نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرياضة والدماغ.. تمارين تقلل خطر الخرف مع التقدم في العمر, اليوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 07:55 مساءً
في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن التقدم في السن وظهور أمراض مثل الألزهايمر والخرف، تؤكد الأبحاث العلمية الحديثة أن ممارسة النشاط البدني ليست فقط وسيلة لتحسين اللياقة الجسدية، بل قد تكون أحد المفاتيح الأساسية لحماية الدماغ وتعزيز وظائفه على المدى الطويل.
دراسة جديدة نشرتها مجلة Alzheimer's & Dementia سلطت الضوء على الرابط بين ممارسة التمارين الرياضية وتحسين صحة الدماغ عبر زيادة مستويات بروتينات معينة مسؤولة عن التواصل العصبي، مما قد يسهم في تأخير أو تقليل خطر الإصابة بالخرف.
تمارين الرياضة وتأثيرها على الدماغ
أثبتت الدراسة أن التمارين البدنية المنتظمة ترفع مستويات بروتينات حيوية تُعرف بدورها الأساسي في تقوية نقاط الاشتباك العصبي، وهي المناطق المسؤولة عن نقل الإشارات الكهربائية بين خلايا الدماغ. هذه الإشارات هي جوهر التفكير والذاكرة والإدراك.
تقول كايتلن كاساليتو، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، إن “كل أفكارنا وذكرياتنا تنبع من تلك النقاط العصبية، وهي المواقع التي يتم فيها تبادل الإشارات”. ومع تقدم العمر، يصبح الحفاظ على سلامة هذه النقاط أمرًا حاسمًا في مقاومة التدهور المعرفي.
نشاط كبار السن
المثير في نتائج الدراسة أنها شملت أشخاصًا تتراوح أعمارهم بين 70 و80 عامًا، ممن تبرعوا بأدمغتهم لأغراض البحث العلمي، وتم تتبع نشاطهم البدني كجزء من "مشروع الذاكرة والشيخوخة" بجامعة راش الأمريكية.
النتائج كشفت أن الأشخاص النشيطين بدنيًا كانت لديهم مستويات أعلى من البروتينات الوقائية في أنسجة أدمغتهم، حتى في حال وجود مؤشرات للإصابة بمرض الألزهايمر.
تشير كاساليتو إلى أن "كل حركة لها قيمة"، مؤكدة أن الدماغ يستجيب بشكل إيجابي ومستمر للنشاط البدني، حتى في مراحل متقدمة من العمر.
كيف تعمل البروتينات على دعم صحة الدماغ؟
الدماغ السليم يعتمد على التوازن الدقيق للبروتينات في نقاط الاشتباك العصبي، لضمان سلاسة انتقال الإشارات العصبية. وتقول كاساليتو: "هناك العديد من البروتينات التي تنظم هذا الاتصال، ويجب أن تكون موزونة بشكل جيد لتعمل النقاط العصبية بأقصى كفاءة".
هذا التوازن يحافظ على المرونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على إعادة تشكيل وتحديث مساراته باستمرار، مما يعزز الوظائف الإدراكية ويحمي من التدهور.
وتُظهر الدراسات السابقة أن ممارسة التمارين بانتظام يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تتراوح بين 30 و80%. ورغم أن الباحثين لم يفهموا كامل التفاصيل البيولوجية لهذا التأثير، إلا أن هذه الدراسة تفتح الباب لفهم أعمق.
توضح كاساليتو أن الرابط بين النشاط البدني وارتفاع مستويات البروتينات العصبية يمثل مؤشراً قوياً على أن التمارين قد تكون وسيلة فعالة لتعزيز صحة الدماغ، حتى لو لم تُثبت بعد أنها السبب المباشر.
150 دقيقة أسبوعيًا
تنصح الدراسة، وكذلك عدد من الأطباء وخبراء الأعصاب، بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيًا، سواء عبر المشي، أو تمارين اللياقة الخفيفة، أو أي نشاط بدني منتظم.
وتضيف كاساليتو: “المشي وحده ثبت أنه يقلل من خطر التدهور المعرفي”، مشيرة إلى أن هذا التأثير يحدث بغض النظر عن وجود مؤشرات على مرض الألزهايمر لدى الشخص.
نصيحة لكبار السن
هيذر سنايدر، نائب رئيس جمعية الألزهايمر، أكدت على أهمية إدماج النشاط البدني ضمن روتين الحياة اليومية، مشيرة إلى ضرورة اختيار تمرين يحبه الشخص ليستمر عليه.
وتابعت: "بالنسبة لكبار السن، يجب استشارة الطبيب قبل البدء بأي نشاط جديد، لضمان أنه مناسب وآمن للحالة الصحية".
كيف تبدأ ممارسة التمارين؟
إذا كنت لا تعرف من أين تبدأ، فقدّمت دانا سانتاس، المتخصصة في اللياقة لدى CNN، بعض النصائح العملية:
ابدأ بالمشي الخفيف 10 دقائق يوميًا.
اختر نشاطًا تستمتع به ليكون سهل الالتزام.
خصص وقتًا ثابتًا يوميًا أو أسبوعيًا.
لا تستعجل النتائج، المهم هو الانتظام.
الرسالة الأهم
تؤكد نتائج الدراسة أن النشاط البدني ليس ترفًا، بل ضرورة بيولوجية للحفاظ على الصحة العقلية والوظائف الإدراكية، خاصة مع التقدم في السن.
في عالم تتزايد فيه تحديات الشيخوخة والأمراض الإدراكية، تبدو الرياضة كأداة فعالة وبسيطة في يد كل شخص يريد أن يطيل من عمر دماغه، ويحافظ على جودة حياته.
فكل خطوة تمشيها، وكل دقيقة تتحرك فيها.. قد تكون استثمارًا ثمينًا في مستقبل دماغك.
0 تعليق