عشرة نيوز

السيد الحوثي: المشروع الصهيوني مخطط شيطاني يستهدف الأمة والقرآن يكشف زيفه

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السيد الحوثي: المشروع الصهيوني مخطط شيطاني يستهدف الأمة والقرآن يكشف زيفه, اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 05:55 مساءً

تطرق قائد “أنصار الله” السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب له تناول فيه مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، إلى أبعاد المشروع الصهيوني ومخاطره على الأمة الإسلامية والمجتمعات البشرية.

وأكد السيد الحوثي أن اليهود الصهاينة يعتبرون إنجاز مخطط “إسرائيل الكبرى” نصًا مقدسًا ووعدًا إلهيًا يربطونه بالنصوص التي يزعمون أنها مقدّسة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يشمل نهر النيل والبحر الأحمر وصولًا إلى أجزاء واسعة من الجزيرة العربية بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة. واعتبر أن تحقيق هذا المخطط يترتب عليه سيطرة عالمية تامة للصهاينة.

وأوضح السيد الحوثي أن مئات الملايين في أمريكا وأوروبا وأستراليا باتوا يعتقدون أن دعمهم للمخطط الصهيوني مشاركة في تنفيذ “الإرادة الإلهية”، مستندين إلى معتقدات تزعم أن الله يساعد من يساعد “إسرائيل” ويعادي من يعاديها، معتبرًا أن هذه المعتقدات إنما تلبي أطماعًا استعمارية قائمة على الاستعباد والسيطرة.

وأضاف السيد الحوثي أن المعتقد اليهودي الصهيوني يتمحور حول إعادة بناء الهيكل المزعوم وهدم المسجد الأقصى، معتبرًا أن هذا العنوان يمثل محور المشروع الصهيوني الذي أحاطه اليهود بخرافات وأساطير تمثل إساءة بالغة لله سبحانه وتعالى. وأشار إلى أن الصهيونية العالمية في أمريكا وأوروبا توفر الدعم الكامل لتحقيق هذا الهدف، من خلال مؤسسات وجمعيات تنشط دعائيًا وتعبويًا وتجمع التبرعات لصالح المشروع.

ولفت السيد الحوثي إلى أن اليهود الصهاينة يتحركون ضمن تعبئة دائمة ويطبعون مشروعهم بالطابع الديني، مبينًا أن هذه الرؤية تقوم على الإفساد والسيطرة على المجتمعات البشرية، فيما ينبغي على المسلمين أن ينشطوا لفضح الزيف الصهيوني وإظهار بطلانه، كونه يمثل “جريمة القرن” بحق الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة.

وبيّن السيد الحوثي أن التحريف اليهودي للحقائق مستمر عبر الأجيال، وأن القرآن الكريم يكشف حقيقة دورهم السلبي القائم على الإفساد والعلو والاستكبار والطغيان، مؤكدًا أن فسادهم شامل في المعتقدات والأخلاق والمجتمعات. واعتبر أن نصوص المشروع الصهيوني تكشف أنه عدواني وحشي قائم على الإبادة والاستعباد ونهب الثروات، وليس فيه أي مضمون إيجابي للمجتمعات البشرية.

وأضاف السيد الحوثي أن المشروع اليهودي هو مشروع “شيطاني إجرامي”، يقوم على استعباد الشعوب، في حين أن الرسالة الإلهية قائمة على تحرير الإنسان من عبودية غير الله، داعيًا المسلمين إلى إدراك هذه الحقيقة ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يعمل منذ قرون على نشر الضلال والفساد في المجتمعات الغربية والعالم.

وأشار السيد الحوثي إلى أن الصهاينة حوّلوا الغرب إلى بؤرة للرذيلة والانحطاط، ونسفوا مكارم الأخلاق، وروّجوا للشذوذ والفواحش والإباحية والمخدرات والخمور، مؤكدًا أن اليهود هم مصدر الإلحاد والمعتقدات الباطلة.

وانتقد السيد الحوثي الدعم الغربي للمشروع الصهيوني الذي يشن عدوانًا وحشيًا على قطاع غزة منذ 22 شهرًا، متسائلًا كيف يمكن اعتبار هذا المشروع مقدسًا وهو قائم على الإبادة والإجرام؟!، معتبرًا أن نهايته ستكون “الضربة الإلهية القاصمة”.

وأكد السيد الحوثي أن القرآن الكريم هو المشروع الإلهي الحق الذي يمثل الرحمة للعالمين، داعيًا أبناء الأمة الإسلامية والمجتمعات البشرية إلى النظر لليهود الصهاينة من زاوية القرآن الكريم والواقع، وعدم الانخداع بالدعايات المضللة.

