عشرة نيوز

خطة نتنياهو الجديدة لغزة.. 7 أسباب تهدد بـ«الفشل»

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطة نتنياهو الجديدة لغزة.. 7 أسباب تهدد بـ«الفشل», اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 10:58 صباحاً


تستعد إسرائيل لشنّ هجوم واسع على مدينة غزة والمخيّمات الوسطى منتصف سبتمبر/أيلول، في محاولة جديدة لإسقاط حركة حماس واستعادة الرهائن.

وبحسب تقارير إعلامية عبرية، سيجري استدعاء أكثر من 60 ألف جندي احتياط للانضمام إلى العملية التي وُصفت بأنها “مرحلة حاسمة” في الحرب. كما سيتم إصدار أوامر لمليون فلسطيني بالإخلاء القسري، تمهيدًا لاجتياح بري واسع يستهدف قلب القطاع.

لكن صحيفة التايمز البريطانية ترى أنّ هذه الخطة ليست سوى نسخة مكررة من محاولات سابقة انتهت إلى الفشل، لأسباب جوهرية لا تزال قائمة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وعددت الصحيفة أبرز الأسباب التي تجعل “النصر الكامل” الذي يروّج له بنيامين نتنياهو هدفًا بعيد المنال.

1 – معضلة الرهائن: قيد على القرار العسكري

تشير التقديرات إلى ان عدد الرهائن الإسرائيليين المتبقّين لدى حماس يبلغ نحو 50 شخصا، بينهم 30 يُعتقد أنهم قُتلوا و20 ما زالوا على قيد الحياة.

هذه الحقيقة تفرض قيدا ثقيلا على أي قرار عسكري. فالهجوم على المناطق المكتظة، وخصوصا المخيّمات الوسطى التي يُحتجز بعض الرهائن داخلها، قد يؤدي إلى مقتلهم.

والتجربة السابقة في النصيرات تُبرز حجم المخاطرة: ففي يونيو/ حزيران الماضي، نجحت وحدة إسرائيلية خاصة في تحرير أربعة رهائن، لكن العملية تسببت بمقتل أكثر من 270 فلسطينيا وفق وزارة الصحة في غزة.

ومثل هذه النتائج تجعل أي عملية جديدة محفوفة بالمخاطر، وتطرح السؤال ذاته: كيف يمكن القضاء على حماس دون التضحية بمن تسعى إسرائيل إلى إنقاذهم؟

2 – غياب رؤية لليوم التالي

رغم شعارات “القضاء على حماس”، لا تقدّم حكومة نتنياهو أي تصور لمرحلة ما بعد الحرب. فلا توجد خطة لإدارة غزة، ولا آلية لحكم مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف نزوح مستمرة. وحتى اليوم، ترفض إسرائيل إشراك السلطة الفلسطينية أو أي إطار دولي كبديل مدني.

هذا الفراغ السياسي يعني أن أي “انتصار عسكري” سيتحوّل سريعا إلى فوضى تعيد إنتاج حماس أو حركات أخرى. فالتاريخ أثبت أن تفريغ الساحة دون بديل سياسي دائم يؤدي فقط إلى إعادة تشكيل المقاومة في أشكال أكثر صلابة.

3 – طبيعة الحرب الحضرية: معركة لا تُحسم

غزة مدينة كثيفة ذات بنية تحتية معقّدة من الأنفاق والأحياء المتلاصقة. ومنذ عام 1948، تحولت المخيمات إلى بؤر للمقاومة، وهو ما يجعلها أرضا مثالية لحرب العصابات.

والتجارب السابقة في أحياء مثل الزيتون وجباليا أظهرت أن سيطرة الجيش الإسرائيلي مؤقتة. فمقاتلو حماس ينسحبون عند الاقتحام ثم يعودون بعد انسحاب القوات. “لعبة الكرّ والفرّ” هذه تحوّل الاحتلال الكامل إلى عملية استنزاف مستمرة، غير قابلة للاستدامة عسكريا أو سياسيا.

