ظبية راشد.. مهندسة إماراتية تحلّق بحلمها خارج قمرة القيادة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ظبية راشد.. مهندسة إماراتية تحلّق بحلمها خارج قمرة القيادة, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 11:22 مساءً

لم تحقق ظبية راشد حلمها بتولي قمرة القيادة والتحليق في السماء ككابتن طيّار، لكن الحياة قادتها إلى مجال لا يقل إثارة وتعقيداً، إذ اختارت دخول عالم هندسة الطيران، لتسلك مساراً مهنياً زاخراً بالإنجازات، ولم يقتصر شغف المهندسة الشابة عند حدود عملها التقني، بل تجاوز ذلك ليصبح رسالة ومعرفة تشاركها مع جمهور واسع، إذ أصبحت اليوم صوتاً بارزاً في مجال صناعة المحتوى المتخصص بالطيران والسفر، وتقدّم تقييمات احترافية لتجارب المطارات وشركات الطيران، وتسهم في رفع وعي الجمهور بأدق تفاصيل هذا القطاع الحيوي.

وعن بداياتها مع هذه العوالم المحلقة، قالت ظبية راشد لـ«الإمارات اليوم»: «منذ الصغر كنت أحمل فضولاً كبيراً بالطيران والتقنيات الخاصة بالطائرات، وكان حلمي أن أكون كابتن طائرة، ولكن لم يكن تحقيق هذا متاحاً، فقررت دخول عالم هندسة الطيران، للتعرف أكثر إلى الطائرات وما تحمله من تقنيات، وطرق صيانتها».

وأضافت: «تحمل هندسة الطيران الكثير من التحديات كغيرها من الميادين، ولكنها تُعد مجالاً محتكراً، إلى حد ما، من الرجال، وبالتالي دخول المرأة يُشكل تحدياً، ولكنه تحدٍ ممتع يحمل في طياته كسر الصورة النمطية التي يضعها المجتمع عن المرأة في هذا المجال، فضلاً عن تحدي العمل وفق طبيعة دوام يتبدل جدوله بين نهاري ومسائي، ومدته تصل إلى 12 ساعة، ولهذا كان لابد من زيادة المعرفة والخبرة للتغلب على هذه الصعوبات».

الشغف يزيد

وأكدت ظبية أن شغفها بالطائرات زاد بعد أن دخلت هذا العالم، خصوصاً أنها باتت على معرفة بتقنيات الطائرات، معتبرة أن المرأة تمتلك الإحساس بالأشياء وتحب الحفاظ عليها، وهذا ما يجعلها ناجحة.

وأشارت إلى أن مهندسات الطيران يكن حريصات جداً على الطائرات، ومع التطور الحاصل في المجتمع، يمكن للمرأة أن تكون في مختلف المجالات بهذا القطاع، وليس الهندسة فحسب، لافتة إلى أن مجال الطيران بات يجتذب الكثيرات من الفتيات، لكن هناك بعض الأهالي يخافون على بناتهم من اقتحام هذا المجال، ولكنها على المستوى الشخصي حظيت بدعم العائلة.

وسائل التواصل

اختارت ظبية كذلك طرح رسائل من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي، إذ باتت تقدم محتوى خاصاً بالطيران، مرجعة ذلك إلى عدم وجود صنّاع محتوى إماراتيين في مجال الطيران، لاسيما أنها تلقت الكثير من الأسئلة من قبل المقبلين على دخول الجامعة حول هذا التخصص، وكشفت أنها بدأت بصناعة المحتوى الخاص بعالم الطيران وما يحمله من متعة، وانتقلت منه إلى تقديم تقييمات احترافية مرتبطة بتجارب السفر، وكذلك بالمطارات.

ومن صلب دراستها، عملت المهندسة الإماراتية على توسيع نطاق المحتوى الخاص بالطيران، فدخلت مجال تقييم الشركات والمطارات بشكل احترافي وبأسلوب يخدم مختلف شرائح المجتمع، معتبرة أن التحدي الأبرز في صناعة المحتوى، يكمن في الاستمرارية، فطرح الأفكار الجاذبة للمشاهد ليس سهلاً، لاسيما في قطاع الهندسة الذي قد لا يكون جاذباً للبعض، مشددة على أنه لابد من تقديم الرسالة والمعرفة بشكل ممتع وجاذب، مع أهمية وجود الصدقية في صناعة المحتوى.

تقييم التجارب

تعتمد ظبية راشد على معايير أساسية في تقييمها لتجارب السفر، وأولها الأمن والسلامة، ثم تجربة المسافر في المطار، والاختلاف الذي تلاحظه في المطارات، ثم تأخذ في عين الاعتبار المعايير الهندسية في الطائرة، ومنها على سبيل المثال مساحة الكراسي، والخدمات، وتناسبها مع درجة بطاقة السفر، مؤكدة أن الجمهور يتفاعل مع هذا المحتوى، لأنها تعكس التجربة بصدقية عالية.

ورأت أن هذا المحتوى يحمل صعوبات عدة، إذ يتطلب الكثير من السفر من أجل الاستمرارية، مع التخطيط المسبق، ما يستدعي التجهيز لوقت طويل من أجل صناعة فيديو واحد متميز، وبهدف التنويع في المحتوى تلجأ إلى تقديم مقاطع مختصة بعالم الهندسة، وكذلك الفعاليات الخاصة بالطيران، مشيرة إلى أن المحتوى الذي تقدمه يسهم في تشجيع الجمهور على اختيار وجهات معينة للسفر.

معايير عالمية

وحول مطار دبي بشكل خاص، ذكرت ظبية أنه يتمتع بمعايير عالمية المستوى، علاوة على موقعه الاستراتيجي الذي يجمع بين الشرق والغرب، ويمتلك كفاءة عالية للرحلات الطويلة، والتقدم التكنولوجي فيه عالٍ جداً، ما يمنح المسافر تجربة شديدة التميز، كما أشادت بالتجربة في مطار سنغافورة أيضاً، إذ يحمل الكثير من التفاصيل الممتعة لجميع أفراد الأسرة.

ورأت أن صناعة المحتوى تتطلب مواكبة التطورات التقنية، ولذا تعمل حالياً على تطويع تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونصحت صناع المحتوى بالصدقية، والأخذ بعين الاعتبار مختلف شرائح المجتمع، والتركيز على أن صانع المحتوى يحمل مسؤولية اجتماعية، ويقدم صورة تعكس سمعة الإمارات، فلابد من الحرص عليها.

حلم «الأكاديمية»

عبّرت المهندسة ظبية راشد عن حلمها بتأسيس أكاديمية تدعم عالم الطيران، وتكون مترابطة مع الذكاء الاصطناعي، ومكاناً مخصصاً للأبحاث المرتبطة بالاستدامة كذلك، وأشارت إلى أنها تقوم حالياً بالأبحاث حول الاستفادة من الاستدامة في الطائرات، ومنها على سبيل المثال البطانيات التي باتت تصنع من البلاستيك، وغيرها من التفاصيل التي قد تصنع فرقاً، ورأت أنه يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالعطل قبل حدوثه، وبالتالي تتم أعمال الصيانة قبل الخلل؛ ما يؤدي إلى تخفيف الحوادث.

ظبية راشد:

• مجال هندسة الطيران ليس سهلاً، وهو محتكر إلى حد ما من الرجال، ودخول المرأة فيه يُشكل تحدياً.

• صانع المحتوى يحمل مسؤولية اجتماعية، إذ يقدّم صورة تعكس سمعة الإمارات، مع أهمية الصدقية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق