نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التاج البريطاني وترامب.. من رمز بروتوكولي إلى لاعب جيوسياسي مؤثر, اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 02:39 مساءً
تطور لافت، شهدته العلاقة بين العائلة المالكة البريطانية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تحول معه التاج من رمز بروتوكولي إلى لاعب مؤثر في المشهد الجيوسياسي.
فمنذ الزيارة الأولى لترامب إلى لندن عام 2018، بدا ولعه الواضح بالعائلة المالكة. وكان اللقاء الخاص الذي جمعه بالملكة الراحلة إليزابيث الثانية في قلعة وندسور حول فنجان شاي، بداية لما سيصبح لاحقا ركيزة في علاقتهما.
وتكشف روايات من داخل القصر عن طبيعة اللقاء الدافئة، التي نفت ما تردد لاحقا عن «فظاظة» ترامب، مؤكدة أن البروتوكول الملكي لم يُنتهك.
لقاءات تتجاوز البروتوكول
وتشير معلومات من الحاضرين إلى أن ذلك اللقاء، الذي امتد لضعف مدته المقررة (40 دقيقة بدلا من 20)، تجاوز المجاملات التقليدية إلى مناقشة سياسية ومواطن اهتمام مشتركة، مثل الأصول الاسكتلندية والاستثمارات العقارية.
وقد وصف ترامب اللقاء لاحقاً، حتى بعد مغادرته البيت الأبيض، بأنه “قطعة من التاريخ على أعلى مستوى”.
العهد الجديد
وبعد رحيل الملكة إليزابيث الثانية وصعود الملك تشارلز الثالث إلى العرش، لم ينقطع هذا الخيط الاستراتيجي. بل رأت الحكومة البريطانية في الملكية قناة اتصال حيوية للتعامل مع إدارة ترامب.
وتجلى ذلك مبكرا في باريس أواخر عام 2024، خلال حفل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام، حيث امتد اللقاء بين ترامب (الرئيس المنتخب آنذاك) والأمير ويليام لثلاثة أضعاف وقته المقرر، في حديث ودي عن الملكة الراحلة.
هذا التقارب توج عندما حمل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال لقائه ترامب في البيت الأبيض، رسالة من الملك تشارلز الثالث تتضمن دعوة رسمية لزيارة دولة ثانية – وهو أمر نادر في الأعراف الملكية. وقبل ترامب الدعوة على الفور أمام وسائل الإعلام، واصفا إياها بـ«التكريم».
غير أن هذا الإعلان العلني أثار انتقادات داخل أروقة القصر الملكي، حيث رأى مخضرمون في البروتوكول أنه أخلَّ بالأصول الدبلوماسية المتعارف عليها، معتبرين أن المسؤولية تقع على عاتق ستارمر أكثر من ترامب.
تخفيف الأزمات
وفي الوقت ذاته، برز دور العاهل البريطاني كوسيط خفيّ في نزاع دبلوماسي محتمل. فمع تصاعد التوتر بين ترامب وكندا بسبب تهديداته بفرض رسوم وتصريحاته المثيرة للجدل، لجأ رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، إلى الملك.
وجاء خطاب الملك تشارلز الثالث في افتتاح البرلمان الكندي ليبعث برسالة واضحة لكنها دبلوماسية، مؤكدا أن القيم الكندية “لا يمكن لأي قوة أجنبية انتزاعها”، ومشدداً على أن العلاقة مع واشنطن يجب أن تقوم على “الاحترام المتبادل بين دولتين ذات سيادة”.
اختبار لدور التاج
وقد أظهرت هذه الأحداث تعقيد الموقف الدستوري للملكية، حيث وجد التاج البريطاني نفسه في قلب معادلة جيوسياسية دقيقة، متحديا ما يُعرف بـ “قابلية التاج للانقسام” – أي قدرته على تمثيل مصالح متعددة ومتباينة لدول الكومنولث.
ورغم هذه التحديات، أثبتت الملكية خلال عام 2025 أنها لا تزال إحدى أهم أدوات القوة الناعمة التي تعتمد عليها لندن في تعزيز نفوذها على الساحة العالمية، متجاوزة بذلك الشكوك السابقة حول جدواها في العصر الحديث.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR
0 تعليق