”السلطة تُعلن الحرب.. والشعب يُطلق الحجارة: معركة القات في سقطرى تشتعل”

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
”السلطة تُعلن الحرب.. والشعب يُطلق الحجارة: معركة القات في سقطرى تشتعل”, اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 09:46 مساءً

في خطوة فريدة من نوعها على مستوى اليمن، أعلنت سلطات سقطرى المحلية، المحافظة الجزرية ذات الحساسية البيئية والسياسية، حربًا مفتوحة على تجارة وتعاطي القات — لتكون بذلك المحافظة الوحيدة في البلاد التي تُعلن رسميًا محاربة هذه الظاهرة. لكن ما بدأ كمهمة وطنية شجاعة، تحول مساء السبت إلى سلسلة مواجهات دامية بين قوات الأمن والمواطنين، كشفت عن عمق التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه أي محاولة حقيقية للإصلاح

2a01:4f9:c012:24e1::1

من حملة أمنية إلى اشتباكات دامية

نفذت قوة أمنية مشتركة من مديرية الأمن، والحزام الأمني، والقوات الخاصة، حملة مداهمات واسعة في مناطق متفرقة من مدينتي حديبو وقُشن، تستهدف أماكن بيع وتخزين نبات القات.

ووفق مصادر محلية، بدأت العملية بهدوء، لكنها سرعان ما تصاعدت عندما حاولت القوات ملاحقة باعة متجولين، أغلبهم من الشباب، فقررت إطلاق نار عشوائي في الهواء لتفريق التجمعات. هذا التصرف، وفق شهود عيان، أثار غضبًا شعبيًا فوريًا، إذ اعتبره كثيرون "تجاوزًا غير مبرر للقوة".

سرعان ما تحول المشهد إلى مواجهات عنيفة: تجمع عشرات المواطنين، وبدأوا برشق عناصر الحملة بالحجارة، ما دفع القوات إلى الانسحاب تحت الضغط.

"لم نرَ تنبيهًا، ولا حاولوا التفاوض. رأينا رصاصًا يُطلق في الهواء، فهرب الناس، وبدأ الغضب يشتعل"، قال أحد السكان في حديبو، مضيفًا: "القات قد يكون ضارًا، لكنه مصدر رزق لآلاف العائلات هنا".

خسائر مادية ورمزية: سيارة القائد تحطم في وسط الشارع

أسفرت المواجهات عن تضرر عدد من المركبات الأمنية، من بينها سيارة خاصة باحد الضباط حيث تعرضت للكسر التام من الجهة الأمامية والجانبية ببـ العقيدعد تراكم الحجارة عليها.

كما أُبلغ عن إصابة عدد من الجنود بجروح طفيفة جراء الحجارة، بينما لم تُسجّل أي إصابات برصاص ناري. وتمكنت القوات من الانسحاب بعد تدخل وسطاء من وجهاء القبائل، لكنها فشلت في مصادرة كميات كبيرة من القات، بحسب مصدر أمني رفيع.

سقطرى، الوحيدة التي تتحدى القات في اليمن

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت السلطة المحلية في سقطرى، المدعومة من الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات، حربًا شاملة على القات، معتبرة إياه "مهددًا للصحة العامة، والاستقرار البيئي، والاقتصاد المحلي".

وهكذا، باتت سقطرى المحافظة الوحيدة في اليمن التي تعلن رسميًا محاربة القات، في وقت تُعد فيه المادة المخدرة جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الاجتماعية والاقتصادية في باقي المحافظات الجنوبية والشمالية.

الانعكاسات: هل تُقوّض هذه الأحداث مشروعًا وطنيًا نادرًا؟

تأتي هذه الأحداث في وقت تسعى فيه سقطرى إلى ترسيخ صورتها كـ"جزيرة نموذجية" في الإدارة والتنمية، بدعم إماراتي واضح، وتميّزها ببيئتها الفريدة المدرجة ضمن اليونسكو.

يُحذر خبراء من أن أي تصعيد أمني دون رؤية تنموية شاملة قد يُفشل المشروع من جذوره، ويفتح الباب أمام فوضى أكبر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق