالمي في استكشافات المياه العميقة. نجاح هذه العمليات يمكن أن يفتح الباب أمام سلسلة من المشاريع المستقبلية، ويضع الكويت في موقع متقدم ضمن دول الخليج المصدّرة للطاقة.
كما أن هذا التوجه يعكس رغبة الكويت في تنويع مصادر إنتاجها وزيادة قدراتها الاستكشافية بعيدًا عن الحقول التقليدية، بما يتماشى مع استراتيجيتها الوطنية لتأمين مستقبل الطاقة.

أنغولا.. محاولات لتعويض تراجع الإنتاج

إلى جانب العالم العربي، تحتل أنغولا موقعًا مهمًا في خريطة التنقيب البحري العالمية. ففي عام 2025، انطلقت عمليات حفر بئر استكشافية في الحزام الخارجي لحوض الكونغو على أعماق تتجاوز 2500 متر. الهدف من هذه العمليات هو اختبار إمكانية توسيع نطاق الاكتشافات السابقة وتعويض الانخفاض الملحوظ في إنتاج البلاد من النفط.
وتولي شركات الطاقة الكبرى اهتمامًا خاصًا بهذه الأنشطة، إذ يمكن أن تشكّل نتائج الحفر نقطة تحول في مستقبل أنغولا النفطي. ويرى المراقبون أن نجاح هذه البئر سيعيد الثقة في قدرة أنغولا على جذب الاستثمارات واستعادة مكانتها كأحد الموردين الرئيسيين للنفط في أفريقيا.

ناميبيا بين النجاحات والتحديات

في المقابل، تشهد ناميبيا نشاطًا متباينًا في حوض 'أورانج' البحري. ففي حين فشلت بعض الآبار في تحقيق نتائج مشجعة، لا تزال الآمال معلّقة على بئر 'أوليمب' المتوقع حفرها في المربع '2912' خلال النصف الثاني من 2025. هذه البئر تُوصف بأنها واعدة، إذ تقع في هيكل جيولوجي معقد، وإذا ما أثبتت نجاحها، فإنها قد تفتح الباب أمام اكتشافات إضافية في مناطق غير مستغلة من الحوض.
تراهن ناميبيا على هذه العمليات لتأكيد حضورها على خريطة النفط والغاز العالمية، خاصة أنها حديثة العهد نسبيًا في قطاع الاستكشاف البحري. نجاح الحفر قد يحوّل البلاد إلى وجهة مفضلة للاستثمارات الطاقو…

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق