عشرة نيوز

رحلة في أعماق دماغك.. احترس من فضلك هذه الأطعمة تسبب الخرف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلة في أعماق دماغك.. احترس من فضلك هذه الأطعمة تسبب الخرف, اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 07:56 مساءً

في عالم يزداد فيه عدد كبار السن، تبرز مشكلة الخرف كواحد من أهم التحديات الصحية في عصرنا، وهذه الحالة التي تطال الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية، لم تعد مجرد مصير حتمي للتقدم في العمر، بل أصبحت موضوعاً للبحث العلمي المكثف لاكتشاف العوامل التي يمكن أن تزيد أو تقلل من خطر الإصابة بها، فيما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن النظام الغذائي قد يلعب دوراً محورياً في هذه المعادلة المعقدة، فما نضعه على موائدنا يومياً قد يكون له تأثير عميق على صحة أدمغتنا على المدى الطويل.

المشروبات المحلاة


المشروبات المحلاة بالسكر تظهر كواحد من أبرز المسببات الغذائية للخرف، هذه المشروبات التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للكثيرين، تحتوي على كميات هائلة من السكريات البسيطة التي تؤثر سلباً على منطقة الحصين في الدماغ، المسؤولة عن التعلم والذاكرة. 
الأبحاث تشير إلى أن الاستهلاك المنتظم لهذه المشروبات يضاعف خطر الإصابة بالخرف، حيث يعود ذلك إلى كثرة تناول السكريات البسيطة مثل الفركتوز والغلوكوز. كما وجدت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر أن تناول كميات كبيرة من شراب الذرة عالي الفركتوز، وخاصة من المشروبات المحلاة بالسكر، يمكن أن يؤثر سلباً على الحصين، ومع مرور الوقت، قد يزيد هذا أيضاً من خطر الإصابة باضطرابات معرفية مثل الخرف.

الكربوهيدرات المكررة

تمثل الكربوهيدرات المكررة خطراً آخر على صحة الدماغ، هذه المواد التي تتحول بسرعة إلى سكر في الجسم، تسبب ارتفاعاً حاداً في مستويات السكر والأنسولين، مما يؤثر سلباً على وظائف الدماغ المعرفية. الدراسات طويلة المدى تظهر أن الاستهلاك المستمر للكربوهيدرات المكررة يمكن أن يضر بمناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم واتخاذ القرارات. من الأمثلة الشائعة على هذه الكربوهيدرات المعجنات والكعك والخبز الأبيض والأرز الأبيض وبعض حبوب الإفطار، والتي تتميز عموماً بمؤشر غلايسيمي مرتفع، مما يعني أن الجسم يهضمها بسرعة، ما يسبب ارتفاعاً حاداً في مستويات السكر في الدم والأنسولين.

الدهون المهدرجة

الدهون المهدرجة، خاصة تلك المنتجة صناعياً، تظهر كعامل خطر مهم للإصابة بالخرف. هذه الدهون التي توجد في العديد من الأطعمة المصنعة، يمكن أن تؤثر سلباً على الذاكرة وتزيد من الالتهابات ومقاومة الأنسولين، مما يضر بالدماغ على المدى الطويل. تشير بعض الأبحاث إلى أن استهلاك كميات أكبر من الدهون المهدرجة قد يؤثر سلباً على الذاكرة وتذكر الكلمات لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً، كما قد تزيد من الالتهابات والأنسولين والكوليسترول، مما يؤثر على الدماغ. يمكن العثور على هذه الدهون في السمن النباتي وكريمة التزيين والكعكات الجاهزة.

الأطعمة المصنعة

الأطعمة فائقة المعالجة تحمل بدورها تأثيرات سلبية على الصحة المعرفية، هذه الأطعمة تسبب التهابات قد تضر بالأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، مما يؤثر على قدراته الوظيفية. الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من هذه الأطعمة يميلون لأداء أسوأ في اختبارات المهارات التفكيرية. وجدت بعض الأبحاث أن تناول أكثر من 19 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية من الأطعمة فائقة المعالجة على مدى 8 سنوات يزيد من خطر التعرض لآثار سلبية على القدرة على التفكير. تشمل هذه الأطعمة رقائق البطاطس والحلويات واللحوم الباردة والنودلز سريعة التحضير والفشار المعد في الميكروويف.

اللحوم الحمراء والأجبان

اللحوم الحمراء والأجبان كاملة الدسم، رغم قيمتها الغذائية، إلا أن الإفراط في تناولها قد يكون ضاراً بصحة الدماغ بسبب محتواها العالي من الدهون المشبعة. الدراسات تشجع على الاعتدال في استهلاك هذه الأطعمة والتركيز على البدائل الصحية مثل الأسماك والدواجن قليلة الدهون. في الواقع، يعد الحد من تناول اللحوم الحمراء مبدأ أساسياً في الحمية الغذائية التي تهدف إلى الحفاظ على قوة الذاكرة والتفكير. بالنسبة للأجبان، فإن منتجات الألبان غنية جداً بالدهون المشبعة، خاصة كاملة الدسم، ولصحة الدماغ، فإن الأجبان قليلة الدسم هي الخيار الأفضل عموماً.

الأطعمة الواقية

في الجانب المقابل، تبرز أطعمة أخرى كحلفاء أقوياء لصحة الدماغ. الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، المكسرات، التوت، والخضروات الورقية، جميعها تحتوي على عناصر غذائية تدعم وظائف الدماغ وتحميه من التدهور المعرفي. كشفت دراسة أميركية عن أن الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 وأوميغا 6 الدهنية، مثل الأسماك والمكسرات، قد تساعد على تقليل النعاس خلال النهار وتعزز اليقظة. هذه الأحماض الدهنية، الشائعة في الأنظمة الغذائية الشبيهة بالنظام المتوسطي، ترتبط بانخفاض خطر الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار.
الخرف هو حالة طبية تنطوي على تدهور متقدم في الوظائف الإدراكية بشكل يفوق التغيرات الطبيعية المرتبطة بالعمر، وهو ليس مرضاً محدداً بذاته، بل مجموعة من الأعراض التي تؤثر على الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية بشكل شديد بما يكفي للتأثير على الحياة اليومية. يتميز الخرف بفقدان التواصل بين خلايا المخ، مما يؤدي إلى تلف تدريجي في الوظائف المعرفية. آلية تطور الخرف معقدة وتشمل تراكم البروتينات غير الطبيعية في الدماغ، وضعف تدفق الدم الدماغي، والالتهاب المزمن، والإجهاد التأكسدي. هذه العمليات تؤدي في النهاية إلى موت الخلايا العصبية وفقدان أنسجة الدماغ. عوامل الخطر تشمل التقدم في العمر، والعوامل الوراثية، وإصابات الرأس، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري. مع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن العوامل الغذائية قد تلعب دوراً مهماً في إدارة خطر الإصابة بالخرف، مما يفتح آفاقاً جديدة للوقاية من خلال تعديلات بسيطة في نمط الحياة اليومي.

أخبار متعلقة :