كما شدد السيد الحوثي على أن الصراع مع اليهود الصهاينة حتمي ولا يمكن التعايش معهم، معتبرًا أن معظم السياسات في الأمة قائمة على “نظرة غبية” تساهم في ظلم الشعب الفلسطيني. وأكد أن المطلوب اليوم إصلاح الواقع الداخلي للأمة للتحرك بشكل صحيح في مواجهة المشروع الصهيوني، والتعامل مع وعد الله الحق بثقة وإيمان.

وأشار السيد الحوثي إلى أن المسلمين أصحاب القضية العادلة، وأن المنهج القرآني نور حقيقي لا يتضمن أي توجه عدواني، في حين أن الصهاينة هم من صنعوا “التكفيريين” لتشويه الإسلام وإبعاد الأمة عن مواجهتهم.

وأكد السيد الحوثي على أن ثبات المجاهدين في قطاع غزة دليل بيّن على إمكانية مواجهة المشروع الصهيوني والانتصار عليه في إطار وعد الله الحق.

صمود المقاومة في غزة ورسائل الأمة المخذولة تجاه العدوان الإسرائيلي

وأشاد قائد “أنصار الله” السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بفاعلية المقاومة الفلسطينية وصمودها رغم محدودية الإمكانات، ومؤكدًا في الوقت ذاته تورط أنظمة عربية في دعم العدو الإسرائيلي.

وأوضح السيد الحوثي أن فاعلية المجاهدين في قطاع غزة، رغم تواضع قدراتهم مقارنة بما يمتلكه العدو الإسرائيلي من ترسانة عسكرية ودعم أمريكي وغربي، شكلت مفاجأة كبيرة للاحتلال. وأشار إلى أن عمليات كتائب القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة نكّلت بالعدو الإسرائيلي، الذي فوجئ بمستوى الأداء الفاعل بعد مرور كل هذه الفترة الزمنية الطويلة من العدوان.

وأكد أن العدو الإسرائيلي يواجه أزمة حقيقية في القوى البشرية لدرجة التفكير في جلب مقاتلين من الجاليات اليهودية ومرتزقة من بلدان أخرى، إضافة إلى أزمة داخلية متفاقمة في مسألة تجنيد الحريديم. وأشار إلى أن هذا الأسبوع شهد عمليات فعّالة نفذتها كتائب القسام وسرايا القدس إلى جانب الفصائل الأخرى في قطاع غزة.

ونقل السيد الحوثي رسالة لأحد المجاهدين الفلسطينيين أثناء اشتباك في عملية خان يونس، قال فيها: “نقول للأمة جمعاء نحن حجة عليكم، لا حجة لكم، لا سامح الله من تخاذل، ولا سامح الله من ترك غزة وحدها، وحسبنا الله ونعم الوكيل”. وعلّق بأن هذه الرسالة تجسّد وجدان كل مجاهد في غزة، وتمثل لسان حالهم تجاه تخاذل أمة الملياري مسلم.

وأضاف أن تخاذل الأمة الإسلامية المخزي لن يُسامحها الله عليه، وهي التي تمتلك الإمكانات والقدرات والعدد والعدة، مشددًا على أن حال الأمة بات أكثر من مجرد تخاذل، إذ وصل الأمر إلى تعاون بعض أبنائها مع العدو الإسرائيلي.

وتوقف السيد الحوثي عند ما وصفه بالفضيحة المتعلقة بالسفينة السعودية التي كُشف أمرها في أحد الموانئ الإيطالية وهي تحمل السلاح للعدو الإسرائيلي، متسائلًا: “هل النظام السعودي الذي يملك أكبر احتياطي نفطي في العالم يعمل حمالًا بالأجرة كي يحصل على مقابل من العدو الإسرائيلي؟”، مؤكّدًا أن ما يقوم به النظام السعودي ليس نقلًا بالأجرة، بل دعم مباشر للعدو بالسلاح، وهو ما يعكس دورًا داعمًا عسكريًا للاحتلال.

كما تناول الصفقة التي عقدها النظام المصري مع الكيان الإسرائيلي بقيمة خمسة وثلاثين مليارًا تحت عنوان الحصول على الغاز، واصفًا إياها بالكارثة والدعم الفاعل للعدو. وقال إنه كان بالإمكان أن تستثمر مصر هذا المبلغ الهائل في مشاريع داخلية أو أن تحصل على الغاز من أي بلد إسلامي.

وأعرب عن أسفه للحالة السلبية في العالم العربي، معتبرًا أنها تؤثر على بقية الدول الإسلامية، لافتًا إلى أن بعض الأنظمة العربية تعادي الدول التي تدعم فلسطين، كما هو حالها مع إيران. وأكد أن تبني نزع سلاح حركة حماس ليس سوى موقف سعودي تتبناه أنظمة عربية أخرى، بل وحتى السلطة الفلسطينية، مشددًا على أن المطالبة بنزع سلاح المقاومة في لبنان تمثل بدورها دعمًا صريحًا للاحتلال الإسرائيلي.

