كشفت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن توقيع سلسلة من الاتفاقيات الاستثمارية والتجارية تتجاوز قيمتها الإجمالية 550 مليار دولار أمريكي، في خطوة وصفت بأنها "تحالف صناعي غير مسبوق" بين البلدين، يهدف إلى تعزيز التعاون في قطاعات الطاقة، بناء السفن، أشباه الموصلات، والبطاريات المتقدمة.

2a01:4f9:c012:24e1::1

وتشمل هذه الاتفاقيات استثمارات كورية مباشرة في السوق الأميركية بقيمة 350 مليار دولار، منها 150 مليار دولار مخصصة لدعم صناعة بناء السفن الأميركية، و100 مليار دولار لشراء الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، في إطار خطة استراتيجية لتأمين احتياجات الطاقة الكورية وتقليل الاعتماد على المصادر الآسيوية التقليدية.

ومن جهتها، وافقت واشنطن على خفض الرسوم الجمركية على الواردات الكورية بنسبة 40%، إلى جانب تقديم حوافز ضريبية للشركات الكورية العاملة في الولايات المتحدة، خاصة في مجالات التصنيع المتقدم والتقنيات الخضراء.

وقعت الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء على 11 مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي في عدد من القطاعات الصناعية من بينها الطاقة النووية والطيران، والسفن والغاز والمعادن الأساسية.

ووقّعت مذكرات التفاهم في اجتماع للأعمال بين البلدين في واشنطن، عقب القمة الأولى للرئيسين الأميركي دونالد ترامب والكوري لي جيه ميونغ.

وقال وزير الصناعة الكوري كيم يونغ-كوان إن حكومة بلاده ستقدم كل الدعم المؤسسي اللازم لإحياء التعاون الصناعي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وإيجاد فرص عمل واسعة للشركات في كلا البلدين، وفق وكالة الأنباء العمانية.

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الاتفاق بأنه "انتصار اقتصادي مزدوج"، مؤكدًا أن الشراكة تعزز من قدرة الولايات المتحدة على تأمين سلاسل التوريد الحيوية، بينما اعتبر الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ أن الصفقة "تؤسس لتحالف صناعي طويل الأجل يعزز استقلالية البلدين في القطاعات الاستراتيجية".

ويأتي هذا التحالف في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات متزايدة، وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، وتنامي الحاجة إلى تحالفات اقتصادية ثنائية قادرة على مواجهة تحديات الطاقة والتكنولوجيا واللوجستيات.