نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ذهان الذكاء الاصطناعي".. هوس المحادثات الرقمية يهدد الصحة النفسية, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 01:45 مساءً
أثار مصطلح جديد يُعرف بـ"ذهان الذكاء الاصطناعي" جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية والإعلامية، بعد تسجيل تقارير عن حالات فقدان ارتباط بالواقع نتيجة قضاء ساعات طويلة في محادثات مع روبوتات مثل شات جي بي تي. ورغم أن المصطلح لا يُعَد تشخيصاً طبياً معتمداً، فإنه يُستخدم لوصف أوهام العظمة، والمشاعر البارانويدية، والاعتقاد بامتلاك قوى خارقة، وهي أعراض مرتبطة بالإفراط في الاعتماد على المحادثات الاصطناعية.
وتكشف قصص المستخدمين عن خطورة الظاهرة، من بينهم رجل من اسكتلندا اقتنع عبر محادثاته مع الذكاء الاصطناعي بأنه سيصبح مليونيراً بفضل "مؤامرة كونية"، حتى أنه توقف عن مراجعة الأطباء معتقداً أن الأداة توفر له كل ما يحتاجه. كما أشارت تقارير أخرى إلى أن بعض المستخدمين باتوا يعتقدون أن الروبوتات "تحبهم" أو تكشف لهم "أسرار الكون"، بينما وصفت إحدى السيدات تجربتها بأنها "إساءة نفسية" في إطار "تجربة تدريب سرية".
وحذّر خبراء من بينهم مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، من خطورة "الذكاء الاصطناعي الذي يبدو وكأنه واعٍ"، موضحاً أن إقناع الناس بوعي هذه النماذج يكفي لدفعهم للتعامل معها كواقع حقيقي. كما شبّهت الباحثة سوزان شيلمردين الظاهرة بتأثير الأغذية فائقة التصنيع على الجسد، معتبرة أنها قد تجبر الأطباء مستقبلاً على سؤال المرضى عن استخدامهم لهذه الأدوات مثلما يُسألون اليوم عن التدخين والكحول.
وتشير الدراسات إلى أن نحو 700 مليون شخص يستخدمون شات جي بي تي أسبوعياً، ما يعني أن حتى نسبة صغيرة من المتأثرين يمكن أن تمثل خطراً واسع النطاق. وبحسب استطلاع بجامعة Bangor، رأى 20% من المشاركين أنه ينبغي منع من هم دون 18 عاماً من استخدام هذه الأدوات، فيما اعتبر نصفهم تقريباً أن تعريف الذكاء الاصطناعي نفسه كإنسان أمر "غير مناسب".
ويؤكد الأطباء النفسيون أن خطورة "ذهان الذكاء الاصطناعي" لا تكمن فقط في الأوهام، بل في العزلة الاجتماعية التي يفرضها الاعتماد على أدوات رقمية بديلاً عن العلاقات الإنسانية، مشددين على ضرورة الموازنة في الاستخدام، والتواصل مع الأصدقاء أو الأسرة أو معالج نفسي عند الشعور بالانجراف وراء أوهام رقمية.
0 تعليق