4 – ضغط المدنيين والشرعية الدولية

أي عملية عسكرية واسعة النطاق تعني نزوح مئات الآلاف من المدنيين. وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن خطة سبتمبر/ أيلول تشمل إصدار أوامر إخلاء لمليون فلسطيني.

وصور النزوح الجماعي والدمار الشامل ستثير موجة جديدة من الغضب الدولي، خاصة مع تزايد الانتقادات الأوروبية والأمريكية للحرب.

وحتى داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، هناك إدراك بأن العملية لا يمكن أن تبدأ من دون “غطاء شرعي دولي”. لكن بالنظر إلى حجم الكارثة الإنسانية المتوقعة، يبدو الحصول على هذا الغطاء شبه مستحيل.

5 – انقسام داخلي واستنزاف سياسي

خرج آلاف المتظاهرين في تل أبيب مؤخرا ضمن احتجاجات أسبوعية تطالب بصفقة عاجلة للإفراج عن الرهائن. ويرى الكثير من عائلات الأسرى أن توسيع الهجوم لن يؤدي إلا لتعريضهم لمزيد من الخطر.

هذا الضغط الشعبي يعكس انقساما عميقا داخل المجتمع الإسرائيلي بين من يطالب بالحسم العسكري، ومن يرى أن السبيل الوحيد هو التفاوض مع حماس.

في المقابل، يرفض نتنياهو، المحاصر بأزماته السياسية والجنائية، التراجع ويعتبر أن أي وقف للحرب “انتصار لحماس”. هذا الانقسام يضعف قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات استراتيجية متماسكة، ويجعلها أسيرة لحسابات سياسية داخلية أكثر من كونها عسكرية.

6 – مأزق المفاوضات: فرصة ضائعة

في الوقت نفسه، وافقت حماس هذا الأسبوع على صفقة جزئية تتضمن الإفراج عن عشرة رهائن أحياء وجثامين 18 آخرين مقابل هدنة لمدة 60 يوما. غير أن نتنياهو رفض العرض، مصرا على الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة.

هذا الرفض يعكس تناقضا جوهريا في الموقف الإسرائيلي: فبينما تسعى الحكومة إلى استعادة الرهائن عبر العمل العسكري، فإنها تغلق الباب أمام أي تسوية قد تؤدي إلى إنقاذهم دون سفك مزيد من الدماء. وهكذا تبدو إسرائيل وكأنها تراهن على معركة لا يمكن أن تحقق فيها أهدافها الكاملة.

7 – فشل الاستراتيجيات السابقة

منذ اندلاع الحرب، نفّذت إسرائيل عمليات متكررة تحت مسميات مختلفة — “مركبات جدعون”، “مركبات جدعون 2” — لكنها جميعًا توقفت عند أبواب غزة والمخيّمات الوسطى. ولم يكن السبب نقصا في القوة العسكرية، بل غياب الإجابة عن السؤال الأساسي: كيف يمكن هزيمة حركة متجذّرة بين المدنيين من دون التسبب في كارثة إنسانية أو الإضرار بالرهائن؟

وتكرار النهج نفسه، مع زيادة عدد الجنود أو شدّة القصف، لن يغيّر النتيجة. بل على العكس، قد يؤدي إلى تورّط أعمق في مستنقع استنزاف طويل الأمد.

وخلصت الصحيفة إلى أن الخطة الإسرائيلية الجديدة تبدو أقرب إلى محاولة للهروب إلى الأمام، وليست استراتيجية حقيقية للحسم. فغياب رؤية سياسية لما بعد حماس، ومعضلة الرهائن، وصعوبة القتال في بيئة حضرية مكتظة، إلى جانب الضغوط الداخلية والدولية، تجعل “النصر الكامل” هدفًا وهميًا.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR

أخبار متعلقة :