نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الأسهم المنسيّة" في وول ستريت تترقب انتعاشة كبرى: ما القصة؟, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 06:26 صباحاً
تشهد وول ستريت بداية تحوّل لافت في توجهات المستثمرين، بعدما دفع الصعود الصاروخي لأسهم التكنولوجيا العملاقة الكثيرين إلى إعادة التفكير في مخاطر التركيز المفرط على شريحة محدودة من الشركات.
ومع تزايد التحذيرات من التقييمات المبالغ فيها والتقلبات المرتبطة بطفرة الذكاء الاصطناعي، تتجه الأنظار نحو بقية مكونات مؤشر S&P 500، المعروفة بالـ"493 المنسية"، والتي بدأت تخرج من الظل إلى دائرة الاهتمام.
يتراجع بريق ما يُعرف بـ"السبعة الكبار"، بعدما قادت المؤشر الرئيسي في وول ستريت إلى قمم تاريخية في السنوات الماضية. ومع موجات بيع متتالية في أسهم التكنولوجيا، بدأ المستثمرون يوازنون بين المخاطر والعوائد، فيبحثون عن فرص أكثر تنوعاً واستقراراً في قطاعات مثل الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية الأساسية والمرافق.
يكشف هذا التحول عن إدراك متزايد بأن الاعتماد على قلة من الأسهم ذات القيمة السوقية الضخمة لا يمكن أن يشكل قاعدة صلبة للنمو المستدام. وبينما يترقب المستثمرون سياسات الاحتياطي الفيدرالي، خصوصاً ما يتعلق بأسعار الفائدة، تبدو أسهم الشركات الأصغر مرشحة للاستفادة من السيولة المتنقلة، مما يفتح الباب أمام إعادة رسم خريطة النفوذ داخل الأسواق الأميركية.
في هذا السياق، يشير تقرير لصحيفة فايننشال تايمز، إلى أنه مع تزايد التحذيرات من المبالغة في التعرض لأسهم الشركات العملاقة، بعدما دفعت التقييمات المرتفعة وعمليات البيع في قطاع الذكاء الاصطناعي إلى تجدد المخاوف، يبدأ المستثمرون في الإقبال على أسهم "الـ493 المنسية" ضمن مؤشر S&P 500 في وول ستريت.
- تُهيمن ما يُعرف بـ"السبعة العظماء" من أسهم التكنولوجيا الأميركية على المؤشر الرئيسي في وول ستريت، وقد قادت المؤشر إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة.
- لكن هذا الأسبوع، شهد مؤشر ناسداك المركّب المهيمن عليه من أسهم التكنولوجيا عمليات بيع استمرت ثلاثة أيام متتالية، مدفوعة بمخاوف بشأن مستقبل ربحية الذكاء الاصطناعي.
- هبطت بعض أكبر الأسماء وأكثرها وزناً في السوق الأميركية، إذ تراجع سهم إنفيديا بنسبة 3.5 بالمئة في يوم واحد، ما دفع مؤشر S&P 500 إلى الانخفاض، رغم أن أسهم القيمة مثل السلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية والمرافق حققت مكاسب في الوقت نفسه.
يقول رئيس حلول الأصول المتعددة في شركة Federated Hermes داميان ماكنتاير: "نرى بعض التحول نحو الأسهم المنسية الـ493.. لقد ارتفعت أسهم السبعة العظماء بشكل كبير، ومن المنطقي التوقف قليلاً وإعادة توزيع الاستثمارات"، بحسب الصحيفة.
- يُقاس مؤشر S&P 500 بالقيمة السوقية، ما يعني أن أكبر الأسهم لها تأثيرٌ كبيرٌ على تحركات المؤشر، وقد ازداد هذا التأثير مع الارتفاع الهائل لأسهم التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة في السنوات الأخيرة.
- يبلغ تركيز الأسهم في مؤشر S&P 500مستوياتٍ تاريخية، حيث تُشكل أكبر 10 أسهم الآن 40 بالمئة من قيمة المؤشر.
- دفعت المخاوف بشأن الإفراط في التعرض لعدد قليل من الأسهم الكبيرة بعض المستثمرين إلى تخصيص استثماراتهم بدلاً من ذلك لصناديق ذات أوزان متساوية، حيث يتم إعطاء الأسهم الأصغر نفس الوزن مثل الأسهم الأكبر، مما يحد من تعرض المستثمرين لعمليات بيع في أكبر الشركات، وفق الصحيفة.
اهتمام متزايد
من جانبه، يقول خبير أسواق المال، محمد سعيد، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:
- أسهم مجموعة الشركات المعروفة بـ"493 المنسية" ضمن مؤشر S&P500 بدأت تحظى باهتمام متزايد من المستثمرين، وذلك على خلفية التراجع النسبي في أداء "السبعة الكبار" من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل إنفيديا ومايكروسوفت، لا سيما الأسبوع الماضي.