الجمود العربي تجاه فلسطين يخالف الجدية المطلوبة والعدو يتحرك عمليًا

وأشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى غياب الجدية في الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية ومخططات الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح السيد الحوثي أن حالة الجمود في معظم البلدان العربية والإسلامية ليست صدفة، بل هي نتيجة قرارات سياسية من الأنظمة، مشيرًا إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي بعد إحراق المسجد الأقصى قبل عشر سنوات أصدرت قرارًا بتشكيل لجنة لوضع استراتيجية مشتركة لتحرير القدس، إلا أنه لم يتحرك أي عمل عملي بعد ذلك.

ولفت إلى أن أكثر من 45 عامًا مرت منذ قرار منظمة المؤتمر الإسلامي دون أي تحرك فعلي أو رؤية واضحة أو خطوات عملية، معتبرًا أن مسار المنظمة لا يعكس الجدية ولا الانخراط الصادق مع الله أو شعوب الأمة وقضاياها. وأشار إلى أن تعامل المنظمة يعكس غياب الإرادة والتوجه الحقيقي للقيام بموقف عملي تجاه الخطر الذي يهدد الأمة جمعاء.

وأشار السيد الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي، بقيادة نتنياهو، يتحدث عن مشروع عملي لإقامة “إسرائيل الكبرى”، وهو ما يعني السيطرة على بلدان المنطقة واستعباد شعوبها، بينما تقتصر الدول العربية على إصدار بيانات إدانة ورقية جامدة دون أي تحرك عملي.

وأضاف أن الضمير الإنساني في العالم بدأ يستفيق للتحرك مع الشعب الفلسطيني، لكنه في بعض البلدان العربية يشهد موتًا متزايدًا، وهو أمر مؤسف حسب تأكيده.

استمرار العمليات اليمنية المساندة ودعوة للخروج المليوني نصرةً لفلسطين وكرامة الأمة

وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على استمرار العمليات اليمنية المساندة ودور الشعب اليمني في تحريك الوعي الإسلامي والدعم للفلسطينيين.

وأشار السيد الحوثي إلى أن عمليات الإسناد اليمنية مستمرة، حيث استمرت هذا الأسبوع العمليات باتجاه يافا المحتلة، ونفذت عمليتين باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر لاستهداف سفينتين مخالفتين لقرار الحظر. وأضاف أن حصيلة العمليات المساندة منذ بداية شهر صفر حتى الآن بلغت 42 عملية، شملت صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة.

وأوضح أن الحظر على الملاحة الإسرائيلية محكم عبر مسار البحر الأحمر إلى باب المندب وخليج عدن والبحر العربي، مع استمرار تعطيل ميناء أم الرشراش. ولفت إلى أن الأنشطة الشعبية في اليمن مكثفة جدًا، وأبرزها المؤتمر السنوي الموسع لعلماء اليمن الذي نظمته رابطة علماء اليمن وخرج ببيان مهم، داعيًا علماء الدين في بقية البلدان الإسلامية إلى التحرك بمثل هذا المستوى من الجدية والمسؤولية.

وأشار السيد الحوثي إلى أن الأنشطة الجامعية ضخمة، حيث شهدت مسيرات في عدة جامعات بصنعاء والحديدة وذمار والبيضاء والجوف والمحويت وعمران وصعدة، مؤكدًا أن الصوت الأكاديمي والجامعي في اليمن هو الوحيد على مستوى العالم الإسلامي. وأضاف أن الوقفات والمناورات والمسيرات والأنشطة المتنوعة مكثفة، وبلغت مسيرات يوم الجمعة في الأسبوع الماضي 1375 مسيرة ووقفة، وهو فضل من الله.

وشدد السيد الحوثي على أن التحرك في سبيل الله لمواجهة ما وصفه بـ”جريمة القرن” يمثل اختبارًا كبيرًا، وأن من الشرف للإنسان الحفاظ على إنسانيته وكرامته من خلال التحرك بمسؤولية وامتلاك موقف واضح. وأوضح أن التحرك من الإيمان يتجسد في الوقوف في وجه العدو الإسرائيلي ومخططه العدواني والإفسادي والإجرامي الوحشي، مؤكّدًا أن من يخضع للعدو الصهيوني أو يقبل الاستعباد ليس له إيمان ولا حكمة ولا عزة أو شرف.

واختتم السيد الحوثي خطابه بالدعوة إلى المشاركة في الخروج المليوني الواسع يوم غد الجمعة في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل واجبًا شرعيًا وواجبًا وطنيًا تجاه الأمة وقضاياها العادلة.

المصدر: موقع المنار

أخبار متعلقة :