في تطورات مناخية خطيرة، أطلق الخبير الفلكي والمتخصص في الأرصاد الجوية جميل الحاج، اليوم الثلاثاء، تنبيهًا استثنائيًا يُعد الأشد تأثيرًا خلال الموسم الماطر الحالي، محذرًا من حالة جوية متطرفة تقترب من اليمن وتُتوقع أن تُغمر عشرات المناطق بأمطار غزيرة إلى "غزيرة جدًا"، يرافقها سيول جارفة ورياح عاتية قد تُسبب أضرارًا بشرية ومادية كبيرة.

2a01:4f9:c012:24e1::1

ووفق بلاغ حصل" المشهد اليمني" على نسخة منه، فإن هذه الكتلة الهوائية المُحمّلة بالرطوبة العالية قادمة من بحر العرب وخليج عدن، وتُتوقع أن تبدأ تأثيراتها اعتبارًا من اليوم الثلاثاء وتستمر حتى صباح الخميس، مع ذروة التأثيرات يومي الثلاثاء والاربعاء، مما يضع عشرات الملايين من السكان في مناطق عالية الخطورة.

18 محافظة في دائرة الخطر: أمطار غزيرة جدًا وسيول محتملة

أوضح جميل الحاج أن الحالة الجوية الخطيرة ستُصيب 18 محافظة يمنية على الأقل، تشمل:

المناطق الجبلية والمرتفعة: إب، تعز، ذمار، صنعاء، عمران، المحويت، حجة، صعدة

السواحل والسهول: الحديدة، ريمة، لحج، أبين، الضالع، شبوة، حضرموت

أجزاء من: البيضاء، مأرب، الجوف

وأشار إلى أن منطقة "غرب إب" و"شمال تعز" و"جنوب شرق الحديدة" و"جنوب غرب ووسط ذمار" ستكون من أكثر المناطق تأثرًا بكميات الأمطار الكثيفة، وقد تصل كميات الهطول في بعض المواقع إلى 80 ملم أو أكثر خلال 24 ساعة – وهي كمية تُصنف على أنها "غزيرة جدًا" وفق معايير منظمة الأرصاد العالمية.

"نواجه حالة مناخية غير مسبوقة هذا الأسبوع، قد تُسبب فيضانات وسيول جارفة، خصوصًا في المناطق التي شهدت تآكلًا في التربة أو تراكمًا للأتربة في الأودية."

– جميل الحاج، الخبير الفلكي

العاصمة صنعاء ليست بمنأى: تفاوت في الهطول بين الأحياء

وفي تفاصيل دقيقة، لفت الحاج إلى أن العاصمة صنعاء لن تكون بمنأى عن هذه الكارثة المناخية، مع توقعات بتفاوت شديد في كميات الأمطار بين الأحياء، حيث قد تشهد مناطق مثل أرَنَة، جحانة، وثُلا أمطارًا غزيرة جدًا، بينما تكتفي مناطق أخرى بأمطار متوسطة أو خفيفة.

كما حذر من رياح عاتية تصل سرعتها إلى 60 كم/س، خصوصًا في المرتفعات الغربية والشمالية، ما يزيد من خطر انهيار الجدران، وسقوط الأشجار، وانقطاع التيار الكهربائي.

الاربعاء: ذروة السيول في شبوة وحضرموت وأبين

وأكد الحاج أن يوم الاربعاء سيكون الأكثر خطورة، حيث يُتوقع تصاعد غزارة الأمطار في محافظات شبوة وحضرموت وأبين، مع احتمالات حدوث سيول جارفة في أودية مثل وادي حضرموت، وادي عَبدي، ووادي حبين، ما يهدد المزارع والبنية التحتية والطرق.

كما أشار إلى أن سواحل الحديدة وتعز وحجة والمحويت ستكون من أكثر المناطق تأثرًا بالأمطار الشديدة، مع احتمالات فيضان الأودية وانهيار التربة في المناطق الجبلية، خاصة في مديريات حرض، كُتاف، وحيد آل حمود.

تحذير رسمي: على المواطنين اتخاذ الإجراءات فورًا

دعا الخبير الفلكي جميع المواطنين، خصوصًا المقيمين قرب الأودية، أو في مناطق معرضة للانهيارات الأرضية، إلى:

تجنب العبور من الأودية أو المجاري المائية

عدم الاقتراب من السدود أو المنشآت المائية

تأمين الممتلكات والمزارع من السيول

مراقبة أطفالهم ومنعهم من اللعب في مياه الأمطار

متابعة النشرات الرسمية الصادرة عن مركز الأرصاد الجوية اليمني باستمرار

وشدد على أن أي انحراف طفيف في مسار الكتلة الهوائية قد يُغير من شدة ومكان الهطولات، لذا فإن الاستعداد المبكر هو المفتاح لتجنب الكوارث.

ما الذي يجعل هذه الحالة الجوية مختلفة؟

يُعد هذا الحدث المناخي من أكثر الحالات تهديدًا منذ موسم الأمطار الماضي، نظرًا لـ:

التقاء كتل هوائية رطبة من بحر العرب مع منخفضات جوية عميقة

ارتفاع درجات حرارة سطح البحر، ما يُعزز من تكوّن السحب الرعدية

التدهور البيئي في اليمن، الذي جعل الأراضي أكثر عرضة للتآكل والانهيارات

ووفق تقارير سابقة، تُعد السيول والفيضانات من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في اليمن، حيث تسببت في مقتل المئات وإزالة آلاف المنازل خلال السنوات العشر الماضية.