- هذا التحول يأتي نتيجة عمليات بيع مكثفة في قطاع الذكاء الاصطناعي، بعد وصول تقييمات الشركات الكبرى إلى مستويات "مبالغ فيها" أثارت مخاوف المستثمرين بشأن المخاطر المرتبطة بتركيز السوق على شريحة محدودة من الأسهم.
ويضيف: في السنوات الأخيرة، استحوذت الشركات السبع الكبرى على النصيب الأكبر من الاستثمارات بفضل نموها المذهل وقيمتها السوقية الضخمة، لكن مع المستجدات الأخيرة بدأ المستثمرون يعيدون توجيه رؤوس أموالهم نحو الشركات الأصغر والأقل شهرة في المؤشر، والتي تتميز عادةً بتقييمات أقل ومخاطر أكثر تنوعا.
ويؤكد خبير أسواق المال أن هذا التوجه الجديد يمنح المستثمرين "فرصة لتقليل المخاطر" الناتجة عن الاعتماد المفرط على عدد محدود من الأسهم شديدة التقلب، خصوصاً في ظل الشكوك المتزايدة حول استدامة المكاسب المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
كما يشير أيضاً إلى أن المستثمرين باتوا يعتبرون أسهم "493 المنسية" بديلاً أكثر استقراراً وواقعية، في الوقت الذي تواجه فيه الشركات السبع الكبرى ضغوطاً من تراجع الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسعير أسهمها عند مستويات "فلكية لا تعكس الأداء الفعلي".
ويختتم حديثه بالقول: "الأسهم المنسية لا تشهد مجرد زخماً مؤقتاً، بل من المتوقع أن تستمر في جذب السيولة باعتبارها ملاذاً أكثر استقراراً. ومع ذلك، فإن السبعة الكبار لم تنتهِ فرصهم، وإنما يمرون بمرحلة تصحيحية طبيعية، حيث بات المستثمرون يدركون أن ثمار الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى وقت أطول للنضج. هذا الواقع يعزز أهمية التنويع وبناء محافظ متوازنة في المرحلة المقبلة".
مخاوف "الفقاعة"
تشير صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها إلى تزايد المخاوف من انهيار وشيك للسوق، وهو ما سيتحول من انخفاض حاد إلى غوص عميق عندما تبدأ العناوين الرئيسية المبهجة حول عجائب الذكاء الاصطناعي في التلاشي.
انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية في الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع أن يصبح سيل الأرقام السلبية هو القاعدة قبل نهاية الشهر، وفق التقرير، الذي يضيف: "قد نعود إلى سيناريو العام 2000 مرة أخرى، ومثل انفجار فقاعة الدوت كوم قد يكون الأمر سيئاً، حيث يتخلص المستثمرون من الشركات التي كانت تبدو جيدة على الورق ولكنها الآن تشبه مسؤولية ضخمة".
- كشف تقرير حديث صادر عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن 95 بالمئة من الشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي التوليدي لم تحصل بعد على أي عوائد مالية.
- جاء هذا الكشف بعد أن حذر رئيس شركة OpenAI المالكة لتطبيق ChatGPT، سام ألتمان، من أن بعض تقييمات الشركة "مجنونة".
- قال المحلل البارز في شركة تداول العملات سويسكوت، إيبك أوزكارديسكايا: "ربما كانت تعليقات ألتمان بمثابة جرس إنذار للمستثمرين، مما أثار تراجعا حادا في الأسماء البارزة".
آفاق واسعة
يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
"نرى آفاقاً واسعة لمؤشر S&P500، خارج خارج أسهم التكنولوجيا الكبرى السبع الكبرى، حيث توجد جاذبية متزايدة للشركات الـ 493 لعدة أسباب؛ من بينها أن أي توجه من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو خفض أسعار الفائدة "سيشكل دعماً إضافياً لهذا النوع من الشركات".
أما على صعيد قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يضيف: "لقد شهدنا موجة قوية من الاندفاع في الفترة الأخيرة. وفي حال تباطأ هذا الزخم قليلاً فمن المرجح أن يتجه المستثمرون نحو قطاعات أخرى للاستفادة من فرص النمو".
ويستطرد: في الوقت الحالي، ما زالت الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي حاضرة وتشكل دعماً للشركات الكبرى، لكننا نتوقع أن تشهد السوق عملية تدوير للسيولة نحو قطاعات متنوعة، أبرزها القطاع المالي والرعاية الصحية، والتي يمكن أن تكون المستفيد الأكبر في المرحلة المقبلة."
0 تعليق